شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com maboeleneen@yahoo.com
الشيخان
أشهر من يطلق عليهما الشيخان هما أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وكذلك الإمام البخارى، والإمام مسلم، جزاهما الله عن المسلمين خير الجزاء.
ولكنى هنا أتحدث عن شيخين آخرين، الأول: الشيخ عبدالحميد كشك، والثانى: الشيخ إمام عيسى، رحمهما الله رحمة واسعة.
لقد ساهم كل شيخ منهما فى تشكيل وجدان المصريين فى مرحلة مهمة.
الشيخ عبدالحميد كشك كان نموذجا للتدين مصرى المزاج، وكان رحمه الله خطيباً عبقرياً، ولكنه لم يكن – شأن غالبية خطباء التيار إياه – خطيبا فقط، بل كان عالما لا يشق له غبار، فكان فقيهاً محدثاً مفسراً.
وقد حباه الله من خفة الظل ما يمكنك أن تكتشفه من خلال عشرات الأشرطة التى مازالت متداولة حتى الآن، بالرغم من الجماعة (إياهم)!
الشيخ إمام عيسى حباه الله البصيرة، وأخذ منه البصر، وأنعم الله عليه بالقبول، ولكنه حرم الشهرة فى الحياة، فتفوق عليه فى الشهرة من هم أقل منه بكثير، بل لا أبالغ إذا قلت إنه قد عاش فقيراً مهمشاً، مقارنة بغيره من أقزام عصره الذين نالوا المجد والمال والشهرة بدون حساب.
للشيخ إمام أغان أصبحت تجرى من المصريين مجرى الدم، بل يرددها العرب فتطابق حالهم برغم اختلاف الظروف، ولا عجب فى ذلك، فكاتب أغلب أغانيه هو أحمد فؤاد نجم.
من أمنيات حياتى أن أفتح إذاعة القرآن الكريم فى يوم من الأيام فأسمع فيها صوت الشيخ كشك صادحا بخطبة من خطبه الرائعة، بدلا من نفس الأصوات التى مللنا منها، والتى توصل ذات الرسالة التى تدعو إلى الخنوع والاستسلام باسم الإسلام.
ومن أمنيات حياتى كذلك أن أفتح الإذاعة المصرية فأسمع فيها الشيخ إمام يتغنى بأغنية من أغانيه، بدلا من نفس الأصوات التى نسمعها من المحدثين والقدماء، والذين لا يصل بعضهم إلى عشر معشار عظمة الشيخ إمام.
هل يحدث ذلك فى يوم من الإيام؟
هل يحق لنا أن نتمنى ذلك بعد أن قامت فى مصر ثورة؟
فى رقبة المحرضين
توفى إلى رحمة الله الشاب محمد محسن، شاب مصرى من صعيد مصر، لم يكمل الرابعة والعشرين من عمره.
عرفته خلال الفترة التى تشرفت فيها بتولى مسؤولية الحملة الشعبية لدعم البرادعى ومطالب التغيير، وكان محمد من الأعضاء الناشطين فى صعيد مصر.
كان كتلة من الحماس، والعطاء، والوعى.
كان أهم ما يميز ناشطى الصعيد أنهم يملكون عزيمة قوية، لأنهم يسبحون ضد تيار جارف من التأييد للحكومة (أى حكومة)، وللرئيس (أى رئيس)، وهذا (سلو بلدهم) كما يقولون، لذلك كان محمد ورفاقه من ناشطى قنا وأسيوط وأسوان من خيرة شباب مصر بلا مبالغة أو مجاملة.
استشهد محمد منذ عدة أيام بعد أن قذف بحجر كبير فى رأسه فى أحداث ما سمى بـ(موقعة العباسية)، وظل ينزف عدة ساعات، ومعه مجموعة من الشباب يحاولون إقناع الشرطة العسكرية بشتى الطرق أن يفتحوا لهم طريقا للمستشفى، ولكن هيهات.
لقد حرض المجلس أهالى العباسية ضد هؤلاء المتظاهرين السلميين، وهناك من تبرع بتأجير البلطجية لكى ينتقموا منهم، وكانت الحلقة الأخيرة فى جريمة القتل المتكاملة، أن منعت الشرطة العسكرية خروج محمد لكى يتم إسعافه.
رقد محمد فى غيبوبته عدة أيام، ثم رحل إلى جنة الخلد بإذن الله.
دم هذا الشاب المصرى الأصيل فى رقبة المجلس العسكرى أولا، وفى رقبة الإعلام الحكومى الذى حرض على هؤلاء المتظاهرين تحريضا إجراميا سافرا سافلا.
قد يكون هؤلاء الشباب مخطئين فى تحركهم، ولكن هذا الخطأ لا يمكن أن يكون عقابه القتل.
مات محمد، وكان من أواخر ما قاله: (هو فى أحلى من دى موته)!
سنلتقى يوم القيامة، وسيدلى كل بشهادته، ومن يدرى، لعلنا ندلى بشهاداتنا فى محكمة ما، فى الدنيا...!
لا أحد يضمن ما سيحدث...!
رحم الله كلالجرد قبل الحساب
المقال منشور بجريدة الأهرام 6-8-2011 م
كنت راكبا سيارتي في أحد شوارع حي مدينة نصر, ومررت بتكدس مروري معتاد بجوار شارع عباس العقاد. كان سبب التكدس هو ضيق الشارع بالبنايات العالية التي لم تكن في حسبان من خطط للمنطقة أصلا.
فالشارع قد تم تصميمه وإقامة بنيته التحتية لاستيعاب بنايات من طابقين أو ثلاثة طوابق لا أكثر, ولكنه اليوم يخدم بنايات تصل إلي تسعة طوابق, وهي بنايات بدون أي جراجات, وبالتالي لا يملك السكان إلا أن يصفوا سياراتهم في نهر الطريق, صفا أولا, ثم ثانيا, يضاف إلي ذلك الذين يضطرون إلي صف سياراتهم من أجل قضاء حاجة, أو شراء غرض من أي متجر.
في أثناء هذه المشكلة العويصة وجدت نفسي وجها لوجه مع شخص يصرخ بأعلي صوته:( آدي الثورة واللي جابته الثورة, ما وراناش غير العطلة والفوضي).
هذا الكلام مثال صغير لما يمكن تحميله علي قفا الثورة من مشاكل لا علاقة للثورة بها, فأنا بحكم كوني من سكان مدينة نصر منذ السبعينيات أستطيع أن أقول جازما إن جميع مشاكل مدينة نصر قد حدثت في عقد الثمانينيات, وأوائل التسعينيات علي أقصي تقدير.
هذه المشاكل تتلخص في أن حي مدينة نصر كان( كغيره من الأحياء) فاسدا من قمة رأسه إلي أخمص قدميه, وبالتالي تمكن كل من يريد البناء بشكل مخالف من( تضبيط) أموره مع المسئولين عن مراقبة البناء, وارتفعت أسعار الأراضي بناء علي ذلك, وتم التوافق المجتمعي علي أساس من الفساد, ولم يكن بإمكان أحد أن يسير خارج هذه المنظومة, بل إن من يسير خارجها مصيره إلي الخسارة, لأنه سيشتري الأرض بأكثر من سعرها الحقيقي( لو أنه بني عدد الطوابق الموجود في الرخصة بالشكل القانوني).
وكانت النتيجة أن مدينة نصر أصبحت اليوم تحتوي علي أضعاف أضعاف ما يمكن أن تستوعبه, وكل ذلك تم قبل أن تحدث ثورة يناير بسنوات.
بنفس هذا المنطق يريد بعض الذين يظنون أنفسهم أذكياء أن يحملوا ثورة يناير كافة ما يحدث في المجتمع المصري, وكأننا كنا نعيش في الجنة, ولم نعرف الجحيم إلا بقيام ثورة يناير!
يحاول البعض أن يحاسبوا الثورة بالرغم من أنها ثورة لم تحكم البلد حتي الآن, وما زالت كلما أرادت أن تحقق مطلبا تعتصم في الميادين بالأيام والأسابيع, وما زال الثوار حتي اليوم( برغم انتصار الثورة النظري) يشوهون في وسائل الإعلام, ويتهمون في وطنيتهم, ويتهمون في ذممهم المالية, ويزايد عليهم من كان يركع ويسجد للرئيس المخلوع علي مدار عقود.
قبل أن تحاسبوا الثورة, لا بد من عملية جرد أولا.
فلنقم بهذا الجرد:
أولا: كم بلطجيا كان في مصر قبل قيام ثورة يناير؟
ثانيا: كيف كانت حالة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين؟
ثالثا: كم يبلغ حجم الثروات التي خرجت من بنوكنا قبل وبعد الثورة ؟ ولا أستطيع أن أقبل أي محاولة لتحميل الثورة مسئولية هروب هذه الأموال, لأن من تولي الحكم كان يستطيع بإجراءات شديدة البساطة أن يمنع خروج هذه الميارات, ولكنه لم يفعل.
رابعا: كم تبلغ الطاقة الإنتاجية للعامل المصري قبل الثورة؟
خامسا: كم يبلغ حجم الدين الداخلي والخارجي لمصر؟
سادسا: ماهي حالة المدارس والجامعات من ناحية الشكل والمباني, ومن ناحية جوهر العملية التعليمية نفسها من المرحلة الابتدائية وصولا إلي الشهادات العليا؟
سابعا: ما هي حالة البحث العلمي في مصر ؟ وما هو حال الباحثين ؟ وهل يتم تقديرهم ماديا ومعنويا خصوصا إذا قارناهم بالراقصات ولاعبي الكرة؟
ثامنا: ما هي حالة الإعلام والصحافة في مصر؟ وهل نملك إعلاميين متمكنين في مؤسساتنا؟ أم أن جميعهم قد سافر إلي الخارج؟ وهل نملك إعلاميين يجمعون بين المهنية وأمانة الموقف الوطني أم أن الجميع قد باع نفسه للسلطان ؟
تاسعا: ما هي حالة المواطن المصري صحيا ؟ وهل يملك المصريون أي شكل من أشكال التأمين الصحي الآدمي ؟ أم أنهم أصبحوا مجرد حيوانات وفئران تجارب للأدوية العالمية ومتجرا لقطع الغيار الآدمية للدول الغنية ؟
عاشرا: كيف هي حالة القيم في المجتمع المصري ؟ وهل يملك المجتمع المصري ثوابت أخلاقية في حياته العامة والخاصة؟ أم أن كل الثوابت قد تعرضت للتجريف علي مدار سنوات الحكم المبارك؟
هذه الأسئلة مجرد نماذج لعشرات الأسئلة التي ينبغي أن نجيب عليها, وستمثل الإجابة شكلا من أشكال الجرد, وعلي أساس هذا الجرد بإمكاننا أن نبدأ الحساب بعد عام أو اثنين أو عشرة.
تبقي المشكلة الأخيرة, وهي: متي ستتسلم الثورة السلطة في هذا البلد؟
فمصر الآن لا حاكم لها, بل عليها مجلس عسكري يدير ولا يحكم, ولا يوجد أي قوة في مصر تزعم أنها تحكم أو تتحكم في البلد.
لذلك لا بد أولا أن تتسلم الثورة السلطة, ثم نبدأ الجرد, ثم يأتي دور الحساب, أما تحميل المصائب علي قفا الثورة بالمجان فهو أسلوب رخيص لا يقبله أي عاقل أو منصف.
حكمة مصرية عادلة |
وقف السيد الرئيس صدام حسين أمام المحكمة التى أقامها المحتل الأمريكى لمحاكمته عن مجازره التى ارتكبها فى حق الشعب العراقى على مدار ثلاثة عقود، وحين أظهر بعض ضحاياه شيئا من البهجة بهذه المحكمة، تحدث من تحدث بأن ذلك لا يجوز لأن المحكمة أقامها محتل.وحين أعدم صدام حسين وابتهج بعض من ظلمهم صدام، قام الملايين بالوقوف صفا واحدا رافضين أن يتم إعدام رئيس عربى بيد أمريكية.لم يكن الخلاف فى مجمله متعلقا باستحقاق صدام للمثول أمام المحكمة، ولم يكن متعلقا بإعدامه، بقدر ما كان متعلقا بأن الذى يفعل ذلك هو المحتل.من هذا المنطلق كنت سعيدا بمحاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك أمام محكمة مصرية، وأن يوكل ما يشاء من المحامين، وأن تكون يد العدالة التى تحاكمه يدا مدنية غير عسكرية.من أعظم ما فى هذه الثورة أنها تحاكم أعداءها ومن ظلمها بالعدل، فهى ثورة تطالب بالعدل، ولا تظلم أحدا مهما كانت جريمته.ولنفس الأسباب لم أتمكن من فهم الذين يرون فى هذه المحكمة شكلا من أشكال التجنى على الرئيس المخلوع، ولم أتمكن من فهم الذين يدعون إلى الرأفة بالمتهمين وهم يحظون بكل الضمانات التى تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم.كم هو محظوظ هذا الرئيس المخلوع، وكم هم محظوظون كل هؤلاء المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين!لقد حظوا بما لم يحظ به غالبية ضحاياهم، لقد حظوا بمحكمة عادلة، بعكس غالبية ضحايا هذا العهد، الذى لم يحظ فيه أحد بمجرد حق الدفاع عنه نفسه.لم يكن من حق غالبية خصوم الرئيس أن يحضروا جلسات المحاكمة وهم حليقوا اللحى، صابغو الشعور، يلبسون ساعات يد سعرها يبلغ عشرات الآلاف من الدولارات.لم يكن من حقهم أن يختاروا المستشفى التى يعالجون فيها، بل مات الكثير منهم لسوء أوضاع اعتقالهم.خلاصة القول.. إنها محكمة مصرية خالصة، نرجو منها أن تقيم العدل، فما قامت هذه الثورة إلا من أجل العدل. |
شهداء مصر، واللعنة على كل من يحرض ضد من يطلب الحرية.
أكاذيب إعلامية
يكذب الإعلام ليل نهار، وكأنه لا يستطيع أن يعيش بدون كذب، وسبب ذلك أن غالبية العاملين فيه مازالوا ينتمون بكل جوارحهم إلى نظام سابق لم يكن يعرف للحق سبيلاً.
حين سقط النظام اتضحت الحقيقة، نحن أمام آلاف الكذابين، وهم بطبيعتهم جبلوا على الكذب، ولا يستطيعون العمل بدون أن يتلقوا تعليمات من جهة ما، لذلك أصبحت الورطة الكبرى أنهم أحرار، وأن بإمكانهم أن يقولوا ما يشاؤون، ولكنهم لا يملكون هذه المشيئة.
حين سقطت الخلافة العثمانية، وأصبح جوارى السلطان حرائر كأى مواطن تركى، لم يستوعبن ذلك، ولم يكنَّ راغبات فى ترك (الحرملك) السلطانى.
وحين ألغى الرق فى بعض الدول العربية، لم يستوعب بعض العبيد والإماء هذا الأمر، وكان بعضهم يسأل مستنكرا الوضع الجديد (وأعيش من غير سيد؟)
هذا هو حال العاملين فى الإعلام اليوم، لا يستطيعون العمل بدون سيد يأمرهم، وبدون إله يسجدون له، وبدون (لهو خفى) يأمر وينهى.
ولأنهم لم يتعودوا على الحرية اخترعوا إلها جديدا ليسجدوا له، وليتلقوا التعليمات منه، لأن عقولهم القاصرة لا تتحمل الحرية، ولا تستطيع الاختيار.
الحرية أمر صعب بل شديد الصعوبة للذين اعتادوا العبودية.
هذا هو تفسيرى لما يحدث الآن من مساخر فى عالم الإعلام تتعلق ببث الأكاذيب المتعلقة بالثوار، وتحميل الثورة أوزار الدنيا والآخرة، بل تحميل الثورة ديون فترة مبارك نفسه.
لقد وجد من يدير البلد نفسه (بدون أن يحكمها) أمام بنية تحتية إعلامية تمكنه من الاستبداد، وتسايره فى تلبيس الحق بالباطل، وفى تشويه أهل الحق، وتمجيد أهل الباطل.
لهذا أنصح كل شباب الثورة المتخصصين فى الإعلام بالمزاحمة فى المؤسسات الإعلامية الجديدة والقديمة، الخاصة والحكومية، وليحمل كل مكنسته لكى نكنس بقايا العهد القديم.
نحن الآن أقوى، ومن واجبنا أن نقتحم هذا المجال بشروطنا، وبدون تنازلات، أما أن ننتظر حتى يتطهر الإعلام ذاتيا بدون أن ندخله، فهذا معناه أن نقدم كل وسائل الإعلام هدية لأعداء
يوميات ثورة الصبار
إهـــداء
إلى شهداء ثورة الصَّبَّار الأبرار ...
وإلى المصابين والجرحى ...
وإلى شعب مصر العظيم ...
عبدالرحمن يوسف
الثورة.
قصائد الأستاذ عبد الرحمن يوسف عضو حركة كفاية
قصيـــــدة مـِسـْبـَحـَـــة ُ الـرَّئـِيـــسْ . . . !
فــي لـَيْـلــَــةٍ مــِــنْ حـَالـِـــكِ الـلـيـْــــلاتِ . . .
صـَلـَّيـْــــتُ ثــُــمَّ نِـمـْـــتُ فــي سـُبـَــــاتِ . . .
وَجـَــــدْتُ سِـبـْحـَــة َ الـرَّئِـيــــس ِ فــي يــَدي . . .
قـَـــرَّرْتُ ذِكـْــــرَ الله ْ. . .
أمـْسَـكـْـــتُ بـالـحـَبـَّـــــاتِ . . .
وَجـَدْتـُنـِــــي أقــُـــولُ : " ذاتـِـــي
ثــُــمَّ ذاتـِــي ثــُـمَّ ذاتــِــــي . . ." ! ! ! ! ! ! !
و بـَعـْـدَهــَـــــا كــَــــرَّرْتُ وِرْدَا ً آخــَــــــرَا ً . . .
فـَقـُلـْتـُهــَـــــــا : " لـَذ َّاتــِــــــي . . . "
كـَرَّرْتـُهــَــــــا ألـْفــَــا ً مــِـــنَ الـمـَـــرَّاتِ . . .
ثــُـــمَّ انـْـتـَبـَهــْـــــتُ فـَجــْــــــأة ً . . .
و قــُلــْـــــتُ : " ذَاكَ حـُلـْـــــمُ لـَيــْــــل ٍ
سـَـــــئٍّ مــَــــا أقـْبـَحــَـــــهْ . . .
هـَلْ يـَمْلـُكُ الـرَّئِـيـسُ – أصـْلا ً– مِـسـْبـَحــَهْ . . . ؟؟؟! ! !
يــَـا مــنْ لـعـِـرْضـي هـَـتــَـكْ فـَـقــَـــــــدْتَ شرْعـِـيـَّـتــــــكـ
مـِــنْ رُبــْــع ِ قــــرْن ٍ كـَئِـيــــب ٍلـَعـَنـْـتـُهـــا طـَـلـْعـَـتــَـــكْ
أمــوَالـنـا لــكَ حل فاملأ بـِـهــَــــا جـُعـْـبـَـتــَــــــــــــــــكْ
خـَـلــْــفَ الـحـِـرَاســةِ دَوْمـــا ًمـُسـْتـَعـْـرضـــــــا ً قــُـوَّتــــكْ
تــُبـــدي مـَـظـَاهــِــرَ عــِــــــــز ٍتـُخـْـفــي بـِـهـــــا ذِلـَّـتــَـكْ
ســِــــلاحُ جـَـيـْـشــِــكَ دِرْع ٌتـَـحـْـمـِـي بــِـــهِ عـُصـْـبـَـتــــكْ
مــَـعَ الـعــدُوِّ كـَـلِـيـــلٌ لـَـكــِـن ْ بـِـشـَـعـْـبــي فــَتــَـــــــــكْ ســَـــوَادُ قــَلـبــِـكَ بـــادٍ فـَاصـْـبــُــغ ْ بــِـــــهِ شـَيـْـبـَـتــَـــكْ
يـَـأتِـيــكَ دَعــْـمُ عــَـدُوِّي فـَاصـْـلــُبْ بــِــهِ قـَامـَتــكْ
سـَـجـــدْتَ لــلـغــَـرْب ِ دَوْمــَـا ًمـُسـْـتـَـبـْــدِلا ً قـِبـْـلـَـتـــك ْ
بأدمعي و دِمـَـائــِـي كـَـتـَـبـْـتـَـهـــَـا قـِـصـَّـتـــَـــــــك ْ
و كـــلُّ أبـْـنــاءِ شـَـعـْــبـــي قــَـدْ شـَـاهــَـدَتْ قــَسـْـوَتــــكْ
خـَـذَلــْـتَ كــُـــــــلَّ شـَـريــــفٍ حـَـتــَّـى غـــَـدَتْ لـَـذ َّتــــكْ
و كــَــمْ مـَـنـَحــْـتَ لـُـصـُوصـــا ًيــَـا قـَاسِـيـا ً رَحـْـمـَـتـــكْ
تـُعـْـطـي لـنـَـسـْـلـِـكَ أرْضــِـي مــُمـَارســَـا ً سـُـلـْـطـَـتـــكْ
كــَـــأنَّ أرْضَ جــُــدُودِي قـدْ أصـْـبـَـحــَــتْ ضـَـيـْـعــَـتــَــــــكْ
لا شــــكَّ مـَـوْتــكَ يـَـأتــِـــي مـُـسـْـتـَـأصــِــــلا ً شافتك
يـــَـــــــــــــوْمُ الـحـِـســـَـــابِ قريب ترى بــِــهِ خــَيـْـبـَـتـــكْ
يــَـوْمُ الـمـِـنـَـصــَّــــةِ حق فخذ ْ بــــهِ عـِـبـْـرَتــَـــــــــــكْ
هـــذي الـجـُـمـوع ُ يــَقِــيــنـــا ًمــَـا جـــدَّدَتْ بــَـيــْـعــَــتـــك ! ! !
بد الرحمن يوسف عبد الله القرضاوي شاعر مصري/قطري[1] من مواليد 18 سبتمبر 1970 وهو المنسق العام لحملة البرادعي رئيسا (2011)[2]، له العديد من الدواوين والقصائد. هو الابن الثالث للشيخ يوسف القرضاوي. اشتهر عبد الرحمن كشاعر معارض للنظام الحاكم في مصر. يشتهر بهجائه غير المباشر المستمر ضد نظام الحاكم و"الفاسدين" في مصر التي أصبحت من أسس قصائده. له قصيدة جريئة في هجاء الرئيس المصري حسني مبارك بعنوان "الهاتك بأمر الله". شارك في العديد من الندوات الثـقافية في شتى أقطار الوطن العربي، كما شارك في مؤتمر حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية, ونشرت أشعاره الكثير من الصحف والمجلات في مصر والدول العربية. كما أن له تجارب فنية في الإنشاد والأداء على الجيتار وله قصيدة غزلية باسم "علي المكشوف".
الحزب الوثني الديمقراطي
الحزب الوثني الديمقراطي
الحزب الوثني الديمقراطيي مقامه
لكن سلوكه دايماً واطي
* * *
الحزب الوثني عديم الذوق
يلعب تمللي فى الصندوق
بيسجنني وأنا المسروق
وإن قلت لأ أبات مشنوق
أو أعيش وأنا حالق شنباتي
* * *
الحزب الوثني كلام فى كلام
مشروعه عبادة الأصنام
متعهد حفلات حكام
بيسوقنا زي الأغنام
وريحته أسوأ من شراباتي
* * *
الحزب الوثني فى كل مكان
من مراكش لباكستان
وعينيه فى كفاية والإخوان
مرة دخلت البيت نعسان
لقيته قاعد وَيَّا مراتي
* * *
الحزب الوثني قليل الدين
محتلنا زي فلسطين
خلى عيشتنا زي الطين
وجنوده داخلين حطين
ساعة ما يواجهوا مظاهراتي
* * *
الحزب الوثني جمل وهلال
يكسب برجال الأعمال
نحاوره يدخل فينا شمال
وسرقة الصوت عنده حلال
من أحيائي ومن أمواتي
****
لا شفاعة
يا من رضعت الكذب فى كل الظروف رضاعة
ناوِر بتعديل القوانين البغيضة زاعماً أن الخضوع شجاعة
يا من قتلت بشعبنا إبداعه
مازال كرشك حجمه متضخمٌ وعشيرتى بمجاعة
صل الفريضة نحو واشنطن ليلاً مفرداً وجماعة
يا مَن منعتَ شروق شمس تحررى
حتى ظننتُ أن شروق الشمس فى بلدى العظيم إشاعة
يا قائد الإصلاح إن فسادكم فى أرضنا قد بات لا يحتاج أى إذاعة
ناديتَ بالتغيير تثبيتاً لحكم بائد مارستَ كذبك فوقنا
حتى ظننا الصدق داءٌ أنت منه محصنٌ بمناعة
يكفيك ما جمعتَ من خيراتنا لكن مثلك لا يعرف أى شكل قناعة
بالأمس كم لوحتَ بالإرهاب فى بلداننا وكأنها فزاعة
زايد على الإصلاح إفساداً لأرض قد غدت أبناؤها ملتاعة
واظهر على التلفاز والبس حلة التغيير فى وطنى بكل وداعة
مَن ذا يصدق أن مثلك مصلحٌ يا مَن جعلتَ مِن الفساد صناعة
الطبع فيك وضاعة والشيب فيك خلاعة والحب فيك ضراعة والحُسن فيك بشاعة
فاركض وراء طموحك المفقود أن تبقى على أنفاسنا لو تقدر استرجاعه
لم يبلغ الشعب الذكى من الحماقة عُشر ما بُلغته كى تستطيع خداعه
أنا ذاك الشعب الذى لم تستطع بالجند هدم قلاعه
الدخل محدودٌ كعقلك والجموح مسيطرٌ لو تستطيع صراعه
كم ظالم فوقى تجبر عبر تاريخى ولكن كم قطعتُ ذراعه
كم مارد حكم البلاد بطولها وبعرضها قومتُ فيه طباعه
أنت الوحيد أكلتَ من خيراتنا لكننا لم نستطع إشباعه
يا فاسداً لبس الصلاح ذريعة بيدى أزلتُ قناعه
أتظن شعبك قد يصدق وعد خير كاذباً متناسياً أوجاعه
الكل ضدك فاستفق من غفلة خداعة
الشعب غنى للتحرر لحنه وقصيدتى قد رتبت إيقاعه
الشعب قام من الرقاد كمارد لا تستطيع صراعه
والأرض صلتْ نحو خالقها العظيم بذلة وضراعة
الناس قد رغبتْ زوال الظلم والرغبات من شعبٍ أبىّ ٍ مطاعة
فارحل بنسلك يا بغيضاً قبل أن يأتى قيام الساعة فإذا رفضتَ فليس فيك شجاعة
مقطـع مـن قصيـدة
إلــــى الأبــَـــــدْ . . . ! يـَحـْـيــَــــا الـرَّئِـيــــسُ لـلأبــَـــدْ !
يـَحـْيــَــا هـُـــوَ الـفــَـرْدُ الصَّـمـَـــدْ !
لــَــــــهُ صِـفــَـــــاتُ رَبـِّـنــَـــــــا ،
لـَـكِـنـَّــــهُ . . . لــَـــهُ وَلــَـــــدْ ! ! !
يـَعِـيــــــــشُ فــــي تـَقـَشـــُّـــفٍ
و فـي " الـفـُلـُوس ِ " قــَـدْ زَهـَــدْ !
لـِــــــذ َاكَ رَبــِّـــــي خـَصــَّــــــهُ
أرْصـِـــــدَة ً بــِــلا عــَـــدَدْ. . . ! ! !
مُـكـْـتـَـمـِـــــــلٌ . . و كـَـامـِـــــــلٌ ،
لــِـــذ َاكَ لـَيـْــــسَ يـُنـْـتـَقــَـــدْ !
الـصَّـالِـحــُـــــــونَ حـَـوْلـــَـــــــهُ ،
و لـَيـْـسَ فـيـهـِــمْ مـَـنْ فـَسـَـــــدْ !
مسبحة الرئيس
في ليلة مِن حالك الليلاتِ...
صليتُ ثم نمتُ في سباتِ...
وجدتُ سبحة الرئيس في يدي...
قررتُ ذِكرَ الله...أمسكتُ بالحبّاتِ...
وجدتني أقول: ذاتي ثم ذاتي ثم ذاتي...
و بعدها كرّرت وِرداً آخر...فقلتها...
لـَذّاتي...
كرّرتها ألفاً من المراتِ...
ثم انتبهتُ فجأة...
و قلتُ ذاك حلمُ ليلٍ سيٍء ما أقبحه...
هل يملك الرئيس أصلاً مسبحة؟
الهاتك بأمر الله
يــَـا مــَــنْ لـعـِـرْضــِـي هـَـتــَـكْ
فـَـقــَــدْتَ شــَـرْعـِـيـَّـتــَـــكْ ! ! !
مـِــنْ رُبــْـع قــَــرْن ٍ كـَئِـيـــب ٍ
لـَعـَنـْـتـُهــَــا طـَـلـْعـَـتــَكْ
أمــوَالــُنـــَـا لـــَـكَ حــِــلٌّ
فــَامــْــلأ بـِـهــَــا جـُعـْـبـَـتــَــكْ
خـَـلــْــفَ الـحـِـرَاســَـةِ دَوْمـــَـــا ً
مـُسـْتـَعـْـرضــَــا ً قــُـوَّتـــَــكْ
تــُبــْــدي مـَـظـَاهــِــرَ عــِــــز ٍ
تـُخـْـفــِــي بـِـهــَــا ذِلـَّـتــَــكْ
ســِـــلاحُ جـَـيـْـشــِـــكَ دِرْع ٌ
تـَـحـْـمـِــي بــِـهِ عـُصـْـبـَـتــَـــكْ
مــَــــعَ الـعــــَــدُوِّ كـَـلِـيــلٌ
لـَـكــِــن ْ بـِـشـَـعـْـبــــي فــَتــَـكْ ! ! !
ســَــــوَادُ قــَلـبــِـــكَ بــَـــــادٍ
فـَاصـْـبــُـــغ ْ بــِـــهِ شـَيـْـبـَـتــَـكْ
يـَـأتِـيــكَ دَعــْــمُ عــَــدُوِّي
فـَاصـْـلــُـبْ بــِـهِ قـَامـَتــَـــكْ
سـَـجــَـدْتَ لــلـغــَــرْب ِ دَوْمــَـا ً
مـُسـْـتـَـبـْـــدِلا ً قـِبـْـلـَـتـــَـك ْ
بـَـأدْمـُـعــِـي و دِمـَـائــِــــي
كـَـتـَـبـْـتـَـهـــَــــا قـِـصـَّـتـــَــك ْ
و كــُـــلُّ أبـْـنــَـاءِ شـَـعـْــبــِــي
قــَـــدْ شـَـاهــَــدَتْ قــَسـْـوَتـــَــكْ
خـَـذَلــْـتَ كــُــــلَّ شـَـريــــفٍ
حـَـتــَّــى غـــَــدَتْ لـَـذ َّتـــَــكْ
و كــَــمْ مـَـنـَحــْــتَ لـُـصـُوصــَـا ً
يــَـــا قـَاسِـيــَـا ً رَحـْـمـَـتــَــكْ
تـُعـْـطـِــــي لـنـَـسـْـلـِـكَ أرْضــِــي
مــُمـَارســَــا ً سـُـلـْـطـَـتــَـــكْ
كــَـــأنَّ أرْضَ جــُـــدُودِي
قــَــدْ أصـْـبـَـحــَــتْ ضـَـيـْـعــَـتــَــكْ
لا شـــَــكَّ مـَـوْتـــُــكَ يـَـأتــِـي
مـُـسـْـتـَـأصــِــلا ً شــَأفــَتـــَــكْ
يـــَـــوْمُ الـحـِـســـَـابِ قــَـريـــبٌ
تــَــرَى بــِـهِ خــَيـْـبـَـتـــَـكْ
يــَـوْمُ الـمـِـنـَـصــَّـةِ حـــَــقٌ
فــَـخــُـذ ْ بــِـهِ عـِـبـْـرَتــَـــكْهــَــذي الـجـُـمــُــوع ُ يــَقِــيــنـَـا ًمــَـا جــَـدَّدَتْ بــَـيــْـعــَــتــَـك ! ! !
سلالة
لا تشتموا مظاهر السفالة أو تلعنوا حكومة الحثالة
لأنكم إذا فعلتم ذلك في جهركم أو سركم شتمتم السلالة
لا تلعنوا الوالد أو سليله بل حطموا أغلاله
لا تسألوا إلهنا متى مماته بل كسروا سيوفه و أخرسوا طباله
ترونه عاد مثلما ابتدا كيساً من الزبالة
يا صاحب السمو والوقار والجيوش والفؤوس والتيوس
والمَقام والمُقام والمُدام والجلال والجلالة
يا مانح الطعام سُمه
وسالب اليتيم أمه
وساجناً رجال أمة
يا واهب الفقير همه
وحاجباً للشمس مثل غمة
يا مانحاً لشعبى القيود
وفاتحاً لكل أعدائى الحدود
يا زارع التزوير فى شهادة الشهود
يا مانع الطيور فى مواسم العودة أن تعود
يا مرسل الخنوع فى الوفود
يا حافر الأخدود
يا من عقرتَ الأمة الولود
يا قاتل الورود
وكاذب الوعود
ومخلف العهود
وخالق الجمود
وذابح الأباة والقضاة والدعاة كى يسود
يا مانع الإبصار عن جحافل الجنود
يا من وجوده بأرضنا غدا ينغص الوجود
يا خادم الأعداء قبل ربع قرن انقضى مؤسساً لمنهج العمالة
يا من يوقع القرار بالإحالة
يا قائدا من شدة التعذيب بتنا نرغب اغتياله
نحن المهمشون والمسيسون والمحقرون والمدجنون والمهجنون والمجوعون والمروعون فى منامنا وصحونا
دماؤنا دموعنا مُسَالة
نقول فلترحلوا ولتأخذوا السِلالة
كى تنزل العدالة
****
حوار مع يهودى
فى سَفرةٍ مِن مُتعِب الأسفار
بجانبى ذاك اليهودى الذى بدا بعينى
أحمقاً ثرثار
واصطنع الحوار
يقول لى :
أبناءُ عم ٍ أصلنا مهما بيوم ٍ
فرقتنا الديار
وددتُ لو عدتُ لأرض المطار
وحينها أغير المسار
لكن ما صار صار
يقول لى ثانية :
أبناءُ عم ٍ أصلنا
مهما الحروبُ سببت مِن الدمار
قلتُ له
لعله يخرس حين يستثار :
لقد عبدتم ذلك العجل
ونحن نعبد القهار
فقال لى مستهزئاً :
لقد عبدنا العجل يا ابن العم لكن
ما عبدنا حمارارحل
ما زلتَ تكبح للنهوض جماحا
يا مَن سرقتَ الباب والمفتاحا
الشعبُ يحصى فى السجون خسائراً
وبنوك تحصى المال والأرباحا
صنفان صار الناس إما منهكاً
أو سيدا فى قصره مرتاحا
وأنا بسجنى لم أزل متقوقعاً
لأصارع الأجناد والأشباحا
ليلٌ تحكم فى الخليقة ظالماً
والشعب فى الظلمات تاق صباحا
والجند فوق رؤوسنا قد حُكِّمت
تطغى وتنكأ فى الشعوب جراحا
خرسٌ قد أصاب بلابلاً فى أرضنا
والكلب قد ملأ الحياة نباحا
يا ساكن القصر المحصن دوننا
والكوخ أرعد فى الجوار صياحا
ماذا تريد وأى شىء فاعلٌ بعشيرتى
يا مَن جُبلتَ وقاحة
جندتَ كل المخبرين
وكل مَن أمسوا بقلبى داخلين رماحا
يكفيك ما حَصَّلتَ من أموالنا
حتى وأدتَ فى قلبنا الأفراحا
فارحل فإن الأرض تقطع ليلها دمعا
تشرب مِن بكائى نواحا
تخشاك كل الناس لا مِن هيبة
طبعُ الضعيف يحاذر السَفاحا
ما أنجبتْ سنواتُ حُكمك فارساً
بل كان حملُ الأرض منك سِفاحا
الراحلون بلا قبور
( مهداة إلى أرواح ضحايا عبارة السلام 98 و ذويهم في ذكراهم الأولى )
طـُرُقُ الأدَاءِ لذلكَ الحُـزٍْن ِ المُقيـم ِ
تـَنـَوَّعـَـتْ و تـَوَحَّـدَتْ ...!
والعَائِدُونَ مِنَ التـَّغـَرُّبِ رَاحِلـُونَ إقـَامَـة ً قـَسْريَّـة ً عَبـْـرَ الرَّحيل ِ
كَدَمْعَةٍ فـَوْقَ الخـُدُودِ
تـَبَخـَّـرَتْ و تـَجَـمَّـدَتْ ...
مَا بَيْنَ قـَعْـر ِالبَحْر ِأو قـَعْـر ِ السُّجُـون ِ
و بَيْنَ ظـُلـْـم ِ البَحـْـر ِ أو أمْـواج ِ بَحْـر ِالظـُّلـْـم ِ
أحْـلامٌ كِبَـارٌ في الطـَّريق ِ
تـَصَـدَّعـَـتْ و تـَجَـلـَّـدَتْ ...
والقـَبـْـرُ أمنية ٌ تـَعِـزُّ على الذي قـَدْ بَـاتَ يَشْتـَاقُ الفـَقِـيــدَ
و لـَيْـسَ يَـدْري أيُّ مَـوْتٍ أو حَيـَاةٍ غـَيَّـبَـتـْــهُ
و لـَيْـسَ يَعـْـرفُ أيُّ آمَـال ٍ هُـنـَاكَ
تـَشَكـَّـكـَــتْ و تـَأكـَّــدَتْ ...
و المَـوْتُ تـَحْـتَ المَـاءِ حِـرْمـَـانٌ مِـنَ القـَبْـر ِ الذي
تـَبْكِـي عَـلـَيْـهِ ذَووكَ في الأعيادِ
إثـْبَـاتـَـاً لحَـقـِّــكَ في وُجُـودٍ بـَيْـنـَهـُـمْ
طـَيْـفـََـاً يُمَـارِسُ عـيـدَهُ
في نـَشـْـوَةٍ لحَظـَاتـُهـَـا خـَضـَعَــتْ و لكنْ بالشـُّجُــون ِ تـَمَـــرَّدَتْ ...
والقـَبـْرُ في مصرَ القـَديمةِ و الحَديـثـَةِ لـَقـْطـَـة ٌ تـَأتـي
و لكِـنْ لـَيْــسَ تـَمـْضِـي
بـَـلْ تـُثـَبـَّـتُ كي يـَتِــمَّ على المَـدَى اسْـتِـرْجَـاعُهـَـا
فـَتـُـرى بيـَـوْم ٍ في انـْكِـمَــاش ٍ
ثـُمَّ تـُبْـصِـرُهـَـا عَـلـيـْـكَ تـَمَـــدَّدَتْ ...
في مصرَ تـُخـْتـَـرَعُ القـُبـُـورُ لكـُـلِّ مَعْـشـُـوق ٍ وَلِـيٍّ أو حَبـيــبٍ أو زَعِيــم ٍ
فـَاخـْتـَرَعْـنـَـا للحُسَيْـن ِ ضَريحَـهُ
لـتـَظـَـلَّ قِصَّـتـُـهُ دُمُـوعـَــا ً
كُـلـَّمَـا مُسِحَـتْ بمِنـْديــل ِ الزَّمَـان ِ تـَجَـدَّدَتْ ...
في مِصْرَ تـُحْـتـَـرَمُ القـُبـُـورُ كـَمُـعْـجـِـزَاتٍ
لا يـُنـَافِـسُهَـا سِـوى قـَبـْـر ٍ لمِصْري يـُعَـادُ عَـلى المَدى اسْتِكـْشـَافـُــهُ
فـَتـَـرى ذ ُرَا الأهْـرَام ِ أو قـَبـْـرَا ً لـتـُــوتَ
مَـسِـيــرَة ً للشـَّـعـْــبِ في أبْهَى جـِنـَازَاتٍ و أطـْولِهَـا و أعْـرَقِهـَـا
كـَمُشْـكـِلـَـةٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان ِ تـَسَهَّـلـَـتْ و تـَعَـقـَّـدَتْ ... !
القـَبـْرُ في مِصْرَ ابـْتِـدَاءٌ للصُّعُـودْ...
رَسْـمٌ بَيَانِيٌّ يُـؤَشِّــرُ للصُّـمُـودْ...
كـَمُجَسَّـم ٍ لبـِلادِ جـَنـَّـاتِ الخـُلـُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِـرَاعُ المَيـِّـتِ الفاني لشَكْـل ٍ ضِمْـنَ أشْكـَال ِ الوُجُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِــزَالٌ لاحْتِـرَامَــاتٍ تـُؤَدَّى للجُــدُودْ...
القـَبْـرُ في مِصْرَ احْـتِـرَامُ المَـوْتِ
لكِــنْ فيـهِ إيقـَـافٌ لتـَنـْفِـيــذِ الفـَنـَـاءِ
لـذَاكَ تـُبْـصِــرُهُ كـَتـَجْـفـيــفِ الــوُرُودْ...!
القـَبْـرُ في مِصْرَ القـَديمَـةِ والحَـديثـَـةِ قـَـدْ بـَــدا
إنـْجَــازَ شـَعـْـبٍ لـَيـْـسَ يـَرْضـَى أنْ يـُقـَيـِّـدَهُ المَمَــاتُ
بـأيِّ أشـْكـَــال ِ القـُيـُـــودْ ... !
و دَمْعٌ يَعُوقُ البَثَّ في سَاعَةِ البَثِّ
كَسُحْبٍ بدون ِالغـَيْــثِ في مَوْسِـم ِالغـَيْـثِ
و حَقـْلٌ مِـنَ الآلام ِآنَ حَصَـــــادُهُ
و قـَـدْ لانَ للمِحْــرَاثِ في مَوْسِــم ِالحَـرْثِ
و مَـوْتٌ بـهِ شَــكّ ٌ ومَـوْتٌ مُحَقـَّـقٌ
و مَــوْتٌ بـلا قـَبْــر ٍ و مَــوْتٌ بــلا إرْثِ
إذا حُـرِمَ المِصْريُّ قـَبْـرَاً يَـضُمُّــهُ
يَـصِـيــرُ كَمَـا الأرْوَاح ِ تـُحْـرَمُ مِنْ بَعـْـثِ !
رُخـَامَـة ُذاكَ القـَبْـر ِلـَسْتَ تـنالـُهَا
و نـَارُكَ لـَـمْ تـُبْصِــرْ طـَريقـَـاً إلى النـَّفـْـثِ
إذا كـُنـْتَ لـَمْ تـَأخـُذ ْ عَـزَاءً بـمَيِّـتٍ
فـَكـَيْـفَ- بـِرَبِّ النـَّاس ِ- سَوْفَ لـَهُ تـَرْثِي ؟
في مِصْـرَ تـَنـْتـَظِـرُ القـُبـُـورُ زيـَارَة ً في كـُلِّ شِـبْـهِ مُنـَاسَبـَـاتٍ
فـَالزِّيـَـارَة ُ في الخـَميـس ِ
و مـَعْ قـُدُوم ِالأرْبـَعِـيـن ِ و كـُـلِّ عِـيــدٍ ...
و الزِّيـَـارَة ُ كُـلَّ عَـام ٍ
كـَيْ يـَعِـيـشَ المَـرْءُ يـَذكـُـرُ رَاحِليـنَ عَـن ِالوُجُـودِ
و يَجْـمَـعُ القـَبـْـرُ الرُّفـَـاة َ مِنَ الجُـدُودِ إلى قـَليـلـي الحَـظ ِّ مِـنْ بـَعْـض ِ الشـَّبَـابِ
لكـَيْ يَـصيـرَ القـَبـْـرُ مِثـْـلَ خـَريطـَـةٍ زَمَـنِـيـَّــةٍ للعَـائِـلـَـة ْ !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـفُ الأمُـورُ
فـَلـَيْـسَ مَعْـنى القـَبـْـر ِ إقـْصَــاءَ المـَمـَــاتِ عَـن ِالحَيـَاةِ
و إنـَّمَـا أنْ يُصْبـِـحَ القـَبـْـرُ المَـزَارَ
و يُصْبـِـحَ الزُّوَّارُ حُـجَّـاجـَّـاً لذاكَ القـَبـْـر ِ طـُـولَ حَـيـَاتِـهـِــمْ
فـَزيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ التِـزَامٌ بالـتِـزَام ِالحُـزْن ِ رَغـْـمَ النـَّظـْــرَةِ المُـتـَفـَائِـلـَــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشْتِـهَــاءُ الحـُزْن ِ خـَـوْفَ الفـَـرْح ِ
( إنَّ الفـَـرْحَ أمْـرٌ عَـارضٌ في رحْـلـَـةِ المِـصْــرِيِّ عَـبـْـرَ العـُمـْـر ِ ) !
و الأفـْـرَاحُ في مِـصـْـرَ اعْـتِـدَاءاتٌ عَلى نـُظـُـم ِ الحَـيـَـاةِ
نـَغـُـضُّ طـَـرْفَ الحُـزْن ِعَـنـْهـَـا كـَـيْ تـَسِيـرَ القـَافِـلـَـة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اعْـتِـيـَـادُ الحُـزْن ِ
تـَدْريبـاً عَـلى ما سَـوْفَ تـَلـْقـَى - إنْ حـَيـيـتَ بمِصْـرَ عَامـَـاً أو أقـَـلَّ -
فـَمَنـْطِـقُ الأحـْـزَان ِ مَفـْـرُوضٌ و مـَتـْبـُـوعٌ
لكـَيْ تـَرْضَـى بـِقـَسْـمِــكَ حِـيـنَ تـَأتـي النـَّازلــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشـْتِـعـَـالُ الحُـزْن ِ في الأفـْـرَاح ِ
دَمْـجٌ للفـَقِـيــدِ – بـِلا افـْتِـعَــال ٍ– في سِيَاقـَـاتِ الـوُجـُـودِ
لكـَيْ يُـرَى شـَكـْـلُ العَـلاقـَـةِ بالرَّحِـيــل ِ قـَطِـيـعَــة ً مُـتـَوَاصِـلـَـة ْ ... !
الحزب الوثني الديمقراطي
الحزب الوثني الديمقراطي
الحزب الوثني الديمقراطيي مقامه
لكن سلوكه دايماً واطي
* * *
الحزب الوثني عديم الذوق
يلعب تمللي فى الصندوق
بيسجنني وأنا المسروق
وإن قلت لأ أبات مشنوق
أو أعيش وأنا حالق شنباتي
* * *
الحزب الوثني كلام فى كلام
مشروعه عبادة الأصنام
متعهد حفلات حكام
بيسوقنا زي الأغنام
وريحته أسوأ من شراباتي
* * *
الحزب الوثني فى كل مكان
من مراكش لباكستان
وعينيه فى كفاية والإخوان
مرة دخلت البيت نعسان
لقيته قاعد وَيَّا مراتي
* * *
الحزب الوثني قليل الدين
محتلنا زي فلسطين
خلى عيشتنا زي الطين
وجنوده داخلين حطين
ساعة ما يواجهوا مظاهراتي
* * *
الحزب الوثني جمل وهلال
يكسب برجال الأعمال
نحاوره يدخل فينا شمال
وسرقة الصوت عنده حلال
من أحيائي ومن أمواتي
****
لا شفاعة
يا من رضعت الكذب فى كل الظروف رضاعة
ناوِر بتعديل القوانين البغيضة زاعماً أن الخضوع شجاعة
يا من قتلت بشعبنا إبداعه
مازال كرشك حجمه متضخمٌ وعشيرتى بمجاعة
صل الفريضة نحو واشنطن ليلاً مفرداً وجماعة
يا مَن منعتَ شروق شمس تحررى
حتى ظننتُ أن شروق الشمس فى بلدى العظيم إشاعة
يا قائد الإصلاح إن فسادكم فى أرضنا قد بات لا يحتاج أى إذاعة
ناديتَ بالتغيير تثبيتاً لحكم بائد مارستَ كذبك فوقنا
حتى ظننا الصدق داءٌ أنت منه محصنٌ بمناعة
يكفيك ما جمعتَ من خيراتنا لكن مثلك لا يعرف أى شكل قناعة
بالأمس كم لوحتَ بالإرهاب فى بلداننا وكأنها فزاعة
زايد على الإصلاح إفساداً لأرض قد غدت أبناؤها ملتاعة
واظهر على التلفاز والبس حلة التغيير فى وطنى بكل وداعة
مَن ذا يصدق أن مثلك مصلحٌ يا مَن جعلتَ مِن الفساد صناعة
الطبع فيك وضاعة والشيب فيك خلاعة والحب فيك ضراعة والحُسن فيك بشاعة
فاركض وراء طموحك المفقود أن تبقى على أنفاسنا لو تقدر استرجاعه
لم يبلغ الشعب الذكى من الحماقة عُشر ما بُلغته كى تستطيع خداعه
أنا ذاك الشعب الذى لم تستطع بالجند هدم قلاعه
الدخل محدودٌ كعقلك والجموح مسيطرٌ لو تستطيع صراعه
كم ظالم فوقى تجبر عبر تاريخى ولكن كم قطعتُ ذراعه
كم مارد حكم البلاد بطولها وبعرضها قومتُ فيه طباعه
أنت الوحيد أكلتَ من خيراتنا لكننا لم نستطع إشباعه
يا فاسداً لبس الصلاح ذريعة بيدى أزلتُ قناعه
أتظن شعبك قد يصدق وعد خير كاذباً متناسياً أوجاعه
الكل ضدك فاستفق من غفلة خداعة
الشعب غنى للتحرر لحنه وقصيدتى قد رتبت إيقاعه
الشعب قام من الرقاد كمارد لا تستطيع صراعه
والأرض صلتْ نحو خالقها العظيم بذلة وضراعة
الناس قد رغبتْ زوال الظلم والرغبات من شعبٍ أبىّ ٍ مطاعة
فارحل بنسلك يا بغيضاً قبل أن يأتى قيام الساعة فإذا رفضتَ فليس فيك شجاعة
مقطـع مـن قصيـدة
إلــــى الأبــَـــــدْ . . . ! يـَحـْـيــَــــا الـرَّئِـيــــسُ لـلأبــَـــدْ !
يـَحـْيــَــا هـُـــوَ الـفــَـرْدُ الصَّـمـَـــدْ !
لــَــــــهُ صِـفــَـــــاتُ رَبـِّـنــَـــــــا ،
لـَـكِـنـَّــــهُ . . . لــَـــهُ وَلــَـــــدْ ! ! !
يـَعِـيــــــــشُ فــــي تـَقـَشـــُّـــفٍ
و فـي " الـفـُلـُوس ِ " قــَـدْ زَهـَــدْ !
لـِــــــذ َاكَ رَبــِّـــــي خـَصــَّــــــهُ
أرْصـِـــــدَة ً بــِــلا عــَـــدَدْ. . . ! ! !
مُـكـْـتـَـمـِـــــــلٌ . . و كـَـامـِـــــــلٌ ،
لــِـــذ َاكَ لـَيـْــــسَ يـُنـْـتـَقــَـــدْ !
الـصَّـالِـحــُـــــــونَ حـَـوْلـــَـــــــهُ ،
و لـَيـْـسَ فـيـهـِــمْ مـَـنْ فـَسـَـــــدْ !
مسبحة الرئيس
في ليلة مِن حالك الليلاتِ...
صليتُ ثم نمتُ في سباتِ...
وجدتُ سبحة الرئيس في يدي...
قررتُ ذِكرَ الله...أمسكتُ بالحبّاتِ...
وجدتني أقول: ذاتي ثم ذاتي ثم ذاتي...
و بعدها كرّرت وِرداً آخر...فقلتها...
لـَذّاتي...
كرّرتها ألفاً من المراتِ...
ثم انتبهتُ فجأة...
و قلتُ ذاك حلمُ ليلٍ سيٍء ما أقبحه...
هل يملك الرئيس أصلاً مسبحة؟
الهاتك بأمر الله
يــَـا مــَــنْ لـعـِـرْضــِـي هـَـتــَـكْ
فـَـقــَــدْتَ شــَـرْعـِـيـَّـتــَـــكْ ! ! !
مـِــنْ رُبــْـع قــَــرْن ٍ كـَئِـيـــب ٍ
لـَعـَنـْـتـُهــَــا طـَـلـْعـَـتــَكْ
أمــوَالــُنـــَـا لـــَـكَ حــِــلٌّ
فــَامــْــلأ بـِـهــَــا جـُعـْـبـَـتــَــكْ
خـَـلــْــفَ الـحـِـرَاســَـةِ دَوْمـــَـــا ً
مـُسـْتـَعـْـرضــَــا ً قــُـوَّتـــَــكْ
تــُبــْــدي مـَـظـَاهــِــرَ عــِــــز ٍ
تـُخـْـفــِــي بـِـهــَــا ذِلـَّـتــَــكْ
ســِـــلاحُ جـَـيـْـشــِـــكَ دِرْع ٌ
تـَـحـْـمـِــي بــِـهِ عـُصـْـبـَـتــَـــكْ
مــَــــعَ الـعــــَــدُوِّ كـَـلِـيــلٌ
لـَـكــِــن ْ بـِـشـَـعـْـبــــي فــَتــَـكْ ! ! !
ســَــــوَادُ قــَلـبــِـــكَ بــَـــــادٍ
فـَاصـْـبــُـــغ ْ بــِـــهِ شـَيـْـبـَـتــَـكْ
يـَـأتِـيــكَ دَعــْــمُ عــَــدُوِّي
فـَاصـْـلــُـبْ بــِـهِ قـَامـَتــَـــكْ
سـَـجــَـدْتَ لــلـغــَــرْب ِ دَوْمــَـا ً
مـُسـْـتـَـبـْـــدِلا ً قـِبـْـلـَـتـــَـك ْ
بـَـأدْمـُـعــِـي و دِمـَـائــِــــي
كـَـتـَـبـْـتـَـهـــَــــا قـِـصـَّـتـــَــك ْ
و كــُـــلُّ أبـْـنــَـاءِ شـَـعـْــبــِــي
قــَـــدْ شـَـاهــَــدَتْ قــَسـْـوَتـــَــكْ
خـَـذَلــْـتَ كــُــــلَّ شـَـريــــفٍ
حـَـتــَّــى غـــَــدَتْ لـَـذ َّتـــَــكْ
و كــَــمْ مـَـنـَحــْــتَ لـُـصـُوصــَـا ً
يــَـــا قـَاسِـيــَـا ً رَحـْـمـَـتــَــكْ
تـُعـْـطـِــــي لـنـَـسـْـلـِـكَ أرْضــِــي
مــُمـَارســَــا ً سـُـلـْـطـَـتــَـــكْ
كــَـــأنَّ أرْضَ جــُـــدُودِي
قــَــدْ أصـْـبـَـحــَــتْ ضـَـيـْـعــَـتــَــكْ
لا شـــَــكَّ مـَـوْتـــُــكَ يـَـأتــِـي
مـُـسـْـتـَـأصــِــلا ً شــَأفــَتـــَــكْ
يـــَـــوْمُ الـحـِـســـَـابِ قــَـريـــبٌ
تــَــرَى بــِـهِ خــَيـْـبـَـتـــَـكْ
يــَـوْمُ الـمـِـنـَـصــَّـةِ حـــَــقٌ
فــَـخــُـذ ْ بــِـهِ عـِـبـْـرَتــَـــكْهــَــذي الـجـُـمــُــوع ُ يــَقِــيــنـَـا ًمــَـا جــَـدَّدَتْ بــَـيــْـعــَــتــَـك ! ! !
سلالة
لا تشتموا مظاهر السفالة أو تلعنوا حكومة الحثالة
لأنكم إذا فعلتم ذلك في جهركم أو سركم شتمتم السلالة
لا تلعنوا الوالد أو سليله بل حطموا أغلاله
لا تسألوا إلهنا متى مماته بل كسروا سيوفه و أخرسوا طباله
ترونه عاد مثلما ابتدا كيساً من الزبالة
يا صاحب السمو والوقار والجيوش والفؤوس والتيوس
والمَقام والمُقام والمُدام والجلال والجلالة
يا مانح الطعام سُمه
وسالب اليتيم أمه
وساجناً رجال أمة
يا واهب الفقير همه
وحاجباً للشمس مثل غمة
يا مانحاً لشعبى القيود
وفاتحاً لكل أعدائى الحدود
يا زارع التزوير فى شهادة الشهود
يا مانع الطيور فى مواسم العودة أن تعود
يا مرسل الخنوع فى الوفود
يا حافر الأخدود
يا من عقرتَ الأمة الولود
يا قاتل الورود
وكاذب الوعود
ومخلف العهود
وخالق الجمود
وذابح الأباة والقضاة والدعاة كى يسود
يا مانع الإبصار عن جحافل الجنود
يا من وجوده بأرضنا غدا ينغص الوجود
يا خادم الأعداء قبل ربع قرن انقضى مؤسساً لمنهج العمالة
يا من يوقع القرار بالإحالة
يا قائدا من شدة التعذيب بتنا نرغب اغتياله
نحن المهمشون والمسيسون والمحقرون والمدجنون والمهجنون والمجوعون والمروعون فى منامنا وصحونا
دماؤنا دموعنا مُسَالة
نقول فلترحلوا ولتأخذوا السِلالة
كى تنزل العدالة
****
حوار مع يهودى
فى سَفرةٍ مِن مُتعِب الأسفار
بجانبى ذاك اليهودى الذى بدا بعينى
أحمقاً ثرثار
واصطنع الحوار
يقول لى :
أبناءُ عم ٍ أصلنا مهما بيوم ٍ
فرقتنا الديار
وددتُ لو عدتُ لأرض المطار
وحينها أغير المسار
لكن ما صار صار
يقول لى ثانية :
أبناءُ عم ٍ أصلنا
مهما الحروبُ سببت مِن الدمار
قلتُ له
لعله يخرس حين يستثار :
لقد عبدتم ذلك العجل
ونحن نعبد القهار
فقال لى مستهزئاً :
لقد عبدنا العجل يا ابن العم لكن
ما عبدنا حمارارحل
ما زلتَ تكبح للنهوض جماحا
يا مَن سرقتَ الباب والمفتاحا
الشعبُ يحصى فى السجون خسائراً
وبنوك تحصى المال والأرباحا
صنفان صار الناس إما منهكاً
أو سيدا فى قصره مرتاحا
وأنا بسجنى لم أزل متقوقعاً
لأصارع الأجناد والأشباحا
ليلٌ تحكم فى الخليقة ظالماً
والشعب فى الظلمات تاق صباحا
والجند فوق رؤوسنا قد حُكِّمت
تطغى وتنكأ فى الشعوب جراحا
خرسٌ قد أصاب بلابلاً فى أرضنا
والكلب قد ملأ الحياة نباحا
يا ساكن القصر المحصن دوننا
والكوخ أرعد فى الجوار صياحا
ماذا تريد وأى شىء فاعلٌ بعشيرتى
يا مَن جُبلتَ وقاحة
جندتَ كل المخبرين
وكل مَن أمسوا بقلبى داخلين رماحا
يكفيك ما حَصَّلتَ من أموالنا
حتى وأدتَ فى قلبنا الأفراحا
فارحل فإن الأرض تقطع ليلها دمعا
تشرب مِن بكائى نواحا
تخشاك كل الناس لا مِن هيبة
طبعُ الضعيف يحاذر السَفاحا
ما أنجبتْ سنواتُ حُكمك فارساً
بل كان حملُ الأرض منك سِفاحا
الراحلون بلا قبور
( مهداة إلى أرواح ضحايا عبارة السلام 98 و ذويهم في ذكراهم الأولى )
طـُرُقُ الأدَاءِ لذلكَ الحُـزٍْن ِ المُقيـم ِ
تـَنـَوَّعـَـتْ و تـَوَحَّـدَتْ ...!
والعَائِدُونَ مِنَ التـَّغـَرُّبِ رَاحِلـُونَ إقـَامَـة ً قـَسْريَّـة ً عَبـْـرَ الرَّحيل ِ
كَدَمْعَةٍ فـَوْقَ الخـُدُودِ
تـَبَخـَّـرَتْ و تـَجَـمَّـدَتْ ...
مَا بَيْنَ قـَعْـر ِالبَحْر ِأو قـَعْـر ِ السُّجُـون ِ
و بَيْنَ ظـُلـْـم ِ البَحـْـر ِ أو أمْـواج ِ بَحْـر ِالظـُّلـْـم ِ
أحْـلامٌ كِبَـارٌ في الطـَّريق ِ
تـَصَـدَّعـَـتْ و تـَجَـلـَّـدَتْ ...
والقـَبـْـرُ أمنية ٌ تـَعِـزُّ على الذي قـَدْ بَـاتَ يَشْتـَاقُ الفـَقِـيــدَ
و لـَيْـسَ يَـدْري أيُّ مَـوْتٍ أو حَيـَاةٍ غـَيَّـبَـتـْــهُ
و لـَيْـسَ يَعـْـرفُ أيُّ آمَـال ٍ هُـنـَاكَ
تـَشَكـَّـكـَــتْ و تـَأكـَّــدَتْ ...
و المَـوْتُ تـَحْـتَ المَـاءِ حِـرْمـَـانٌ مِـنَ القـَبْـر ِ الذي
تـَبْكِـي عَـلـَيْـهِ ذَووكَ في الأعيادِ
إثـْبَـاتـَـاً لحَـقـِّــكَ في وُجُـودٍ بـَيْـنـَهـُـمْ
طـَيْـفـََـاً يُمَـارِسُ عـيـدَهُ
في نـَشـْـوَةٍ لحَظـَاتـُهـَـا خـَضـَعَــتْ و لكنْ بالشـُّجُــون ِ تـَمَـــرَّدَتْ ...
والقـَبـْرُ في مصرَ القـَديمةِ و الحَديـثـَةِ لـَقـْطـَـة ٌ تـَأتـي
و لكِـنْ لـَيْــسَ تـَمـْضِـي
بـَـلْ تـُثـَبـَّـتُ كي يـَتِــمَّ على المَـدَى اسْـتِـرْجَـاعُهـَـا
فـَتـُـرى بيـَـوْم ٍ في انـْكِـمَــاش ٍ
ثـُمَّ تـُبْـصِـرُهـَـا عَـلـيـْـكَ تـَمَـــدَّدَتْ ...
في مصرَ تـُخـْتـَـرَعُ القـُبـُـورُ لكـُـلِّ مَعْـشـُـوق ٍ وَلِـيٍّ أو حَبـيــبٍ أو زَعِيــم ٍ
فـَاخـْتـَرَعْـنـَـا للحُسَيْـن ِ ضَريحَـهُ
لـتـَظـَـلَّ قِصَّـتـُـهُ دُمُـوعـَــا ً
كُـلـَّمَـا مُسِحَـتْ بمِنـْديــل ِ الزَّمَـان ِ تـَجَـدَّدَتْ ...
في مِصْرَ تـُحْـتـَـرَمُ القـُبـُـورُ كـَمُـعْـجـِـزَاتٍ
لا يـُنـَافِـسُهَـا سِـوى قـَبـْـر ٍ لمِصْري يـُعَـادُ عَـلى المَدى اسْتِكـْشـَافـُــهُ
فـَتـَـرى ذ ُرَا الأهْـرَام ِ أو قـَبـْـرَا ً لـتـُــوتَ
مَـسِـيــرَة ً للشـَّـعـْــبِ في أبْهَى جـِنـَازَاتٍ و أطـْولِهَـا و أعْـرَقِهـَـا
كـَمُشْـكـِلـَـةٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان ِ تـَسَهَّـلـَـتْ و تـَعَـقـَّـدَتْ ... !
القـَبـْرُ في مِصْرَ ابـْتِـدَاءٌ للصُّعُـودْ...
رَسْـمٌ بَيَانِيٌّ يُـؤَشِّــرُ للصُّـمُـودْ...
كـَمُجَسَّـم ٍ لبـِلادِ جـَنـَّـاتِ الخـُلـُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِـرَاعُ المَيـِّـتِ الفاني لشَكْـل ٍ ضِمْـنَ أشْكـَال ِ الوُجُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِــزَالٌ لاحْتِـرَامَــاتٍ تـُؤَدَّى للجُــدُودْ...
القـَبْـرُ في مِصْرَ احْـتِـرَامُ المَـوْتِ
لكِــنْ فيـهِ إيقـَـافٌ لتـَنـْفِـيــذِ الفـَنـَـاءِ
لـذَاكَ تـُبْـصِــرُهُ كـَتـَجْـفـيــفِ الــوُرُودْ...!
القـَبْـرُ في مِصْرَ القـَديمَـةِ والحَـديثـَـةِ قـَـدْ بـَــدا
إنـْجَــازَ شـَعـْـبٍ لـَيـْـسَ يـَرْضـَى أنْ يـُقـَيـِّـدَهُ المَمَــاتُ
بـأيِّ أشـْكـَــال ِ القـُيـُـــودْ ... !
و دَمْعٌ يَعُوقُ البَثَّ في سَاعَةِ البَثِّ
كَسُحْبٍ بدون ِالغـَيْــثِ في مَوْسِـم ِالغـَيْـثِ
و حَقـْلٌ مِـنَ الآلام ِآنَ حَصَـــــادُهُ
و قـَـدْ لانَ للمِحْــرَاثِ في مَوْسِــم ِالحَـرْثِ
و مَـوْتٌ بـهِ شَــكّ ٌ ومَـوْتٌ مُحَقـَّـقٌ
و مَــوْتٌ بـلا قـَبْــر ٍ و مَــوْتٌ بــلا إرْثِ
إذا حُـرِمَ المِصْريُّ قـَبْـرَاً يَـضُمُّــهُ
يَـصِـيــرُ كَمَـا الأرْوَاح ِ تـُحْـرَمُ مِنْ بَعـْـثِ !
رُخـَامَـة ُذاكَ القـَبْـر ِلـَسْتَ تـنالـُهَا
و نـَارُكَ لـَـمْ تـُبْصِــرْ طـَريقـَـاً إلى النـَّفـْـثِ
إذا كـُنـْتَ لـَمْ تـَأخـُذ ْ عَـزَاءً بـمَيِّـتٍ
فـَكـَيْـفَ- بـِرَبِّ النـَّاس ِ- سَوْفَ لـَهُ تـَرْثِي ؟
في مِصْـرَ تـَنـْتـَظِـرُ القـُبـُـورُ زيـَارَة ً في كـُلِّ شِـبْـهِ مُنـَاسَبـَـاتٍ
فـَالزِّيـَـارَة ُ في الخـَميـس ِ
و مـَعْ قـُدُوم ِالأرْبـَعِـيـن ِ و كـُـلِّ عِـيــدٍ ...
و الزِّيـَـارَة ُ كُـلَّ عَـام ٍ
كـَيْ يـَعِـيـشَ المَـرْءُ يـَذكـُـرُ رَاحِليـنَ عَـن ِالوُجُـودِ
و يَجْـمَـعُ القـَبـْـرُ الرُّفـَـاة َ مِنَ الجُـدُودِ إلى قـَليـلـي الحَـظ ِّ مِـنْ بـَعْـض ِ الشـَّبَـابِ
لكـَيْ يَـصيـرَ القـَبـْـرُ مِثـْـلَ خـَريطـَـةٍ زَمَـنِـيـَّــةٍ للعَـائِـلـَـة ْ !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـفُ الأمُـورُ
فـَلـَيْـسَ مَعْـنى القـَبـْـر ِ إقـْصَــاءَ المـَمـَــاتِ عَـن ِالحَيـَاةِ
و إنـَّمَـا أنْ يُصْبـِـحَ القـَبـْـرُ المَـزَارَ
و يُصْبـِـحَ الزُّوَّارُ حُـجَّـاجـَّـاً لذاكَ القـَبـْـر ِ طـُـولَ حَـيـَاتِـهـِــمْ
فـَزيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ التِـزَامٌ بالـتِـزَام ِالحُـزْن ِ رَغـْـمَ النـَّظـْــرَةِ المُـتـَفـَائِـلـَــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشْتِـهَــاءُ الحـُزْن ِ خـَـوْفَ الفـَـرْح ِ
( إنَّ الفـَـرْحَ أمْـرٌ عَـارضٌ في رحْـلـَـةِ المِـصْــرِيِّ عَـبـْـرَ العـُمـْـر ِ ) !
و الأفـْـرَاحُ في مِـصـْـرَ اعْـتِـدَاءاتٌ عَلى نـُظـُـم ِ الحَـيـَـاةِ
نـَغـُـضُّ طـَـرْفَ الحُـزْن ِعَـنـْهـَـا كـَـيْ تـَسِيـرَ القـَافِـلـَـة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اعْـتِـيـَـادُ الحُـزْن ِ
تـَدْريبـاً عَـلى ما سَـوْفَ تـَلـْقـَى - إنْ حـَيـيـتَ بمِصْـرَ عَامـَـاً أو أقـَـلَّ -
فـَمَنـْطِـقُ الأحـْـزَان ِ مَفـْـرُوضٌ و مـَتـْبـُـوعٌ
لكـَيْ تـَرْضَـى بـِقـَسْـمِــكَ حِـيـنَ تـَأتـي النـَّازلــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشـْتِـعـَـالُ الحُـزْن ِ في الأفـْـرَاح ِ
دَمْـجٌ للفـَقِـيــدِ – بـِلا افـْتِـعَــال ٍ– في سِيَاقـَـاتِ الـوُجـُـودِ
لكـَيْ يُـرَى شـَكـْـلُ العَـلاقـَـةِ بالرَّحِـيــل ِ قـَطِـيـعَــة ً مُـتـَوَاصِـلـَـة ْ ... !
في مِصْـرَ حِـرْمَـانُ الفـَقِـيـدِ مِـنَ الـزِّيـَارَةِ
كـُلـَّمَــا اقـْتـَضـَـتِ الـدُّمـُـوعُ
جَـريمَـة ٌ مُـتـَكَـامِـلـَــة ْ... !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـط ُ الـزِّيـَـارَة ُ في المَـدَافِـن ِ بالـزِّيـَارَة ِ في البـُيـُـوتْ ...
في مِصْـرَ مَنْ حُـرِمَ الـزِّيـَـارَة َ في المَمَـاتِ يـَصِـيــرُ مَـيـْتـَـاً لا يـَمـُـوتْ ...
في مِصْـرَ يـُلـقـَى النـَّاسُ للأسْـمَـاكِ مِـثـْـلَ الـطـُّعـْــم ِ و الدُّنـْيـَا سُـكـُــوتْ ...
أسْـمَـاكُ هـَـذا البـَحـْـر ِ تـَأكـُلـُهـُـمْ
لكـَيْ يـَصْطـَادَهـَـا مِـنْ بـَعــْــدُ أصْـحـَـابُ اليـُخـُــوتْ ... !
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر ِكـُلُّ طـُمُوحِي
بـِهَـا تـَمْـسَـحُ الأيـَّـامُ كـُـلَّ جُـرُوحي
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر فـَرْضٌ مُؤَجَّـلٌ
هَـدَمْـتُ بهِ قـَسْرَاً جَميعَ صُـرُوحِـي
فـَصِـرْتُ كـَرُوح ٍ في شَقـَاءٍ بجِسْمِهَا
و صِرْتُ كَجسْم ٍفي الشَّقـَاءِ بـِرُوح ِ
فـَلا بـَحْـرَ يُعْـطِيـنـي رُفـَات َ أحِبَّـتِـي
و لا بـَرَّ يـُعْـطِيـني طـَريـقَ نـُزُوح ِ!
في مِصْـرَ قـَدْ تـَبْـدُو طـُقـُوسُ الـدَّفـْـن ِ للعَـيْـن ِالغـَريبـَةِ ذ ُرْوَة َ
اسْتِسْلام ِ شَـعْـبٍ للدِّيَـانـَـاتِ القـَدِيمَـةِ والسَّـلاطـيــن ِ العـُتـَـاة ْ...
لـَكِـنْ طـُقـُـوسُ الـدَّفـْـن ِ في مِـصْـرَ اخـْتِـرَاعٌ عَـبْـقـَـريٌّ
يَسْـتـَعِـيـدُ بـِـهِ الفـَقِـيـدُ وُجـُـودَهُ في قـَلـْبِ مَـنْ عَـرَفـُـوهُ عـَبـْـرَ العُـمْــر ِ
كـَاليَخـْضـُـور ِ يَـجْـري في النـَّبـَــاتْ ...
في مِصْـرَ تـَخـْتـَـزِلُ الجـِنـَـازَة ُ كـُـلَّ أشـْكـَـال ِ الحَـيــاة ْ...
تـَبـْـدُو كـَمَـوْكِـبِ قـَائِــدٍ ذي هَـيْـبـَـةٍ قـَـدْ فـَـاقَ عِـنـْـدَ النـَّـاس ِ آلافَ الـوُلاة ْ...
الفـَـنُّ والمِعْـمَــارُ والكيميَـاءُ في مِصْـرَ القـَديـمَـةِ و الحَديثـَـةِ
ذَرْوَة ُ اسْـتِـخـْـدَام ِ دُنـْيـَـا الـنـَّـاس ِ مِـنْ أجـْـل ِ المـَمـَــاتْ ... !
حِـفـْـظ ُ الـرُّفـَـاتِ بمِـصْـرَ يَـعْـنِـي خـُلـْــدُ ذَاتْ ... !
هَجَوْتُ وهَلْ يَدْنـُو هِجَائي مِـنَ القـَصْر ِ؟
وهَــلْ تـَمْنـَـعُ الأشْعَــارُ غـَائِلـَـة َالدَّهْـــر ِ؟
هَجَـوْتُ و مَا أطـْفـَــأتُ حُرْقـَـة َ لـَوْعَـتي
فـَعـُـدْتُ لـذاكَ الهَجْـو ِ مِــنْ أوَّل ِالسَّطـْـــر ِ
جُـنـُــودُكَ يَــا جَبـَّـارُ سِكـِّيـنُ قـَاتـِـــل ٍ
يَزيـــدُ بـِـهِ لـَيْلـي ليُـنـْقـَـصَ مِــنْ فـَجْــري
أنـَـــامُ بـِــلا حـُلـْــم ٍ و أنـْـتَ مـُحَـكـَّـمٌ
وسِجْنـُكَ مِنْ حَوْلي .. وبَوْلـُـكَ في نـَهْـري
وكـُرْهُـكَ في قـَلبـي و مَوْتـُكَ مُنـْيَـتي
و سُمُّـكَ في بـَطـْنِي .. وسَيْـفـُكَ في نـَحْري
وتـَحْسَبُـني أرْضَى بحُكْـمِـكَ فـَوْقـَنـَـا
أ ُبـَايـِعُ في جَهـْـري و ألـْعـَـنُ في سِــرِّي !
مَصَائِـبُ كـُلِّ الكـَوْن ِ تـَبْـدُو كـَصَخـْـرَةٍ
و تـَسْـقـُط ُ جلموداً عَلى فـَرْحَةِ المِصْري
و أسْمَعُ صَرْخـَاتِ الضـَّحَايَا تـَحَـشـْرَجَتْ
تـُنـَــادي بـِلا جَــدْوى لـِتـَغـْـرَقَ في البَحْـــر ِ
و أسْمَعُ لـَعْـنـَـاتِ الأهَـالـي كـَطـَلـْقـَـةٍ
تـَرَبـَّـصُ كـَيْ تـُطـْلـَـقَ في سَاعـَةِ الصِّـفـْـر ِ
تـَهـُـونُ صُـرُوفُ الـدَّهـْـر ِفي مِـصْـرَ كـُلـُّهَـا
سِـوَى مَـوْتِ مِـصْــريٍّ يَـمُـوتُ بـِلا قـَبْــر ِ!
في مِصْـرَ يـُغـْفـَـرُ للذي قـَدْ فـَاتـَـهُ عـُرْسٌ
ولـَكِـنْ لـَيْـسَ يـُغـْفـَـرُ للذي تـَـرَكَ العـَــزَاءْ ...
في مِصْـرَ فـَاقـَـتْ مُشْكِـلاتُ المَـوْتِ مُشْـكِـلـَـة َ البَـقـَــاءْ ... !
في مِصْـرَ مَـوْتـَانـَـا بعَـيْـن ِ النـَّـاس ِأحْيـَـاءٌ إذا دُفِـنـُـوا كِـرَامَــاً
- إنَّ مَعْـنـَى المَـوْتِ مُخـُتـَـزَلٌ بـمَـوْتٍ دونَ أيِّ طـُقـُــوس ِ دَفـْــن ٍ -
مِـثـْـلَ لـَيْــل ٍ لـَيْـسَ يـُنـْهـِيــهِ الضـِّيـَــاءْ ... !
يـَا رَاحِـلِـيــنَ لقـَعـْـر ِ ذاكَ البَحـْـر ِ في لـَيـْـل ٍ بـِـلا ثـَمـَــن ٍ
لـِيَـنـْعَــمَ قـَاتِـلـُوكـُـمْ بالمـَزيــدِ مِــنَ الـثـَّـــرَاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِلا جَـثـَاميـنَ اهـْـدَؤوا
إنـِّـي أرى جـُثـْمَـانـَكـُـمْ في البَـحْــر ِ
بـَاتَ مُحَـنـَّطـَـاً في شـَكـْـل ِ مَـرْجـَـان ٍ يـَكُـونُ بـِـهِ الخـُلـُـودُ فـَـلا فـَنـَــاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِـلا قـُبـُــور ٍ
إنَّ قـَبْـرَكـُـمُ غـَـدَا قـَبـْــرَاً بـِحَـجْـــم ِ البـَحـْــر ِ
شـَاهِــدُهُ الـسَّـمـَـــاءْ ... !
****
تبت يدا
ابنٌ وأب
ذنبٌ وذنب
لا تسألوا عن السبب
هذا قضاءٌ وقدر
قضى من الأرض الوطر
به اليقين قد وجب
ولا تسل عن النسب
ابنٌ وأب
غرب وغرب
مِن كل ما يدعو إلى الشرق انسحب
ليس يهم فكره أولادى
إصبعه دوماً على الزنادِ
رصيده فى البنكِ فى ازدياد
وفوق ظهرى قد وثب
وذات يوم سوف يصلى منه سوء المنقلب
ابنٌ وأب
ربٌ ورب
وذاك ديدنٌ لقادةِ العرب
يضربنا على القفا
وإن أتى عدو أرضنا اختفى
وبالعميل فى قصوره احتفى
وما عليه من عتب
مهما بدا مستنكراً وإن شجب
ابنٌ وأب
كلبٌ وكلب
قانونه : دم يسيل للرُكَب
مع أنه قد شاخ
يريد أن يورث الأوساخ
ولا عجب
جاء الذهب والابنُ فاز باللقب
والله عنه قد كتب
تبت يدا أبي لهب
امرأة العزيز
(عن سوزان مبارك )
مَن للرجال مِن النسوان يحمينا
أمَن يحقق فى يوم أمانينا
هذا العزيز على التلفاز منشغلٌ
ونسوة الحى قد قطعن أيدينا
جاءت زليخة ووفد الذل يصحبها
وما أتتنا بشىء من أمانينا
أكرم بها امرأة كم وزرت رجلاً
من قوم لوط ومن أردى أهالينا
مازال كُره الرجال الغر فى دمها داء
لذا دمها أعيا المداوينا
قد عالجوها بزرع خاب زارعه
وبالتخلص حتماً من مخاصينا
كم مِن قوانين قد سنت بحاضرنا
كأن لذتها إلغاء ماضينا
كم يوسفٍِ بات مسجوناً بلا أمل
وما وجدنا بأرضى من يعزينا
كم قمةٍ لنساء الحى قد عُقدت
بها زليخة تشجينا وتطرينا
ربت ولياً لعهدٍ بات منهجه
يرى الريادة فى لوسى وفى دينـــا
ولى الآن فاتعظوا
ولتلزموا دوركم ذلاً مساكينا
يا قوم لوط هنيئاً جاء عهدكمو
فاستبسلوا لبؤاتٍ فى أراضينا
كأنها قد خَصَت شعباً بأكمله
فمَن ترى بعد قطع يجدينا
قالوا ستنهض بالتثقيف فى بلدى
فقلتُ رقصٌ وطبلٌ لا يربينا
قالوا سترعى حقوقَ الطفل فانتظِروا
فقلتُ قد حَوَّلت جيلاً مجانينا
كم راودتنا وكم همت بنا زمناً
كأنها ويح شعرى مِن أعادينا
لكن رفضنا وكم مِن أهلها شهدوا
أن العزيز غدا فى القصر عِنيناً
رِسَالَة ٌ فى فُنُون ِ الضَّرْبِ ....!
اضْرب . . . فَلَسْنَا نَخَافُ السَّوْط َ و الوَجَعَا
اضْرب . . . لأنَّكَ تَبْدُو خَائِفَا ً جَزِعَا
الضَرْبُ . . . قَشَّة ُ قَصْم ِ الظَّهْر ِ فى بَلَدي
فَاضْربْ . . . فَمَا كُنْتَ فى ذى الأمْر ِ مُبْتَدِعَا !
و اضْربْ بِرَأسِكَ حِيطَانَا ً وأعْمِدَة ً
و اضْربْ بِظُلْمِكَ أحْزَابَا ً ومُجْتَمَعَا
الضَّرْبُ بالكَّفِّ سَهْلٌ إنْ صَبَرْتَ لَهُ
و الضَّرْبُ بالحَرْفِ دَوْمَا ً يُورثُ الهَلَعَا !
فَاضْربْ بِكَفِّكَ طُولَ الليْل ِ تَوْأمَهَا
حَتَّى بَدَوْتَ كَمَنْ فى أهْلِهِ فُجِعَا
الضَّرْبُ بالصَّفْع ِ فى أرْضِى مُخَاطَرَة ٌ؟كَمْ قَدْ رَأيْنَا مِرَارَا ً صَافِعَا ً صُفِعَا !
و اضْربْ بِلَيْلِكَ أخْمَاسَا ً لِتُسْكِتَنَا
تَرَى النَّتِيجَة َ صَوْتَ الحَقِّ مُرْتَفِعَا !
كَمْ مَارَسَ الضَّرْبَ قَوَّادٌ وعَاهِرَة ٌ؟ كِلاهُمَا لِصُنُوفِ العُهْر ِ قَدْ رَضَعَا
فَاضْربْ دُفُوفَكَ يا مِغْوَارَ بَلْدَتِنَا
و نَمْ بِنَصْرِكَ طُولَ الليْل ِ مُنْخَدِعَا
لا الضَّرْبُ يُجْدى . . . و لا الأجْنَادُ تُرْهِبُنَا
كَمْ ضَارب ٍ قَدْ دَفَنَّا بَعْدَمَا قَمَعَا ! !
وَفِّرْ سِيَاطَكَ . . . لَيْسَ السَّوْط ُ يُرْهِبُنِي
و اضْربْ لِتُسْكِتَ شِعْرى فى الدُّجَى الوَدَعَا ! ! !
---
يَا مَنْ بَدَا بَارعَا ً فى ضَرْب ِ إخْوَتِهِ
لَكِنْ بِضَرْب ِ عَدُوِّ الأرْض ِ مَا بَرَعَا !
رَاقِبْ خُطَاكَ . . . فَتِلْكَ الأرْضُ نَاقِمَة ٌ
و الأرْضُ تَطْرَحُ دَوْمَا ً جِنْسَ مَا زُرِعَا
يَكْفيكَ مَا قَدْ جَمَعْتَ العُمْرَ مِنْ عَرَقِى
يَا مَنْ خَزَائِنُهُ لا تَعْرفُ الشَّبَعَا
لا تَعْرفُ الزُّهْدَ إلا فى كَرَامَتِنَا
و إنْ بَدَا مَالُنَا تُبْدى بِهِ طَمَعَا !
مَا زلْتَ تَضْربُ إخْوَانَا ً بِإخْوَتِهِمْ
حَتَّى ظَنَنْتَ بِأنْ فَرَّقْتَنَا شِيَعَا
---
اليَوْمَ كُلُّ رجَال ِ الحَقِّ قَدْ وَقَفَتْ
هَلْ فَرَّقَ الضَّرْبُ هَذا الشَّمْلَ أمْ جَمَعَا ؟ ؟ ؟
وَحَّدْتَ كُلَّ جُنُودِ الرَّفْض ِ فى بَلَدي
فَاشْكُرْ لِضَاربِنَا ،
و افْرَحْ بِمَا صَنَعَا
مَا زلْتَ تَكْرَهُ صَوْتَ الحَقِّ مُتَّزنَا
و تَكْرَهُ الخَيْرَ والإحْسَانَ والوَرَعَا
الظُّلْمُ نَارٌ عَلَى الظُّلام ِ تَحْرقُهُمْ
مَهْمَا بَدَا عَرْشُهُمْ بالجُنْدِ مُمْتَنِعَا
فَاحْذرْ مِنَ النَّار ِ . . . إنَّ النَّارَ مُحْرقَة ٌ
و لْتَرْتَدِعْ مَرَّة ً . . . لَوْ كُنْتَ مُرْتَدِعَا !
****
هناك تعليق واحد:
Aw, this was a really nice post. In idea I would like to put in writing like this additionally - taking time and actual effort to make a very good article… but what can I say… I procrastinate alot and by no means seem to get something done.
إرسال تعليق