الخميس، 16 مارس 2017

القبض على رئيس شركة سامسونج منقولة

فساد رئيس سامسونج – وقصة القبض عليه بالتفصيل

‎بواسطة عمّار عُمر
 0 Comments

مؤخراً، بدأت جلسات الإستماع لرئيس واحدة من أكبر الشركات في صناعة التكنولوجيا، لي جاي يونغ الذي كان من المفترض أن يكون الوريث لأمبراطورية سامسونج. وبدلاً عن ذلك، أصبح قابعاً في السجن.

الفضيحة التي أجتاحت لي جاي يونغ، سامسونج وكوريا الجنوبية بشكل عام كبيرة ومذهلة، وتتعلق بمجموعة من القضايا الغير مشروعة والمرتبطة برئيسة كوريا الجنوبية التي أقيلت هي الأخرى العام الماضي. وإليك ما تحتاج إلى معرفته.

من هو لي جاي يونغ ؟

لي جاي يونغ هو نائب رئيس سامسونج للإلكترونيات ويملك صلاحيات الرئيس حالياً، 48 عام وهو خريج إدارة الأعمال من جامعة هارفارد الأمريكية. يعمل في الشركة منذ عام 1991، وأول دور رئيسي له في سامسونج كان الرئيس التنفيذي للعمليات في عام 2009 ثم عين نائب للرئيس في 2012، وهي الخطوة التي كان ينظر إليها على أنها تأكيداً لمكانته بإعتباره وريثاً، وأصبح عضواً في مجلس الإدارة العام الماضي.

لي لا يكاد يظهر في المقابلات الرسمية أو الغير رسمية، ومن غير المعروف ماهي مسؤولياته في الشركة، لذلك فإنه من الصعب الحصول على فكرة جيدة عنه. المشروع الأول الذي عمل فيه ضمن سامسونج هو eSamsung، وهي شبكة إنترنت للأعمال التجارية بالإضافة إلى العمل مع توسع الشركة في شاشات OLED، ويقال أنه ناقش الأعمال مع ستيف جويز الذي كان مُهتماً بهذه التكنولوجيا لتلفزيون آبل.

وفي الآونة الأخيرة، أقام لي علاقات تجارية مع الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك مارك زوكربيرج، والرئيس التنفيذي لشركة ألفابت (قوقل) لاري بيج، ويعتبر عموماً شخصية ودية، ولكن هناك رأي عام وهو أنه لم يشارك في أي من قطاعات الشركة التي واجهت أزمة جالكسي نوت 7، وهي التي يمكن أن ثؤثر على حظوظه في رئاسة الشركة رسمياً إذا أُكدت.

إذا كان لي جاي يونغ هو نائب الرئيس، فمن هو رئيس سامسونج إذا ؟ 

رئيس سامسونج هو والد لي جاي يونغ والذي يُدعي بـ لي كون هي، البالغ من العمر 75 عام وهو الذي أصبح عاجزاً منذ تعرضه لأزمة قلبية في عام 2014 لذلك أصبح بعيدا عن العمل، وبحسب التراث الكوري فإن الرئيس لن يترك مقعده حتى لو أصبح لايستطيع العمل إلا بحالة واحدة وهو أن يموت ثم سيصبح ابنه الرئيس بشكل رسمي. لكن حالياً القائم بجميع الأعمال هو ولده ومع ذلك فهو يحمل منصب نائب الرئيس.

من يدير سامسونج الآن بما أنه بالسجن ؟

من غير المعروف كيف تعمل سامسونج كشركة في الواقع، والجواب على هذا السؤال لا أحد يعرفه على وجه التحديد.

لكن سامسونج مقسمة لعدة أقسام ولكل قسم هناك رجل مسؤول عنها فمثلا هناك سامسونج للإلكترونيات التي تعتبر الأكثر شهرة وهي تملك مدير تنفيذي مسؤول عنها وعن أرباحها وخسائرها وخططها بالكامل وهو كوون أوه هيون الذي عين في المنصب منذ العام 2012 جنباً إلى جنب مع إثنين آخرين ككبار المدراء التنفيذيين في الشركة.

الأمر نفسه مطبق على جميع القطاعات، لهذا صحيح أن القبض على الرئيس سيكون أمراً مؤثراً بالفعل لكن على الأقل فلن يؤثر بشكل كبير جداً لأن كل قسم مازال يملك إدارته المنفصلة التي تستطيع الاستمرار بالعمل اليومي حتى إيجاد حل لهذه المشكلة.

وقال المتحدث بإسم الشركة معلقاً بعد حجز رئيس الشركة، بأن سامسونج لديها فريق إدارة قوي حالياً مكون من ثلاثة من كبار المدراء التنفيذيين الذين قد يتولون المهمة بدلاً عنه لحين عودته.

لماذا تم سجن لي جاي يونغ ؟

«لي» و أربعة مدراء آخرين للشركة متهمين بتقديم رشاوي لرئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك جيون هاي وإحدى المقربات لها، وشكلت هذه القضية فضيحة سياسية اجتاحت البلاد في العام الماضي مما أدى إلى إقالة رئيسة الدولة.

الإدعاء العام يقول أن «لي» وغيره من مدراء الشركة قدموا حوالي 38 مليون دولار أمريكي كرشاوي لإحدى المقربات من رئيسة كوريا الجنوبية لتسهيل بعض الأعمال التجارية الخاصة بشركة سامسونج، وبحسب التقارير هذه الأعمال تتعلق بـإندماج شركات سامسونج تحت شركة واحدة قابضة والمساعدة على تمكين  «لي جاي يونغ» من إستلام منصب الرئاسة بعد موت والده العاجز بسبب المرض والسبب هو أن سامسونج تعد من أهم الشركات التي تؤثر على إقتصاد الدولة.

وبنهاية المطاف اتضح أن هذه الأموال هي أموال الشركة وسجلت كقضية إختلاس بالإضافة إلى تُهم أخرى كالنقل الغير المشروع للأصول إلى خارج الدولة وشهادة الزور.

من الناحية الفنية، لي جاي يونغ لا يزل في موقع المسؤولية، ولديه حصة تعادل 1% من شركة سامسونج للإلكترونيات. وكان من المخطط أن يتم دمج سامسونج مع شركتين تابعتين لمجموعة سامسونج بإعتبارها الوسيلة لتمكّن لي من خلافة والده في رئاسة الشركة رسمياً، وكان الإندماج مثير للجدل وسط الكثير من الإنتقادات وفي نهاية المطاف وافق المساهمون على الصفقة.

ماذا كان رد «لي» وشركة سامسونج ؟

بطبيعة الحال نفى «لي» تقريبا جميع التهم عندما تم استدعاءه للتحقيق أول مرة، إلا أنهم وجدوا المزيد من الأدلة مما أدى لاستدعاءه للتحقيق مرة أخرى ثم تم القبض عليه.

وسامسونج وقفت بشكل غير مفاجئ معه حيث قال المتحدث الرسمي بإسم الشركة أنها لم تدفع الرشاوي ولم تتقدم بطلبات غير قانوية. ولكن إجراءات المحكمة المقبلة ستكشف الحقيقة.

ماذا سيحدث الآن ؟

من الصعب القول. القضية ضد لي وسامسونج تبدو ذات مصداقية، ولي إعترف ببعض المخالفات حتى الآن ولا نعرف إن كان هناك أكثر سيعترف حوله قريباً.

وحتى لو أقرت المحكمة بالذنب، قد تكون هناك حظوظ لتخلصه من هذه المشكلة على غرار والده الذي أدين بشكل منفصل عن الشركة بالتهرب الضريبي والرشوة، وحصل على عفو رئاسي مرتين ثم عاد لرئاسة الشركة.

أعمال مجموعة سامسونج التجارية تعادل خمس الناتج المحلي الإجمالي لدولة كوريا الجنوبية، وإذا صدر قرار قضائي ضد الشركة قد يؤثر على إقتصاد الدولة لذلك الدولة ستنظر في الآثار الإقتصادية المحتملة.

ولكن المزاج العام مختلف في كوريا الجنوبية في هذه الأيام، حيث هناك معارضة شعبية ضد الفساد والمحسوبية والدولة لم تشهد من قبل مثل هذه الإحتجاجات الضخمة التي إجتاحت الشوارع العام الماضي وأدت لإقالة رئيسية الدولة وقد تؤدي أيضاً إلى إقالة رئيس سامسونج.

لهذا لو تمت إدانته، فهل سيُغضِبون الشعب ويعفون عنه كما أعفوا والده سابقاً ؟

ليست هناك تعليقات:

قران كريم