الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

من اين تاتي الباروكة الباهظة الثمن

من أين يأتي شعر الباروكات؟ ربما هو سؤال لم يحظى بأي إهتمام من أحد.
ولكن الإجابة عليه قد تكون مدهشة للكثيرين منا، فهي أسطورة طويلة بدأت من معبد 《 فينكاتيسوارا-Venkateswara》 الذي يقع في ولاية Andhra Pradesh في الهند.

إن المصدر بشكل عام للشعر المستخدم للباروكات والموضة هو الهند والصين وأوروبا الشرقية، حيث يقوم وكلاء بجولات في القرى التي يعاني سكانها من الفقر المتقع، وذلك لتضمين شعر النساء مقابل دفع مبالغ صغير من المال. وفي بعض الأحيان، يجبر الأزواج الزوجات على بيع شعرهن، ويتعرض أطفال الأحياء الفقيرة للخداع في أن يحلق شعر رأسهم مقابل اللعب.

ولكن ما يبعث على الإنزعاج أكثر من ذلك هو أن العديد من المعابد في جنوب الهند تجني ملايين الدولارات من الأرباح الناتجة عن التضحية الدينية التي يقدمها الحجاج دون علمهم. وهم المتبرعون بالشعر من النساء، وكثير منهن هم من الفقراء، والذين يتبرعن بشعرهن دون الحصول على أي مقابل بالطبع. وكثير من النساء لا يدركن حتى أن الشعر الذي يتبرعن به يتم بيعه إلى بيوت الأزياء الراقية، ليتم تحويله إلى شعر مستعار مكلف.

في وسط هذا الجدل، يظهر معبد 《فينكاتيسوارا》، وهو معبد يقع في ولاية اندرا براديش، في الهند. وهو أغنى معبد في العالم من حيث التبرعات الواردة، كما هو واحد من أكثر الأماكن زيارة للحجاج. وفي المتوسط، يستقبل المعبد بين 50،000 إلى 100،000 من الحجاج في كل يوم. وعشرات الآلاف منهم يخضعون لطقوس حلاقة الشعر من ضمن طقوس الحج.

وكما تقول الأسطورة: "أن الرب فيشنو-Vishnu، وهو صورة لله الرمزية عند الهندوس، حدثت له حادثة في أحد الأيام، حيث تم ضربه على رأسه وأصاب الصلع جزء صغير من فروة رأسه. لاحظت أحد الأميرات السماويات بقعة الصلع على رأسه، فقامت على الفور بقطع جزء من شعرها، وباستخدام صلاحياتها السحرية، زرعتها على رأس الرب فيشنو. كان فيشنو معجبًا جدًا في تضحيتها، وبعدها قام بأمر جميع المصلين الذين يأتون إلى مسكنه بتقديم شعرهم له".

هناك نسخة مختلفة لهذه الأسطورة، والتي تقول أن فيشنو أخذ قرض كبير من السماء لحفل زفافه، لكنه لم يتمكن من سداده. وحتى هذا التاريخ استمر الهندوس المتدينون بمساعدته على تسديد دينه من خلال تقديم شعرهم له.

في بداية الأمر، كان الشعر المتبرع به يُلقى بعيدًا في الأنهار. ولكن الآن يتم بيعه في البلدان الغربية من خلال المزادات على الإنترنت، والتي تجلب للمعبد بين 3 إلى 6 ملايين دولار في كل عام.

الآن، وفي كل يوم، ما بين 500 إلى 600 حلاق يقومون بحلاقة أكثر من 20،000 رأس. ويتم جمع سلال مليئة بالشعر كل ست ساعات وتخزينها في مستودع واسع، ثم يتم فك الشعر وفرزه على أساس الطول والدرجات والألوان. ثم غسله ومعالجته وتجفيفه تحت أشعة الشمس.

إن الشعر الهندي هو الأكثر رواجًا في العالم، لأنه محافظ على طبيعته، فإن معظم النساء في المناطق الريفية يتبرعن بشعرهن دون استخدام الأصباغ الاصطناعية أو الألوان من قبل. كما أنه لم يتم حلاقة شعرهن من قبل أيضًا. وسعر هذا الشعر في الغرب ما يقارب من 300- الى 450 $ للكيلوغرام الواحد. وأفضل نوعية للشعر تباع أحيانًا بما يقارب 800 دولار للكيلوغرام.

في حين أن هذه العملية برمتها غير أخلاقية للغاية، فقد دافع القائمون على المعبد عن قرارهم في بيع الشعر المتبرع به، و أن الأموال التي يتم جمعها يتم توجيها مباشرة إلى المجتمع المحلي لتمويل المساعدات الطبية والنظم التعليمية وغيرها من مشاريع البنية التحتية الحيوية.

والجدير بالذكر أن معبد فينكاتيسوارا هو واحد فقط من عشرات المعابد في جنوب الهند المشاركة في هذا العمل. وإجمالًا، تجلب المعابد الهندية ما يزيد على 100 مليون دولار سنويًا من مبيعات هذا الشعر.

منقول
#ثقافة_حرة

ليست هناك تعليقات:

قران كريم