الجمعة، 5 أغسطس 2011

من اشعار الشاعر الكبير فاروق جويدة

شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com maboeleneen@yahoo.com




الشاعر الكبير فاروق جويدة
شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
*
قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
*
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
*
تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام القسم الثقافي






لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
(
فاروق جويدة )

لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان

أنفاسنا في الأفق حائرة..

تفتش عن مكان

جثث السنين تنام بين ضلوعنا


فأشم رائحة

لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان

فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان

لكن شيئا قد تكسر بيننا

لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان

* * *

عيناك هاربتان من ثأر قديم

في الوجه سرداب عميق..

وتلال أحلام وحلم زائف

ودموع قنديل يفتش عن بريق..

عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت

ولا يدري الكلام

وعلى شواطئها بقايا من حطام

فالحلم سافر من سنين

والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود

وشواطئ الزمان قد سئمت كهوف الإنتظار

الشاطئ المسكين يشعر بالدوار..

* * *

لا تسأليني..

كيف ضاع الحب منا في الطريق؟

يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء

قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق..

فالحب أمواج.. وشطآن وأعشاب..

ورائحة تفوح من الغريق

* * *

العطر عطرك والمكان هو المكان

واللحن نفس اللحن

أسكرنا وعربد في جوانحنا

فذابت مهجتان

لكن شيئا من رحيق الأمس ضاع

حلم تراجع..! توبة فسدت! ضمير مات!

ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع

الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع

نحيا الوداع ولم نكن

يوما نفكر في الوداع

* * *

ماذا يفيد

إذا قضينا العمر أصناما

يحاصرنا مكان

لم لا نقول أمام كل الناس ضل الراهبان؟

لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا.. العاشقان؟

فالعطر عطرك والمكان هو المكان

لكنني..

ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان

شيء تكسر بيننا..

لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان..

وسط الزحام

و تشدنا الأيام في وسط الزحام
فنتوه بين الناس بالأمل الغريق
و نسير نحمل جرحنا الدامي العميق...
و نظل نبحث في الزحام عن العهود الراحلة
كالطير تبحث في الشتاء عن الصغار
الليل.. و الألم الجريء و لوعة الشكوى
و طول الانتظار
* * *
و أراك في وسط الزحام
طيفا بعيدا كالضياء
و يطير قلبي من ضلوعي في النداء
عودي إلي
إني افتقدت الحب بعدك و الصديق
لا تتركيني في ضباب العمر
وحدي كالغريق..
أمسكت بالمنديل في وسط الزحام
عودي إلي..
و سمعت صوتك من بعيد يعتذر:
لا تنتظر
كم كنت أحلم أن أعود إليك
أن أقتل الأحزان بين يديك
لكنني لا أستطيع
شبح الزحام يشدني
و رأيت قلبي في الحنايا.. يحترق
بيني و بينك خطوتان و نفترق
* * *
قد نلتقي يوما هنا رغم الزحام
و نعود نحمل من عيوني الفجر
خيطا.. من ضياء
و نعيش نحلم.. باللقاء
في كل يوم تلتقي روحانا
ستظل في دنيا الهوى ذكرانا
لو قال كل الناس شعرا
لن يكون.. كشعرنا
لو ذاب كل الناس حبا
لن يحبوا.. مثلنا
* * *
و رأيت تيار الزحام
يشدني مثل العباب
و وجدت طيفك من بعيد
يختفي بين الضباب
فرفعت منديلي ألوح في الفضاء
إلى اللقاء حبيبتي و إلى اللقاء!
قصيدة العام لفاروق جويدة 1-1-2008
كتبها الشاعر متأثرا بعد ان شاهد جثث الشباب المصرى على شواطئ تركيا
عنوان القصيدة
(
هذى بلاد ...لم تعد كبلادى)
كم عشت أسأل أين وجه بلادي
أين النخيل وأين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي
أبني قصورا من تلال رماد
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي
لا تستبيح كرامتي .. وعنادي
أشتاق أطفالاً كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد.. وفرحة الأعياد
..
اشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا .. وانتهت ببعادي
في كل نجم ضل حلم ضائع
وسحابة ليست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل
نسى الغناء فصار سرب جراد
هذي بلاد تاجرت في عرضها
وتفرقت شيعاً بكل مزاد
لم يبق من صخب الجياد سوى الأسى
تاريخ هذي الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحاً فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل

ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر والتدليس .. والأحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد
ما عاد فيها صوت طير شاد
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي وعنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب
وصراخ أرض في لظى استعبادي
لا تسألوني عن دموع بلادي
عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة
كانت تهرول خلفنا وتنادي
الأفق يصغر والسماء كئيبة
خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا
والريح تلقي للصخور عتادي
نامت على الأفق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع أياد
ورفعت كفي قد يراني عابر
فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد .. في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة
واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بنيتي
وداعا أمي .. (كيس ملح) زادي
ردي إلى أمي القميص فقد رأت
ما لا أرى من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة
حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا
للجوع تصرخ من حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكي .. والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا
وحكاية يزهو بهـــــــــــا أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلـــها
ومضى وراء المال والأمجـــــاد
كل الحكاية أنها ضــــــــاقت بنا
واستسلمت للص والقــــــــــواد
في لحظة سكن الوجود تـناثرت
حولي مرايا الموت والميــــــــلاد
فقد كان أخر مالمحت على المدى
والنبض يخبو .. صورة الجـــــلاد
فقد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت والكلمات تهرب من فمي
هذي بلاد .. لم تعد كبلادي

ليست هناك تعليقات:

قران كريم