الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

هل يقتحم د محمد البرادعي المشهد السياسي منقوله

بعدما أطاح بـ3 أنظمة.. هل يقحم البرادعي نفسه في صراع مع النظام الحالي؟

أخبار مصر

2015-09-01 06:51:28
الدكتور محمد البرادعي

كتب - أحمد مطاوع

"تويتر مان" هكذا لقبته جماعة الإخوان، بهدف التقليل من شأنه حينما اختلفوا معه وانقضت مصلحتهم ومطامعهم من السير في دربه، ورددها فلول الحزب الوطنى ونظام مبارك للسخرية من نضاله، بينما اتخذها أنصاره كمبعث للفخر بملهمهم الذى كان الأبرز في إسقاط 3 أنظمة من خلال تغريداته القصيرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

محمد البرادعي.. الذي وضع نفسه بمواقفه مثارًا للجدل والنقد الدائم والتأييد الذي يخاطب قناعات الشباب المتمردين على الواقع الطامحين فى التغيير، الرجل الذى صنع لـ"تويتر" شأنًا آخر فى مصر، بعدما جعله منبر السياسة والثورة والتغيير ليتبعه الكثير من النخب السياسية والنشطاء على هذا الموقع الذى اكتسب شهرته بجانب "فيسبوك"..

هو رئيس وكالة الطاقة الذرية الأسبق، رجل السلام المنسحب من سباق الرئاسة الأول بعد 25 يناير 2011، زعيم جبهة الإنقاذ، نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية بعد ثورة 30 يونيو 2013، واستقال بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة أغسطس من العام ذاته. 

 

البرادعي أول من استخدم الإنترنت الذى كان يراه أغلب المصريين وسيلة للرفاهية والترفيه لجيل "العيال السيس"، كمنبر للتواصل مع مؤيديه ونشر أفكاره ومبادئه عبر موقع التواصل للتدوين القصير "تويتر".

عُرف البرادعي بتدويناته اللاذعة التى كانت تنتقد النظام الحاكم وتعلي من ثقة الشباب فى أنفسهم، ليصبح أيقونة الأمل التى تنتشل الشباب المهمش من الإحباط والضياع، فى ظل فقر وظروف معيشية اجتماعية واقتصادية متدهورة للغاية وغياب تام للوعى والثقافة، وذلك بعدما أعلن نيته الترشح فى 2009 ضد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ومشروع توريث الحكم لنجله جمال، قبل أن يقرر العودة إلى مصر وتوحيد صفوف المعارضة وإعطاء الشباب المساحة الأوسع لتصدر المشهد وقيادة عجلة التغيير، لتقوم الثورة ويتم الإطاحة بنظام مبارك. 

وبعدها يتولى المجلس العسكرى، الفترة الانتقالية، ويوجه البرادعى له التحية قبل أن ينقلب عليه واصفًا المسار الذى أتبعه المجلس بـ"الخاطئ"، لتتابع التغريدات مع الأزمات التى تفاقمت وقتها،وصولًا لإعطائه مهلة للمشير طنطاوى بالتعجيل بالانتخابات التى قرر أن ينسحب منها واصفًا إياها بـ"المسرحية الهزلية"، وبالفعل وبعد الوصول لنقطة متأزمة قرر المجلس العسكرى الدعوة للانتخابات الرئاسية، ليعلن خروج القوات المسلحة من المشهد السياسى.

 ووصل محمد مرسى مرشح الإخوان إلى حكم مصر، وبدأ في الانفراد بالسلطة، ليقرر البرادعى مقاطعته ومقاطعة أى حوار مع الرئاسة رافضًا "إعطاء شرعية لديمقراطية زائفة وسياسات إقصائية"، ويشن بعدها هجومًا حادًا عبر منبره الإلكترونى،على نظام الرئيس المعزول مرسى الذى أكد يأنه يسعى "أن يولى نفسه حاكمًا بأمر الله" وذلك فى أعقاب إعلانه الدستورى، ليدعو الناس بعد ذلك للتوقيع على استمارة تمرد، واصفًا حكم الإخوان بأنه"نظام فاشل مستبد يقتل روح الثورة"، وبالفعل يواصل البرادعى موهبته فى إسقاط الأنطمة، ويتم الإطاحة بحكم الإخوان فى يوليو 2013

يتولى بعدها البرادعى منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، ويتعرض لهجوم شديد، ليخرج عبر منبره الذى يتابعه عليه الملايين، مبديًا غضبه من حملات التشويه التى يتعرض لها، فكتب فى 6 أغسطس: "يبدو أن عملي لتجنيب الوطن الانزلاق في دائرة عنف، لا تصل إلى الجرائد الحكومية، عدا مقالات عن خطورتي على الشعب والدولة. الطريق أمامنا طويل ووعر".

وعقب فض اعتصامي "رابعة والنهضة" وتقديم استقالته و خروجه من المشهد تماما ومغادرة البلاد اختفى البرادعي على "تويتر"، وبعد فترة طويلة يعود بتغريدة أخرى قائلًا فيها:امتى نفوق؟". 

واختفى البرادعي تمامًا عن المشهد السياسي وعن "تويتر"، فترة كبيرة، حيث لم يدون سوى تغريدة واحدة على مدار 2014.

وفى عام 2015 اتجهت تعليقاته على سوريا والشأن العربى والدولى، قبل أن يعود خلال الأيام  الجارية عبر تويتر، ليوجه انتقادات حادة للنظام الحالى عن غياب الحريات، وفيما يخص الوضع السياسى فى مصر من خلال تعليقاته على الأحداث بعد انقطاع طويل تمرس عليه خلال الفترات السابقة لكنه لم يكن بهذا الطول.

فبعد مساهمته الناجحة والقوية فى هز عرش 3 أنظمة والإطاحة بنظامى مبارك ومرسى، وإبعاد المجلس العسكرى بقيادة طنطاوى، هل يستطيع البرادعى بعد قراره اقتحام المشهد السياسي الحالي من جديد بتغريداته رغم عدم ظهوره كمعارض واضح واقتصار تعليقاته على الأوضاع العامة فى البلاد، أن يقلقل الأوضاع السياسية فى مصر مجددًا؟

الإجاية على هذا السؤال ليست بسهولة المرات السابقة، فالرئيس عبدالفتاح السيسي يحظى بتأييد كبير على المستوى الشعبى، بالإضافة إلى الإنهاك والإرهاق الداخلى لدى الشعب فى ظل اقتصاد يحاول التعافى وإيمان شعبى كامل بضرورة العمل والبناء، لتخطى هذه المرحلة الصعبة التى يمر بها الوطن، فالتحديات أصبحت أكبر والإصرار لدى الشعب على عبور هذا الزمن أصبح أشد، رغم تأثر الحريات التى أصبح يصنفها الكثير بالرفاهية. 

ليست هناك تعليقات:

قران كريم