الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مقالة عمر طاهر

شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com
maboeleneen@yahoo.com

شكرا لحضرتك November 25th, 2011 10:29 am

عزيزى (……….).
أنت على حق لأنك تنصر وطنا بأكمله وشعبا يشاركك الهوية نفسها حتى ولو كان هناك قطاع منهم لا يحبون ما تفعله ولا يؤمنون به ويؤمنون أنك واحد من الذين خربوا البلد.. لكنى دعنى أسألك هل أنت اليوم بحاجة لشهادة تقدير من أحد ؟ هل تنتظر أن يمنحك أحد نيشانا على ما تفعله؟ أنت واحد من ملايين الشرفاء ينزلون الميدان لنصرة هذا البلد ويعودون دون أن نعرف اسمك ودون أن نراك على شاشة تليفزيون أو نرى صورتك فى صدر إحدى الصحف.. أنت المقاتل المتطوع الذى لا ينتظر من أحد شكورا، فلا تهتم بمن يحاول أن يضعف عزيمتك.
تحية لحضرتك على حماسك ووطنيتك وتفهمك لما يجرى بالضبط وامتلاكك لموقف تجاهه، تحية لك على نجاتك من التضليل المتعمد وعلى حزمك فى التعامل مع إدارة للبلد غير حازمة وعلى حزنك على كل من سقط فى هذا المكان شهيدا أو جريحا وإجلالك لدوره وخوفك عليه أيضا ولو حتى من نفسه المشتعلة غضبا، أنت اليوم، وربما قبل هذا اليوم بعدة أشهر، بدأت تكتب تاريخك الخاص كمواطن مصرى وعشت التاريخ فى أثناء تكونه ليس بعد كتابته، أنت اليوم قطعة من هذا البلد تتحرك بكل ما فيها من إخلاص وانتماء، أنا فخور بحضرتك ويشرفنى أن أكون واقفا إلى جوارك فى الميدان ويسعدنى كثيرا أنك تسهم فى أن يكون سعرى فى هذا البلد أغلى كثيرا مما اعتدت عليه خلال السنين والشهور الماضية.. كنت أود أن أكتب لحضرتك ما هو أكثر من ذلك لكن شعورى أن الكلام يظل مجرد كلام أمام ما تقوم به يجعلنى لا أملك إلا أن أطلب منك أن تتقبل تحياتى واحترامى الشخصى لحضرتك وتحيا مصر.
(أترك لك القوس مفتوحا إلى جوار كلمة عزيزى لتضع فيه اسمك ولتعتبر هذه الوثيقة اعترافا منى بفضلك على كاتب هذه السطور وعلى غيره).

عزيزى (……….).
أنت على حق لأنك تنصر وطنا بأكمله وشعبا يشاركك الهوية نفسها حتى ولو كان هناك قطاع منهم لا يحبون ما تفعله ولا يؤمنون به ويؤمنون أنك واحد من الذين خربوا البلد.. لكنى دعنى أسألك هل أنت اليوم بحاجة لشهادة تقدير من أحد ؟ هل تنتظر أن يمنحك أحد نيشانا على ما تفعله؟ أنت واحد من ملايين الشرفاء ينزلون الميدان لنصرة هذا البلد ويعودون دون أن نعرف اسمك ودون أن نراك على شاشة تليفزيون أو نرى صورتك فى صدر إحدى الصحف.. أنت المقاتل المتطوع الذى لا ينتظر من أحد شكورا، فلا تهتم بمن يحاول أن يضعف عزيمتك.
تحية لحضرتك على حماسك ووطنيتك وتفهمك لما يجرى بالضبط وامتلاكك لموقف تجاهه، تحية لك على نجاتك من التضليل المتعمد وعلى حزمك فى التعامل مع إدارة للبلد غير حازمة وعلى حزنك على كل من سقط فى هذا المكان شهيدا أو جريحا وإجلالك لدوره وخوفك عليه أيضا ولو حتى من نفسه المشتعلة غضبا، أنت اليوم، وربما قبل هذا اليوم بعدة أشهر، بدأت تكتب تاريخك الخاص كمواطن مصرى وعشت التاريخ فى أثناء تكونه ليس بعد كتابته، أنت اليوم قطعة من هذا البلد تتحرك بكل ما فيها من إخلاص وانتماء، أنا فخور بحضرتك ويشرفنى أن أكون واقفا إلى جوارك فى الميدان ويسعدنى كثيرا أنك تسهم فى أن يكون سعرى فى هذا البلد أغلى كثيرا مما اعتدت عليه خلال السنين والشهور الماضية.. كنت أود أن أكتب لحضرتك ما هو أكثر من ذلك لكن شعورى أن الكلام يظل مجرد كلام أمام ما تقوم به يجعلنى لا أملك إلا أن أطلب منك أن تتقبل تحياتى واحترامى الشخصى لحضرتك وتحيا مصر.
(أترك لك القوس مفتوحا إلى جوار كلمة عزيزى لتضع فيه اسمك ولتعتبر هذه الوثيقة اعترافا منى بفضلك على كاتب هذه السطور وعلى غيره).

خليك قاعد November 22nd, 2011 10:53 am

هل رأيت جثة الشهيد التى تم سحلها من ياقة القميص إلى مقلب الزبالة؟ يوما ما سيكون لديك حق مسلوب، وستنزل للمطالبة به أمام مقر عملك أو أمام مكتب عميد كليتك وستتعرض للموقف نفسه، سيتم سحلك إلى أقرب مقلب قمامة، حيث يؤمن رجال الأمن فى مصر، سواء كانوا شرطة عادية أو عسكرية، إن هذا هو المكان الذى يليق بمواطن مصرى يطالب بحقه. خليك قاعد وسيتم سحلك يوما وإلقاؤك على جنب مثلما نفعل مع أى كلب دهسته سيارة على الطريق السريع، أو سيقف ضابط شرطة ملازم أول يصوب فى وجهك بندقيته بجسارة ليصيبك بسهولة كونك أعزل ومن حوله الجنود يصفقون له (جدع يا باشا جت فى عين الواد).
خليك قاعد والبلد تضيع بقوة التواطؤ والمصالح والإدارة السياسية الغبية للأمور. خليك قاعد فى ظل حكومة ومجلس عسكرى يشيد بجهازه الإعلامى وبماسبيرو الذى حرض الشعب ضد المتظاهرين الأقباط.. يمدحون أداءه ويفخرون به على الرغم من كل ما شاهدناه وعلى الرغم من إدانة لجنة تقصى الحقائق الواضحة لماسبيرو ووزيره ومذيعيه.. ومع ذلك لم يفكروا فى محاسبة من تمت إدانته بلجنة رسمية، ويحكمون بالحبس على نشطاء بسبب شهادة من كاتبة فى جريدة تابعة لحزب معارضة ينتمى إلى الجنس الثالث.. يطرمخون على تقرير اللجنة المحترمة ويحبسون بناء على كلمات واحدة شغلانتها الرئيسية منسقة أفراح وحفلات.
خليك عايش وقاعد فى ظل حكومة لا تشيد بإعلامها فقط، ولكنها تشيد أيضا بجهازها الأمنى، وتمدح التزامه بضبط النفس، وكأنها لا ترى الدماء التى تغطى هذه النفس وتطرطش عليها من عشرات الجثث ومئات المصابين، لكنه دم بلا قيمة، دم من يسحبونهم ليلقوا بهم فى مقلب الزبالة.
خليك قاعد مخلص للحزب والجماعة والشيخ والطموح السياسى أكثر من إخلاصك لهذا البلد.. حرم الله الدم وقتل النفس والظلم، لكنك تضع إلى جوار تعليمات الله تعليمات القوى السياسية والحزب والمجموعة التابع لها.. من فضلك ضع تعريفا لهذا الأداء، خليك قاعد خايف على البورصة.. فلتكسب أموالا كثيرة ضعها فى جيبك واقفل عليك باب بيتك ولتشتعل الدنيا، بس حاول تتأكد قبل ما ترمى زبالتك أن المقلب يخلو من جثث شركاء لك فى الوطن، خليك قاعد خايف على السياحة حتى تصبح السياحة الوحيدة المتاحة فى البلد هى زيارة مقابر شهداء الثورة، خليك خايف على الانتخابات، حتى تصل إلى مقعدك، فتجد نفسك نائبا عن دائرة كلها أرامل ويتامى ومساجين وشباب بعين واحدة.
خليك قاعد تهاجم من نزل الميدان، وتتورط فى ترويج اتهامه بالبلطجة والعمالة، وانت مستنى باب الشقة يخبط، معلنا وصول أوردر البيتزا الذى طلبته، خليك قاعد أمام شاشات التليفزيون تحب وتكره وتتعاطف ولا تطيق وتحترم وتهاجم حتى تمل من الموضوع، فتنتقل إلى محطة تعرض فيلما كوميديا تافها.
خليك قاعد براحتك لن يطلب منك أحد شيئا.. لكن إذا لم ينجح من نزلوا التحرير فى مهمة تغيير الواقع المشوه الذى نعيشه فلا تلُمْهم على ذلك وأرجوك لا تلومَنَّ إلا نفسك.
فى الرابعة من صباح أمس كنت متمسكا برأيى بأن الشباب الموجود فى شارع محمد محمود أبطال لأسباب كثيرة لكننى تساءلت عن جدوى استمرار تشجيعهم ودعم حماسهم حتى يستشهدوا من أجل بلد خلد إلى النوم منذ أكثر من ثلاث ساعات.
لم أصدق أن هناك أحدا (جاله نوم) فى هذه الليلة، لكننى اكتشفت أن كل من بيده أن ينقذ هؤلاء الشباب من الداخلية ومن غضبهم ذهبوا إلى النوم بعد أن قام كل واحد (بلم العدة بتاعته) الجيش والنخبة والإعلاميون والأحزاب والقوى السياسية والبرامج التى أسهبت فى التحليل والتنظير على هامش الدماء المهدرة، ظللت حتى الصباح أتصل بمن أعرفهم، وكلما وجدت أحدهم نائما كنت أقسو عليه وأفسد منامه.
الداخلية غدّارة وتستنزف هؤلاء الشباب وتضخم رغبتهم فى الثأر فى معركة غير متكافئة، والضحايا لا تتوقف عن السقوط ولا نملك شيئا حيالهم سوى الدعاء، نجحت الداخلية فى إثارة غضب الشباب منذ اللحظة الأولى واشتعل الموقف ثم انشغل الناس كالعادة بتوافه على هامش الحدث (مين اللى ضرب الأول الجيش ولا الأقباط؟.. همَّ رايحين ناحية الداخلية ليه؟) دون أن يهتم أحد بإنقاذ الشباب، على الرغم من سهولة الأمر، فالجيش الذى وضع حواجز تحمى السفارة الإسرائيلية كان يستطيع أن يضع ما يشبهها ليغلق الشوارع المؤدية إلى الوزارة، أو من الأول خالص.. الـ200 مصاب بتوع الثورة كان فض اعتصامهم بزيارة من قيادة تابعة للقوات المسلحة أفضل وأهون من فض اعتصامهم بـ5000 جندى أمن مركزى، أيقظ غشم الداخلية وتعالى الجيش المارد النائم فى نفوس كثيرين فتجمعوا دفاعا عن هؤلاء الضحايا وثأرا لهم فورطوهم فى مذبحة من طرف واحد، كان ممكنا أن تنتهى بأقل عدد من الضحايا لولا مشاهد سحل المتظاهرات من شعورهن على الرصيف وإلقاء جثث الشهداء فى الزبالة أو فوق بعضها فى ركن غارق بماء المجارى على أقل تقدير! اشتعلت نيران الثأر مجددا وتوسط الحكماء (وهذه شهادتى التى حضرتها بنفسى) لعقد هدنة ووقف للعنف بين الداخلية وجموع الغاضبين وعاد الجميع إلى مواقعهم فى الميدان إلا أن الداخلية نقضت العهد وبادرت بالضرب من جديد مع فجر اليوم التالى فخرجت الأمور عن السيطرة.
اليوم أصبح حتميا أن نرى القيادات الحالية موجودة مع مبارك فى القفص نفسه بتهمة قتل المتظاهرين والتمثيل بجثثهم والتنكيل بمصابيهم وتعريضهم هم وكل من يعيش فى محيط ميدان التحرير للموت بغازات سامّة محرمة دوليا وبقنابل وقّعت كل دول العالم على معاهدة لعدم استخدامها ما عدا مصر وأنجولا وكوريا الشمالية وسوريا والصومال.. قائمة مخزية انضمت إليها مصر!
الموضوع أكبر من صدام بين الداخلية والمتظاهرين، هناك مؤامرة كبيرة لا أفهم مَن خلفها ولا ما الذى يهدف إليه؟! الجيش كان قادرا على حماية الميدان لكنه لم يفعل.. لماذا؟ والشرطة العسكرية والأمن المركزى قاموا أول من أمس، بإخلاء الميدان كله فى 10 دقائق ثم تراجعوا وتركوه مجددا للمتظاهرين.. لماذا؟ تصريحات متناقلة لمنصور العيسوى يقول فيها: إنه لم يعد يدير الداخلية منذ أربع وعشرين ساعة وإنها مسؤولية لواء جيش الآن.. ما حقيقة هذا التصريح؟ وإذا كان صحيحا فماذا يعنى؟ النظام كله يوحى للجالسين فى بيوتهم أن المتظاهرين يريدون اقتحام الداخلية.. هناك خمسة شوارع تؤدى إلى الداخلية لماذا اختار المتظاهرون أبعد واحد؟!.. وإذا اختاروه وفشلوا فى اقتحامه على مدى يومين فلماذا لم يبحثوا عن شارع أو مدخل آخر؟! كل ساعتين يصدر بيان أو تصريح يقول إنه تم توجيه أوامر إلى الداخلية بعدم إطلاق النار، فمن هذا الجبار الذى يرفض هذه الأوامر العليا ويعاندها ويستمر فى القتل؟.. مَن هو؟ ولماذا يكسر الأوامر ولمصلحة مَن؟ البلد الذى كلما ظهر مسؤول حكومى قال إنه على شفا الإفلاس، كم مليونا صرفها لشراء هذه القنابل؟!.. ومَن الجاحد الذى كان مشرفا على اختيار هذه النوعية بالذات؟ ولماذا استنزفت الداخلية الجزأ الأكبر من ميزانية الدولة فى الفترة الماضية فزوّدت رجالها بكل ما يحلمون به من زيادة فى الأموال وقنابل مميتة وسامة؟!
كل مَن فى السلطة الآن متهم، فإن لم يكن متواطئا فهو على الأقل ثغرة تنفذ منها كراهية مجهولة إلى البلد.



ليست هناك تعليقات:

قران كريم