الجمعة، 17 يناير 2014

دستور الجوع والخوف منقولة

دستور الجوع والخوف
  الخميس, 16 يناير 2014
آخر تعديل: الخميس, 16 يناير
دستور الجوع والخوف
محمد طلبة رضوان
اقرأ أيضا:
ليست ثورة، وليست موجة ثورية، وإنما فخ!
"عبرحيم".. مخبر ومتسرب من التعليم
هل يريد السيسى القضاء على الإرهاب؟
هل السيسي "دكر" فعلا؟
الأزهرى الذى أحب فيروز
14 يناير/ الثامنة من صباح يوم الاستفتاء
***
فى الطريق إلى الجريدة/

التوك توك الأول/

من بيتنا إلى الشارع إلى الرئيس، يمشى التوك توك الشارع إلى آخره ثم يصعد "مطلع" صغير قبل أن يصل، يخبرنى السائق الصعيدى الذى تجاوز الخمسين خريفا أنه لا يصعد هذه "التبة":

-       هتنزل قبلها يا باشا..

-       ليه يا اسطى؟

-       هو أنا طبيعتى كده.. مش بكمل.. ماشي؟

-       مبتسما: ماشى يا اسطى ربنا يسهل طريقك

أنزلنى قبل "المرتفع" وصعدت وحدي..

***
الميكروباص الأول/

الأجرة 50 قرش لكن السائق قرر أنها 75 قرشا.. هو كده..

سيدة بجوارى تتحدث فى التليفون:

-       أيوه يا حبيبي.. لا هروح الاستفتاء وأرجع على طول، أنت هتروح امتى؟، اوعى ما تروحش، اوعى، والنبي، طيب تمام، مع السلامة
تلتفت وتسألني:

-      هو شارع "أبو الهول" فين؟

-       هو عدلى منصور سموا باسمه شارع؟

-       يا عم شارع أبو الهول السياحي.. اللجنة الانتخابية بتاعتى هناك

-       مش عارف الحقيقة.. بس أنت رايحة ليه؟

-       يا عم قاعدين من الشغل وحالتنا كرب، هما عاوزنا نقول نعم، نديهم اللى هما عايزينه.. خليها تمشي

-       وتفتكرى هتمشي؟

-       أيوه هيمشوها إن شاء الله.. أبو الهول يا اسطى ى ى ى

***

الموقف/ ميكروباصات الحى المتميز/

عقلى لا يكف عن التساؤل..

-       كيف نطالب الناس بالثورة وبطونهم جائعة، وأرزاقهم مهددة؟

-       ولماذا يفكرون بهذه الطريقة، الله وحده من يرزقهم، لماذا لا يفهمون؟، لو علموا أن الله وحده هو من يملك أن يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف، لثاروا فى وجه الطغاة، وانتزعوا حقوقهم.

-       ومن أين لهم أن يعلموا، وقد قال لهم شيوخهم أن حرية اللحية أقدس من حرية صاحبها، كيف يتعلم من كان شيخه تافها، وأستاذه جاهلا، ومربيه فاسدا، وحاكمه طاغية، وصحفه وشاشاته تطفح بالزور كل يوم وليلة، الجميع تكاثروا عليه لينهبوه، وها هو يرضى بما يلقونه من فتات، وبشروط.. كيف لنا أن نحاسب الضحية على ما جناه الجلاد؟!... (وهو الجلاد لوحده؟!، ده الجلاد، ولميس والإبراشي، وأديب، وشاهد الزور، والبرهامي، والقوصي، والطيب، وتواضروس، وبكار، وأبلة فاهيتا.. دى حفلة)

يأتى الميكروباص، أجلس بجوار السائق، تستقبلنى سورة يوسف:

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".. !

أترك "زليخة" تحاول مع "يوسف" دون جدوى، وأسرح مع الآية الكريمة، تحيط بى ولا أحيط بها، أشعر بالدفء، يد الله الحانية تربت على وجعي..

-       سيقولون "نعم"؟

-       نعم سيقولون.. والله غالب على أمره..

أعود مرة أخرى لقرآن الإذاعة: "إنه لا يفلح الظالمون".. يكررها القارئ
***

كشك المثلجات/

أنزل لأشترى نوعا نادرا من شراب الشعير الخالى من الكحول، يباع هنا، صاحب الكشك يتحدث مع "زبون"

-       الزبون: يا جدع أنت اسمع كلامي.. اقفل 5 دقايق وروح الاستفتاء قل رأيك وتعالى على طول

-       صاحب الكشك: يا باشا والله ما له لازمة.. هما كده كده هيعملوا اللى هما عايزينه

-       ما هو الكلام ده هو اللى بيخرب الدنيا

-       يا باشا ده مش كلامى والله ده كلام "زبون" زى حضرتك.. ضابط أمن دولة

ينتهى الحوار، وأشرب.

***
التاكسي/

-       باشا ما تعرفش أعرف لجنتى منين؟

-       نعم؟

-       أنا أصلى من كفر الشيخ مش من هنا، ومش هقدر أسافر بس عايز استفتي

-       عايز تستفتى ليه؟

-       عشان الاستقرار يا باشا.. أنا عايز الاستقرار.. نفسى فى الاستقرار

-       والدستور اللى هيجيب الاستقرار؟

-       أيوه يا باشا بيقولوا كده.. أنت مش هتروح ولا إيه؟

-       لا مش هروح

-       ليه يا باشا؟

-       عشان خاين

-       لا يا باشا العفو.. أنا بسألك عشان أفهم والله

-       أنا أصلى يا اسطى عارف أن صوتى مالوش قيمة.. هما هيعملوا اللى هما عايزينه

-       أهو أنت كده جبت الآخر يا باشا.. الله ينور عليك، هما كده كده هيعملوا اللى هما عايزينه، يبقى نعمله معاهم وخلاص، عشان تمشي، عايزينها تمشى يا باشا، كفاية وقف حال..

-       أجرتك كام يا اسطى

-       خلى يا باشا والله.. (ويبتسم بمنتهى الطيبة)
***

الجرنال/

أصل إلى "مصر العربية" أفتح اللاب توب.. وأكتب:

أحب ناسى
ولو نصروا الخسيس والندل
وأحب ناسي
ولو شافوا السفالة عدل
وأحب ناسى
ولو قالوا عليا عميل
وحب ناسى
فرض فى محكم التنزيل
بحب ناسى
وفاهم هما ليه خايفين..
وأحب ناسي
وحاسس
أد إيه حلوين
وأحب ناسي
وواثق
إنهم راجعين
بحب ناسي

ليست هناك تعليقات:

قران كريم