الاثنين، 26 يونيو 2017

مواطن طالب العمل منقولة

طردوني من العمل
وقالوا: اذهب
واعمل عند الله.
وها أنا يا رب
محمد إبراهيم القليني
أربعة وثلاثون عاما
متزوج
وأعول طفلين
وأرغب في العمل لديك..
أنا أجيد الكثير من المهارات
كالطبخ مثلا..
لذلك يمكنني أن أعمل لديك طباخا
أقطف نجمتين وأعجنهما جيدا
وأضيف إليهما ماء سحابة عذبة
ثم إنني صبور جدا
ويمكنني الانتظار حتى تطلع الشمس
وتقوم بتسوية العجين.
سأحمل الطعام بنفسي
وأطوف على الفقراء الذين ناموا بلا عشاء
وأضع الكثير منه
على وسائدهم المبقعة بالخيبات.
قبل طردي كنت أحمل البضائع
وأنقلها إلى المخازن الواسعة
فلماذا لا توظفني لديك حمالا ؟
سوف أحمل السحب على كتفي
وأظلل بها رؤوس الأرامل
اللواتي يبعن الخضار في شوارع مدينتنا..
أنا قوي يا الله
يمكنني أن أحمل جبلا عظيما لأثبت به
قلب امرأة غرق ولدها
وهو يحاول الوصول إلى أحلامه
التي تنتظره على الجانب الآخر من البحر.
ثم إنني أجيد التفاوض
ولدي مهارة عقد الصفقات
مما يؤهلني لاقناع الشيطان
بأن يكفر عن ذنبه ويسجد لك..
ربما بهذا يدخل كل البشر الجنة..
أنا أخاف من النار
منذ أن احترق قلب أبي وهو يبحث
عن رغيف لطفله الجائع..
أطعموني بعدها آلاف الأرغفة
لكني مازلت جائعا يا الله.
في الأعياد
أنفخ (البلالين) لطفلي
فهل يؤهلني ذلك للعمل لديك
كنافخ بوق؟
سأكون رقيقا جدا
وسأنفخ ببطء
ولن أرهب الموتى إذ يقومون مع النفخ..
بل ربما أستبدل البوق بالناي
وأعزف لهم ألحانا مبهجة.
آه.. نسيت أن أخبرك
أنا أجيد الكتابة
وأفكر في أن أعمل كملاك
يسجل كل ما يفعله رجل ما..
اختر لي رجلا يا رب
شريطة أن يكون غنيا..
سأجلس فوق كتفه الأيسر
وأسجل كل سيئاته..
أريد أن أذهب معه إلى الفنادق الفاخرة
وأكتب في سجله: إنه يضاجع امرأة بيضاء
شعرها أسود
وعيناها عسليتان
وجسدها لين مثل الإسفنج
ولديها كومة من الأطفال الجوعى
يلعبون في حي شعبي
ريثما تعود إليهم بالطعام.
أريد أن أذهب معه إلى حانة..
أنا لا أشرب الخمر يا الله
فنحن الفقراء نسكر من مشاكلنا
لكني أريد أن أعرف
كيف يسكر الأغنياء؟.
كثيرا ما قلمت أظافري
فلماذا لا تجربني في تقليم أظافر الشمس..
لقد طالت يا الله
لدرجة أنها تغرسها في رؤوس العمال
الذين يعملون في المصانع البعيدة..
العامل من هؤلاء
يعود إلى بيته برأس متورم
بينما أصحاب المصانع
يحصون أرباحهم في المكاتب المكيفة..
لقد طردوني يا الله
وها أنا ذا
محمد إبراهيم القليني
أربعة وثلاثون عاما
متزوج
وأعول طفلين

ليست هناك تعليقات:

قران كريم