الجمعة، 7 أبريل 2017

رسالة من خديجة بنت قنة هذا هو الاسلام

خديجة بنت قنة (مذيعة قناة الجزيرة) تكتب:

4  يوليو 2016 ،  الساعة 7:30صباحاً·
كنت فى زيارة للولايات المتحدة الامريكية وذهبت لأحد المحلات الكبرى لشراء بعض الأشياء، وأثناء إنتظاري لدفع قيمة مشترياتي، دخلت سيدة مسلمة ترتدى حجاباً محتشماً وتبدو عليها علامات التعب من جر صندوقٍ ثقيلٍ أمامها،
يبدو أن فيه ماكينة لقص الحشائش، ذهبت السيدة المسلمة للموظفة التى تجلس على ماكينة الحساب ودار هذا الحديث:
السيدة المسلمة، فى أدب جم :
سيدتى لقد اشتريت منك هذه الماكينة بالأمس ب ٥٠٠ دولار مع عدة أشياء أخرى.
الموظفة، وهى منشغلة: وتريدين إرجاعها؟
السيدة المسلمة: لا، أريد أن أدفع ثمنها!
الموظفة وهي مازالت منشغلة: لا أفهم!! ألم تقولى أنك إشتريتيها بالأمس؟ إذا كنتي تعنين أنك وجدتيها أرخص فى محل آخر، فنحن لدينا سياسة لرد الفرق و لكن بشرط أن يكون معك ما يثبت سعرها فى المحل المنافس، فهل معك ما يثبت؟
السيّدة المسلمة: يا سيدتي لا هذا ولا ذاك،
لقد إشتريت منك الماكينة بالأمس مع المشتريات الأخرى بالكريدت كارد وحملتها لمنزلي في ضاحية كذا، (وهذه الضاحية تبعد عن المحل مسافة ساعتين تقريباً،) وعندما دخلت البيت وأخذت أراجع الفاتورة، وجدت أنك لم تحسبي قيمة هذه الماكينة من ضمن الفاتورة، فحاولت اﻹتصال بالمحل حتى لا تتعرضي للأذى بسبب ذلك ولكن ساعات العمل كانت قد انتهت، فقررت أن آخذ اليوم إجازة من العمل وأحمل لك الماكينة، كي تسجليها وأدفع ثمنها، فلا أنت تتضررى بسببى ولا أنا أستخدم شيئا لم أدفع ثمنه.
وهنا وقفت الموظفة فجأة وفي ذهول شديد وهي تحدق النظر فى السيدة المسلمة و تمتلىء عيناها بالدموع و أخذت تحضنها وتقبلها وتقول لها: أنا لا أفهم، كيف قررتي الرجوع، لدفع مبلغ هو بالأساس خطئي، وحمل هذا الصندوق الثقيل، وأخذ اليوم إجازة من عملك، ثم قيادة 4 ساعات ذهاباً وإياباً؟
لماذا فعلت كل ذلك؟ ردت السيدة المسلمة بالإنجليزية وببراءة شديدة وكأنها قد تصرفت تصرفاً بديهياً: إنها أمانة It is AMANA
وأخذت تشرح للموظفة معنى الأمانة فى الإسلام،
ذهبت الموظفة لمديرتها فى مكتبها وكنا نراها من خلف زجاج المكتب ولا نسمعها ولكن كان يبدو عليها التأثر الشديد وهي تحكي لمديرتها ماذا فعلت السيدة المسلمة، وبعد دقائق جمعت المديرة الموظفين فى المحل صفاً واحداً وأخذت تحدثهم على موقف السيدة المسلمة، التى بدا عليها علامات الحياء الشديد والإحساس انها لم تفعل غير واجبها الذى تعلمته من دينها، ثم أخذ الجميع يسألونها فى تلهف شديد عن اﻹسلام و تعاليمه وهي تجيبهم بمزيج عجيب من الثقة بالنفس والتواضع والإخلاص...
وبعد أن انتهوا أخذت المديرة تصر بشدة أن تعطيها الماكينة هدية من العاملين بالمحل، ولكن إعتذرت السيدة بأدب عن قبولها، قائلة إنها تبتغي الثواب ولا تبتغي الماكينة، فلا تريد للماكينة أن تفسد هذا الثواب الذى هو أفضل بكثير لها..
وطبعاً زاد هذا الرد من إعجاب الناس بها، وبعدها رحلت السيدة فى هدوء وأنا أشعر بفخر شديد فى داخلي، فقد ظل حديث الإعجاب بها بعد أن رحلت ليس فقط بين الموظفين ولكن أيضا بين الزبائن الذي ظل أغلبهم يتابعون الموقف فى إنبهار شديد بالسيدة. هذه هي الحياة.. هذا هو الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

قران كريم