جاءته شاكيه منهارة وقد اسودت الدنيا فى عينيها...
...ابتسم لها وقال اجلسى أولاً...لم تسمعه وواصلت حديثها...
ابنى...
قاطعها قائلاً...لديك ابن...؟؟؟
قالت نعم وهو ي....
قاطعها قائلا...اجلسى أولاً واحمدى الله أن منحكِ ابناً مائة مرة🙂...
حاولت أن تكمل شكواها دعاها للجلوس بابتسامة وانشغل بشئ ما...
نادته...أريد أن...
قاطعها...أقسم أنى سأستمع لشكواكِ ...فقط هذا الطلب الصغير...
احمدى الله أن منحكِ ابنا مائة مرة...دقائق قليلة وسأكون معكِ...
جلست وبدأت تقول الحمد لله الذى منحنى ابنا...
ماذا...؟؟؟😮
هذه هى المرة الأولى التى تحمد الله على أن منحها ابنا...
انها حقاً نعمة حُرِمَ منها كثيرون...
تتذكر جارتها التى لم تنجب بعد ومازالت تدور وزوجها على الأطباء منذ عشرة أعوام دون جدوى
تذكرت خيبات الأمل مع كل محاولة إنجاب فاشلة وحالتها النفسية ومعاناتها مع حماتها ونظرات من حولها كأنما هى المسئولة ...😔
الحمد لله الذى منحنى ابنا...
الحمد لله الذى منحنى ابنا
هدأت نفسها قليلاً...
انتهت المائة مرة...
عادت إليها غضبتها ورغبتها فى الشكوى وهرعت إليه متحمسة لاستكمال شكواها...
لدى ابن يتحرك كثيراً ...
قاطعها قائلاً ما شاء الله يتحرك...احمدى الله مائة مرة أن رزقك ابناً يتحرك جيداً بلا مشاكل...تركها وانشغل بشئ ما مرة أخرى 🤗
حاولت استكمال حديثها...ولكن ابنى ي....
قاطعها...لماذا انتى على عجلة من امرك؟؟؟؟
اهدئى قليلاً لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقة أو اثنتين وسأكون معك أنصت إلى شكواكِ
احمدى الله مائة مرة أن منحكى ابنا يتحرك بدون مشاكل...
جلست ممتعضة...ما هذا الرجل...؟؟؟ولماذا تطاوعه وتسمع كلامه...لماذا لا ترحل وتبحث عن غيره؟؟؟...
هدوئه وتلك الابتسامة الواثقة وتزكية أصحابها وتأكيدهم على أنه سيجد لها حلاً جعلتها تستمر
ثم انها دقيقة أو اثنتين و سينصت لشكواها...لا بأس🙂
الحمد لله أن منحنى طفلاً يتحرك
الحمد لله الذى منحنى طفلا يتحرك...وفجأة ضوت بذهنها...
ماذا إن كان بلا قدم أو مشلولا أو مصاب بشئ ما يُعجزه عن الحركة وقضاء حاجته والسير بشكل طبيعى...كان عليها وقتها أن تتحمل عبأ هذا كله...هل كانت ستتحمل...؟!!!
صدمتها الفكرة جعلتها تعود لتقول بقوة...الحمد لله الذى منحنى طفلا يتحرك🙏🏻
تتذكر صديقتها التى تعرض ابنها لحادث سيارة وسيقضى ما بقى له من عمر على كرسى متحرك...
صدمة الطفل وحالته النفسية ومعاناة أمه وألمها الدائم كلما فكرت فى مستقبل ابنها أو مصيره إن ماتت وتركته...؟
عادت ترددها بقوة...
الحمد لله الذى منحنى طفلاً يتحرك
الحمد لله الذى منحنى طفلاً يتحرك
انتهت المائة مرة...
تشعر بشئ غريب للمرة الأولى بحياتها...لا تدري ما هو ولكن صارت أكثر هدوءاً
عادت إليه فاستقبلها بابتسامة ساعدتها على الانطلاق بالحديث...لدى ابن...يتحرك كثيرا...ولا يكف عن الحديث المتواصل ف....
قاطعها قائلاً...ما شاء الله...لديك ابن...يتحرك...يتحدث...احمدى الله مائة مرة أن منحك طفلاً يتحدث...قالها بابتسامة واثقة وانصرف لينشغل بشئ ما...!!!
بقيت فى مكانها مصدومة من ردود فعل هذا الرجل...ما هذا؟؟؟😮
ولكن لا بأس دقيقة أخرى وتعود لتخبره بشكواها ويجد لها حلاً...
جلست هادئة تقول...الحمد لله الذى منحنى ابناً يتحدث
الحمد لله الذى منحنى ابناً يتحدث...
بينما هى تحمد الله انطلق السؤال بعقلها👈🏻...ماذا لو كان أبكماً؟؟؟...لا يستطيع الحديث...كيف كنت سأفهمه وكيف سيعبر عما يريد...؟؟؟
أى حسرة وألم تتملك أم لا يستطيع طفلها التعبير عن مشاعره ولا طلب أبسط احتياجاته...😔
تذكرت قريبة لها رُزقت بطفل أبكم لا يتحدث...تذكرت معاناتها معه وانتظارها الملهوف لأول كلمة ينطق بها...قلقها حين تأخر فى النطق...صدمتها حين علمت أنه لن يتكلم أبداً... وأمنيتها الوحيدة أن تسمع منه كلمة أمى ...
عادت ترددها بقوة وبفهم أعمق...
الحمد لله الذى رزقنى طفلاً يتحدث
الحمد لله الذى رزقنى طفلاً يتحدث
انتهت....
عادت إليه فاستقبلها بابتسامة هادئة واثقة مرحبه مشجعة على الحديث...
تقول فى نفسها...هاهو أخيراً سينصت لشكواى...
لدى ابن...كثير الحركة...يتحدث كثيراً...لا يكف عن التقاط الأشياء بيدية والقا....
قاطعها بنفس الابتسامة...احمدى الله أن رزقكِ ابناً لديه يدين سليمتين...مااااااائة مرررررة
تركها لتنشغل بالحمد...
بدأت سريعاً...الحمد لله الذى منح ابنى يدين سليمتين
الحمد لله الذى منح ابنى يدين سليمتين
ماذا لو كان بلا يدين....!!!
.
.
.
.
.
الحمد لله الذى منح ابنى يدين سليمتين
الحمد لله الذى منح ابنى يدين سليمتين
انتهت المائة مرة...لم تتحرك من مكانها...واصلت الحمد
الحمد لله الذى منحنى ابناً....ومنحه قدمين سليمتين......يتحرك....ومنحه يدين سليمتين.........يتحدث.........
الحمد لله....
الحمد لله....
الحمد لله....
الحمد لله....
الحمد لله🙏🏻....
.
.
.
.
لم تدرِ كم مر عليها من الوقت حينما قاطعها بابتسامته قائلاً سيدتى...تفضلى كلى آذان صاغية...
ابتسمت بهدوء وثقة...نظرت إليه وهى تتناول حقيبتها...شكراً جزيلاً سيدى...شكراً جزيلاً...لم أعد بحاجة للشكوى...علمت ما احتاجه فعلاً...
ما احتاجه فعلاً ليس الشكوى...بل الحمد والامتنان
ربما كان هذا علاجاً كافياً...
سأمنح نفسى فرصه للعلاج بالحمد...وإن شعرت أننى مازلت محتاجة للعون والاستشارة سأعود إليك...
اليوم رأيت ما عميت عنه لسنوات
شكراً مرة أخرى...❤️
غادرت المكان...سارت فى الطريق
لسانها يردد
الحمد لله...
الحمد لله...
الحمد لله ملء السموات...و ملء الأرض...وملء ما بينهما...وملء ما شئت من شئ بعد
الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله🙏🏻
#هانربى_صح
#متعة_التربية
#التربية_الإيجابية
#العلاج_بالدراما
#osAma
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق