الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مقالة د زكى سالم

شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com
maboeleneen@yahoo.com

شلال الدماء الطاهرة لا يتوقف فى ميدان التحرير، وفى مختلف المحافظات، وعلى مدى أيام متواصلة، بينما المشير يقول لنا: «تعهدنا مرارا بأن القوات المسلحة لن تكون بديلا عن الشرعية التى ارتضاها الشعب.. لن نطمع فى اعتلاء كرسى الحكم ولم نسع إلى ذلك». فإزهاق أرواح عشرات من شهدائنا الأبرار، وسحق آلاف الجرحى والمصابين الأبطال، وخنق مئات الآلاف من المواطنين العزل فى ميدان التحرير بالغازات الكيماوية الكاوية، كل هذا وغيره، وهو لا يطمع فى اعتلاء كرسى الحكم، فماذا كان يمكنه أن يصنع بنا، لو أنه طامع فى البقاء فوق العرش؟!
والآن يتعالى هتاف الجماهير الثائرة فى ميدان التحرير، وفى غيره من ميادين المحروسة تطالب أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالرحيل عن حكم مصر، بعدما خربوا البلد خلال الشهور الماضية، هذا الهتاف الشعبى المدوى، الذى تنقله كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ألم يستمع إليه جنرالات المجلس العسكرى؟!
وهل يليق بالمشير وجنرالاته الكبار أن يتمسحوا الآن فى الإرادة الشعبية، ويشترطوا استفتاء الشعب لكى يتركوا حكم البلد؟ هل نسوا أن ثمة ثورة قامت فى مصر؟ وهل يظنون أنهم وصلوا إلى الحكم من خلال انتخابات أو حتى استفتاء شعبى؟ ماذا يحدث للبشر حين يجلسون على مقاعد السلطة؟ أم أن الأمر كله يرجع إلى الخوف من المحاسبة الشعبية، أو الفزع من المحاكمة القضائية لكل ما سبق أن ارتكبوه من جرائم؟
وثمة اجتماع عجيب -واجتماعات العسكر لا تخلو من عجائب!- عقده الفريق سامى عنان مع عدد من ممثلى الأحزاب والتيارات والقوى السياسية، والحقيقة أن معظم من يتم دعوتهم إلى مثل هذه الاجتماعات، لا يمثلون الشارع المصرى بأى شكل من الأشكال! وفى هذا الاجتماع على وجه الخصوص، لا يوجد أحد ممن حضره يُعتبر ممثلا، أو حتى معبرا عن صوت الجماهير الثائرة فى ميادين المحروسة!
وقد نشرت الصحف أن هذا الاجتماع بدأ بكلمة قال فيها الفريق عنان: «إننا مستعدون للرجوع إلى ثكناتنا فى الحال إذا كان هذا فى صالح الوطن وترغبون فيه». فإذا بكل الحاضرين يرفضون مغادرة المجلس العسكرى للسلطة! فهل كل هؤلاء السادة الحضور لا يسمعون صوت الناس فى ميدان التحرير، وميادين الوجه القبلى والبحرى!
إننى مضطر إلى كتابة أسماء الحواريين الاثنى عشر الذين حضروا هذا الاجتماع، وتحدثوا باسم شعبنا، دون أن يسمعوا صوته! وهم: عمرو موسى، ود.سليم العوا، وسامح عاشور، ود.محمد أبو الغار، ود.نـور فرحات، ود.محمد مرسى، ود.عبد الجليل مصطفى، والسيد البدوى، ود.أحمد كمال أبو المجد، وأبو العلا ماضى، والسعيد كامل، وأحمد عبد الغفور.
وأؤكد لهؤلاء الرجال جميعا، أنهم بإجماعهم هذا يؤكدون مقولة أن شعبنا -والحمد لله- بخير، وأن ثوارنا بخير، وأن نقطة ضعفنا -للأسف الشديد- فى الغالبية العظمى ممن يطلقون على أنفسهم لفظ: النخبة!

ليست هناك تعليقات:

قران كريم