كل انسان عاقل بالغ - بلا استثناء - بداخل نفسه بابان : باب للخير وباب للشر ، أو باب للتقوى وباب للفجور ، أو باب للطاعة وباب للمعصية ، أو باب للإصلاح وباب للإفساد ، والانسان بفطرته عارف بالخير والشر ، ومستعد وقابل لفعل أيهما ، وعنده القدرة على الاختيار والقوة على الفعل ، وباب الخير مغلق يحتاج من يفتحه ، وباب الشر مفتوح يحتاج من يدخله ، وعلى كل باب داع يدعو إليه :
الأول يدعوك أن تفتح الباب وتدخل ، فإذا دخلت أغلق عليك كأنه يحميك ويحفظك ، حتى يدخل عليك من يستجيب للداع ، فلا يدخل عليك إلا أهل الخير .
الثاني يدعوك أن تدخل من الباب المفتوح ، فإذا دخلت ونظرت فيه وجدت أستارا ، كلما هتكت سترا ظهر لك ستر آخر .
الباب الأول يوصلك إلى الجنة ، والباب الثاني يوصلك إلى النار ، والداعي على كل منهما لا يكذبك ، الأول يقول لك : هلم إلى الجنة ، والثاني يقول لك : هلم إلى النار ، وكلاهما يستعمل أسلوب الترغيب لا الترهيب ، وكل منهما يحمل في كلتا يديه شراب ليسقيك ، ولابد لك من أن تشرب من أحدهما أو كليهما ، ومن شرب وقع ما شربه في قلبه لا في بطنه ، فمن امتلأ قلبه بالخير أفلح وفاز ، ومن امتلأ قلبه من الشر خاب وخسر .
وعقل الانسان يرشده ويهديه ويناديه : أقبل على الخير ، وأقصر عن الشر ، فمن استجاب لنداء العقل رشد وسعد ، ومن لم يستجب لنداء العقل ضل وشقي .
فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق