الاثنين، 16 نوفمبر 2020

قصة غريبة وعجيب منقولة

رأيت موقعكم الفريد من نوعه والذي يهتم بعالم الماورائيات، البعض يحكي عن شعوره بأرواح تعيش معه في الشقة، وأخرون يحكون عن اختفاء بعض الأشياء الفضية من منازلهم ويدعون أن عُمار المنزل هم من قاموا بإخفائها..
كلها قصص واهية ضعيفة لا تخيف سوى الأشخاص الذين لم يتعرفوا بعمق على عالم الجن، والبعض في الموقع هنا يتهكمون على قصص الجن فمنكم من لا يصدق بوجودهم من الأساس، رغم أن الجن هذا الكيان الخفي عنا مذكور بنص صريح ومؤكد في الكتب السماوية!
تستطيع أن تخافهم أو تكرههم أو تحاول السيطرة عليهم للبطش بأحد أعدائك أو للفوز بكنز ما، لكن هل منا من يستطيع أن يحبهم؟!
ما رأيكم أن تتعرفوا معي على قصتي التي ستجوب بكم إلى أقصى بحار العوالم الغيبية عنا نحن البشر؟   

أنا أسمي طارق عبد الحميد سلطان، من نسل بني سلطان وهي قبيلة عريقة في الصعيد، قد يحسدني البعض لأني أنتمي لأغنى أغنياء الصعيد، بل أغنى الأغنياء في مصر بأكملها!
في الحقيقة أنا نفسي كنت أحسدني على تلك المكانة الرفيعة والأموال التي لا تنفذ، فأنا شاب في بداية العقد العشرين أدرس في جامعة الهندسة بالقاهرة، ومنذ أن إلتحقت بالجامعة في مصر لم أعد أزور الصعيد سوى مرة أو مرتين كل شهر. 
شاب رياضي الجسد، متوسط الطول ولديه بشرة بلون القمح وذقن وشعر كثيف أملس يلمع فيه السواد، كما تلمع الشهب في وجه السماء. 
فضَّل أبي أن أدرس في مصر لأن الفرص فيها أفضل، وبمجرد أن إلتحقت بالجامعة سبقني سيطي إلى هناك فكنت أزور الجامعة كل يوم مرتديًا أفخر الثياب وساعتي الرولكس وسيارتي الفارهة.
كنت ألمع في أعين الكثير من الفتيات في الجامعة، فتراني إحداهن صيدًا ثمينًا واّخرى فرصة لا تفوّت، ولكني لم أستطع أن أجد بين واحدة منهن الحب الذي كنت أسمع عنه كثيراً، ففي الحقيقة أيضًا لم أكن مهتمًا بتلك المسألة.
فكل ما كان يشغل عقلي هو دراستي ومستقبلي والشركة الهندسية التي وعدني أبي بإنشائها لي بمجرد تخرجي، لم أكن أعلم أن تلك الثروة هي بداية لعنتي!   
 
في الحقيقة كنت أسمع طيلة حياتي شائعات عن  أموال عائلتي والثروة التي هبطت على جدي سلطان فجأة رغم أنه كان مزارعًا بسيطًا، لم أكن أعير تلك الإشاعات إهتمامًا، فمن عادة الناجحين أن تهبط عليهم الأحقاد والشائعات ليثبت البعض أن نجاحهم غير شرعي! 
ولكن ما أثار إهتمامي حقًا أن عائلة الشيخ يس نفسها كانت تردد تلك الشائعات، فالشيخ يس هو إمام المسجد في قريتنا ومحفظ للقراّن وأنا أعلم جيدًا أن الكذب لا يعرف طريق شفتيه، فمعنى أن يردد هو نفسه ذلك الكلام بأن ثروتنا تفوح منها رائحة نتنه هو أن هذا الكلاب به شيء من الصحة! 
وعلى الرغم من عداوته مع قبيلة بني سلطان قبيلتي، إلا أنه كان يُحسن معاملتي وإبنه أحمد صديقي الحميم ورفيق طفولتي، فلن أنسى ونحن صغار اليوم الذي تشاجرت فيه مع أحمد لأنه تفوه أمامي وقال لي: 
 أبي يقول بأن جدك باع روحه للجنية التي تسكن على أطراف الترعة، لتدله على مكان كنز الآثار المدفون في البلدة، وطلبت منه أن ينتظر الليلة القمرية حتى يضعف مفعول سحر الرصد على تلك الاّثار، فسحر الرصد يشبه مفتاح الكنز ولكن هذا المفتاح مكون من الجن ولا يُفتح إلا بدم، وكانت تلك الجنية ستقتسم هذا الكنز مع جدك ولكن جدك أخرج الكنز قبل الموعد المتفق عليه مقابل دماء تلك الجنية، لذلك فإن أموالكم ملعونة ولعنات قبيلة تلك الجنية ستظل تطارد نسلكم إلى الأبد، فبني سلطان بينهم وبين قبيلة من الجن ثأر. 
ثورت يومها على أحمد واتهمته بالغيرة والحقد عليّ لأني أغنى منه، أما والده فعاقبه وطلب منه ألا يضايقني مرة اّخرى، لكني لم أنسَ الكوابيس التي ظلت تطاردني بعد ذلك لفترة من الزمن،. كنت أراها دائمًا شخص مخيف لا تظهر ملامحه يقف من خلف نافذتي التي في الطابق الثاني ورغم أني لا أرى ملامحه فأني أشعر بنظراته وبالحقد في عينيه، كان كل عام يقترب مني هذا الجسد، حتى أستطعت أن أرى ملامحه بوضوح، كانت امرأة قبيحة هزيلة يغطي شعرها الأشعث معظم وجهها كانت عيناها حمراوتين للغاية، كانت تقف أمام نافذتي في الظلام تهمس بأشياء لا استطيع سماعها، كنت أهرول كل ليلة لغرفة أبي وأقص له ما يحدث، ولكنه في البداية اعتقد أنها مجرد كوابيس ولكن حين كبرت قليلًا تيقن أبي إن ثمة خطب ما، خاصة وأن بعض الحوادث كانت تحدث معي بدون مبرر في طفولتي. 

ففي إحدى الليالي كنت في بداية الصف الإعدادي، وقد أتممت الثالثة عشر من عمري وبمجرد أن إنتهت حفلة مولدي صعدت لغرفتي وبمجرد أن اطفأت الأضواء كالعادة ظهرت تلك السيدة ولكن تلك المرة رأيتها بوضوح فكانت نحيلة وشاحبة، أقسم أن تلك السيدة ليست بشرية، لأول مرة تحاول إقتحام غرفتي فبمجرد أن مدت يدها كسرت زجاج نافذتي ودلفت للداخل، حاولت الصراخ ولكن بلا جدوى فصوتي لم يكن يخرج ولأول مرة أسمع ما تقوله تلك السيدة فكانت تصرخ بشدة وتقول:
لقد قطعت معظم نسلكم اللعين، وقتلت عدة رؤوس أمام رأس، ولكن هل كل الرؤس سواء؟ لن أترككم حتى أقضي عليك حتى أكون قضيت على نسلكم بأكمله.
لم أشعر بشيء بعد ذلك إلا ويد تلك السيدة تسحبني وكأن النار تخترق جسدي، استفقت بعد ذلك لأجد نفسي على شاطئ الترعة وحولي أبي ومعظم أهل البلدة.
حملني أبي للمنزل وكانت أمي منتحبة وتبكي وعندما استعدت وعيي بالكامل، سألني أبي ماذا حدث وكيف وصلت للترعة..
فقاطعنا أحد أهالي البلدة وقال:
 لقد رأيت امرأة سوداء تجره وبمجرد ندائي له قفزت في المياة وتركته ملقى على الزرع فقمت بالنداء لك ولجميع أهل البلد.
قاطعنا رجل اّخر قائلاً: 
اعتقد آنها النداهة.-
ووسط هرج ومرج أهالي البلدة قاطعنا الشيخ يس بصوته الحنون قائلاً :
ليهدأ، بعدها يقص لنا ما حدث.-
وعلى الرغم من العداوة بين عائلتي والشيخ يس لكنه جاء مع أهل البلدة للإطمئنان عليّ.
فقصصت لهم ما حدث وقاطعني الشيخ يس وهو ينظر لذراعي قائلاً: - هناك آثار حروق تملأ يد طارق.
فقلت له: 
. إنه المكان الذي جذبتني تلك المرأة منه-
نظر الشيخ يس لوالدي نظرة ذات مغذى وقال:
 لله الأمر من قبل ومن بعد، اعتقد أنه مس شيطاني يا عبدالحميد، وأنتَ تعلم جيدًا ما السبب، لكني سأكمل واجبي للنهاية واتلوا عليه بعض الأيات كل يوم لمدة شهر حتى يتحسن. 
أما أمي فكانت تصرخ وهي منهارة وتقول: 
،فيكفيني موت باقي أولادي. أنا لا أريد مالًا ولا أي شيء، كل ما اريدة بقاء ابني حيًا-
ثم نظرت لوالدي قائله ،فوضت أمري لله في سلطان فهو السبب في كل هذا.
 
ولمدة شهر كان الشيخ يس يزورنا ويستمر بالرقية لي وللمنزل كله ويرقي الماء ويأمرنا بالشرب منه والإستحمام وبعد هذا الشهر بدأت تلك السيدة تختفي حتى هذا اليوم الاّخير في الرقية، دلفت إلى غرفتي لأجد منظرًا لن انساه طيلة عمري!
فوجدت النار مشتعلة بغرفتي ولكن بمجرد أن دققت النظر وجدت كيانًا ما تلتهمه النار، فإنها نفسها السيدة التي كانت تراقبني تصرخ وتقفز عاليًا في الهواء وتتوعد لي وتتلوى من الألم، لم أستطع تمالك نفسي فغبت عن الوعي! 
آخر ما سمعته هو أن قبيلتها سترسل آخرون لملاحقتي أنا وعائلتي حتى لو فنت هي، فقت بعد ذلك على الشيخ ياسين وهو يقرأ سورة البقرة وقصصت له ما رأيته لكنهم لم يجدوا اّثار الحريق في غرفتي كما قلت، فكل ما وجدنا كومة من الرماد! 
هدأت الأوضاع بعد ذلك ولكن أنا كان لي العديد من الأسئلة مثل لماذا مات عمي في شبابه، وما سر الوباء الذي لم يصب أحدًا في البلد غير عائلتنا!
ولما مات جميع أخوتي وهم صغار، كان أبي يتهرب من الإجابة أما أمي فكانت تبكي وتصمت!
ظل الأولاد في المدرسة يلقبونني بالولد صاحب الجنية إلى فترة من الوقت ،ولكن الأمور تحسنت بعد ذلك!  
،أصبحت شاباً وسيماً في نهاية الصف الثانوي يحسدني كل أهالي البلدة على الجمال و الشباب والتعليم والأموال، فلم يدلف إلى الجامعة من بلدتنا سوى أنا وأحمد بن الشيخ يس. 
فأنا دلفت إلى كلية الهندسة أما هو فدلف إلى كلية الاّداب قسم اللغة العربية! 
لم تزرني حكايات الأشباح مجدداً طيلة الصف الثانوي ولكني من وقت لاّخر كنت أستشعر شيئاً في المراّة يراقبني لكني كنت أتجاهل الأمر، حتى الكوابيس قلت كثيراً فلم يزرني سوى كابوس يتكرر معي كل فترة عن فتاة جميلة جداً تجلس إلى جواري وبمجرد أن أضمها بين ذراعي، يتحول وجهها إلى ثعبان أسود مخيف ومقزز وتصرخ بي: أختي! 
،واعتقد بأن أبي فضل أن يبعدني أيضاً عن الصعيد بسبب كل تلك الأشياء فقد شعر أن حالتي بمصر ستكون أفضل، فقد حجز لي شقة بالزمالك ورتبها من أجل إقامتي بها أيام الدراسة للعام الجديد! 
ولكن بمجرد وصولي مصر، تفاجأت برجل عجوز نحيل وضئيل ويبدو وجهه مخيفاً لي وليس مألوفاً قال لي: 
"أنه بواب عمارة الزمالك وأن الشقة إحترقت بالكامل بسبب ماس كهربائي، وقال لي بأن والدي كلفه بالبحث عن شقة لي أنا وأحمد لنجلس معاً " 
،لم أعر الأمر إهتماماً ليتني فعلت فقد استأجر هذا الرجل ويدعى"حسنين" شقة متواضعة في حي متواضع في بولاق، وكان يمتلك متجر في نفس الشارع بالإضافة إلى عمله كبواب! 
،في البداية فكرت كيف يدعنا أبي نجلس في ذلك المنزل المتواضع للغاية ،ولكني عدلت رأيي حين رأيتها كانت جارتي في الشقة التي أمامي لن أكون أبالغ إن قلت إنها فروديت العصر الحالي، عيناها ناعستان وبلون حبات البندق أما شعرها فسلاسله الذهبية تطير لتغطتي وجنتها المستديرة كالتفاح، أما تلك الغمازة اليتمية تداعب حبات التفاح بلا إستحياء لتجعل كل من يراها يجن، أما خصرها ونهديها فحدث ولا حرج! 
كيف خرجت تلك الملاك لعالمنا..فمبجرد أن رأيتها كدت أمزق تلك الشفاه التي أكاد أن أقسم بأنها بطعم الفراولة اللذيذة ! 
،أول لقاء بيننا كانت تخرج كيس القمامة، لوهلة تمنيت أن أكون أنا تلك القمامة فحالها أفضل من حالي بين يديها الناعمتين، في الحقيقة ليس جمالها هو ما جذبني ولكن تلك الفتاة بها شيئاً مألوف للغاية وجاذبية كبيرة! 
ألقت عليّ التحية وأخبرتني أنها بنت شريك جدي ولكنه الاّن يعيش هنا في القاهرة وأن أبي استأجر لنا المنزل هنا لنكون تحت رعاية والدها! 
، في الحقيقة لم اّرى والدها طيلة شهر كامل نسكن أمامها، ولكنها أخبرتني أنها معي في كلية الهندسة، فلم أشعر يوماً أني محظوظ مثل تلك الأيام! 
أما أحمد فكلما رأها كان يمتعض وجهه لا اّدري لماذا؟، ربما الغيرة فقد بدأت حسناء..فقد نسيت أن أخبركم أن أسمها حسناء وهو أسم على مُسمي تبادلني الإعجاب! 
، فقد كنت أقضي النهار بأكمله أتحدث معها، وفي الجامعة نقضي النهار كله معاً رغم النظرات الغريبة حقاً من كل الزملاء! 
ولكن أحمد بدأ يرتعب منها ففي مرة أخبرني بأننا حينما دعوناها لتناول العصير، ووافقت وكانت تشرب منه أمامنا، تفاجيء عندما حمل الأكواب بأنها ممتلئة ، فكيف حدث ذلك! 
وأنه يسمع صوت صراخ مكتوم من شقتها وأنوار غريبة! 
لم أعيره أهتماماً ولكني أنا أيضاً بدأت أشعر بالقلق من بعض تصرفاتها فكانت الكوابيس تهاجمني بها كل ليلة، الاّن تذكرت لما تبدو مألوفة لأنها نفسها الفتاة الجميلة التي كانت تأتيني في الأحلام، كما أن الجو يزداد برودة في وجودها! 
،كما أن تلك المرة التي كانت تجلس بجانبي فالجامعة أقسم أني رأيت لسانها يشبه لسان الأفعى، ولكني كنت أقنع نفسي أني أتخيل! 
رغم الحب الكبير الذي تملك منا ولكني لا اّدري لما كنت أشعر دائماً بالحقد في عينيها،ولكن في اّخر مرة قابلتها في الجامعة قبل سفري البلد.. 
قلت لها الحقيقة، أخبرتها "أني أشعر بشيء مخيف تجاهها،ولكني أحبها حتى لو ستكون سبب هلاكي"، لأول مرة اّرى تلك النظرة الحقودة في عينيها تختفي ثم قالت:                    
"ماذا تسمون من يحمل شخصاً اّخر بداخله طيلة الوقت في عالمكم؟" 
،قلت لها بخوف:"في عالمنا؟!" ،ظننتها تمزح فقلت لها : "الحب"! 
فقالت لي : "إنه محرم علينا في عالمنا وأنا أعلم أني سأسجن طيلة عمري لذنبي هذا ولأني خنت أختي ولكنني سأشتاق إليك" 
،لم أفهم ما تقصده ولما هي حزينة هكذا ولكنها أبت أن تنطق بحرف واحد وودعتني وأنصرفت..في الحقيقة أنا أيضاً سأشتاق لها ولكني عقدت أمري على أن أطلب من والدي خطبتها فلا نفترق بعد ذلك أبداً .. 
،ولكني بمجرد أن سافرت للبلد وقصصت لوالدي ماحدث، وجدته بدا عليه الذهول وقال :الشقة في الزمالك لم يحدث بها أي حريق كما أن البواب لا يدعى "حسنين" وأنا لم أرسل لك أي أحد، كما أني لا أعلم من هو شريك جدك! 
كدت أجن فسافرت أنا وأبي مسرعين لمصر لنفهم ماذا يحدث وسألت عن بقالة عم حسنين:وكانت الصدمة الأولى عندما أخبرنا أحد السكان أنه ميت  منذ أكثر من عشرين عاماً! 
،فدلفت للعمارة التي أسكن بها أنا وأحمد فوجدت الشرطة متجمعة في المكان ويخرجون جثة كهل يتعدي السبعين عاماً ممزقة كما لو أن حيواناً افترسه! 
فعندما راّى أبي هذا تذكره وقال إنه شريك جدك القديم الذي عثر معه على الكنز،ووجدت رسالة بين ملابسي في الشقة من حسناء! 
إنها جنية من عالم اّخر وهي تكون أخت الجنية التي قتلها جدي وشريكه، كانت قادمة لعالمنا للفتك بشريك جدي وبي، ولكن لعنها الحب فلم تستطع إيذائي وتم نفيها في عالمها بسبب حبها لي..! 
أأخبركم أمراً مجنوناً أني أشتاق إليها بجنون، الاّن علمت لما كان كل من بالجامعة ينظر لي لأني كنت أحدث نفسي لأنها لم تكن تظهر في الجامعة! 
فحتى الاّن كل ليلة أدلف إلى الحمام وأطفأ النور لاّرى إنعكاسها في المراّة ..تمت  

#منار_الصفتي

ليست هناك تعليقات:

قران كريم