الأربعاء، 31 يوليو 2013

على مقهى في شارع الحرية

على مقهى في شارع الحرية (2) 
بلال فضل | نشر فى : الثلاثاء 30 يوليو 2013

• بقى انت شايف كل اللي بيحصل ده طبيعي؟

ــ طبعا، كل موجة ثورية في التاريخ وليها لصوصها، واللصوص دول فيهم الذكي وفيهم الغبي، وزي ما كان الإخوان همّا اللصوص الأغبياء بتوع الموجة الأولى للثورة، رجالة الدولة البوليسية همّ اللصوص الأغبياء بتوع الموجة التانية للثورة.
• قصدك ثورة 30 يونيو اللي هي الثورة الحقيقية مش أكذوبة 25 يناير؟ مش ده اللي بيتقال في الإعلام دلوقتي؟
ــ من أهم مميزات الحرامي الغبي الإستعجال، شوف اللي حصل للإخوان بسبب الطمع والسربعة، ده اللي بيتكرر دلوقتي مع حرامية تلاتين يونيو، شفت قرار رجوع أمن الدولة وتوقيته الغبي، شرحه الخناقة بتاعة الثورة الحقيقية والفالصو، دي لعبة حرامية أغبياء، ولعلمك أكتر ناس زعلانين إنها تتلعب بدري هُمّ الحرامية التُقال، التايكونات اللي عايزين يكوشوا على كل حاجة تاني بس بالأصول، بالنسبة لهم الخناقة دي يمكن تحفز القوى الثورية الشابة تدافع عن ثورتها، عشان كده مصلحتهم إنهم يعظموا لثورة 25 يناير بس يختفي التعظيم ده بالتدريج لغاية ما تبقى زي ثورة التصحيح بتاعة السادات أضحوكة ما حدش بيفتكرها، وفي المقابل يعلا الكلام عن ثورة تلاتين يونيو من غير ما تيجي سيرة إنها الموجة التانية من الثورة، لإن أصلا الإقرار بالفكرة دي ولو حتى في بيانات إنشائية فيه خطر عليهم، لما تقولي إن في موجة تانية تبقى بتقر إنه ممكن يبقى في موجة تالته، وده بالنسبة لهم مستحيل، لإن اللي حصل في تلاتين يونيو لازم يكون آخر تحرك شعبي بيحصل.
• وهو لسه في حد متصور إنه ممكن يتدخل ويوقف أي تحرك شعبي؟
ــ ومين اللي قالك إنهم هيتدخلوا ساعتها، الشعب هو اللي هيتدخل، عشان يضرب أي حد يعكر مزاج الوطن ويشق «الصف الوطني»، حتى لو كان شباب تمرد اللي الكل هتف بحياتهم، هيبتدوا يحرقوهم في الوقت المناسب زي ما عملوا مع اللي قبلهم، انت ماخدتش بالك إنهم أول ما تحفظوا على شوية تفاصيل طلع مذيعين كانوا بيهللوا لهم يقولوا إنتو مابتعبروش عن الشعب وأديتوا دوركو خلاص.
• بس المفروض الكلام ده يخوفك، لأن أي حد مع استمرار الثورة لغاية ماتحقق مطالبها هيبقى ضحية؟
ــ وماله، ما حدش هيفهم شعور اللي عاش يوم 28 يناير إلا اللي شافه بنفسه، كل اللي عايش بعد اليوم ده واخد وقت إضافي، ويبقى عبيط لو شغل نفسه بمصيره، هيفضل الرك دايما على واقع البلد هيتغير ولا لأ، هتبقى مصر لكل ولادها على إختلاف تياراتهم وطبقاتهم ولا لأ؟، هيبقى في عدالة اجتماعية وكرامة وحرية ولا لأ؟.
• ملاحظ إنك حطيت الحرية في الآخر؟
ــ عشان ده الترتيب اللي أي حرامي ثورة كبير هيشتغل عليه، هيسعى بجدية لتحسين ظروف الغالبية العظمى من الناس، عشان بعد كده يسندوه في وش اللي هيعترضوا على تقييده للحريات اللي مش هيبقى زي زمان ملعوب بغشومية، بالعكس هيتلعب بكثير من الحنان الصايع عشان عدد اللي يعترضوا عليه يبقى أقل ويبقى ضربهم أسهل، وساعتها الناس مش هتسكت وبس، لا ده هي اللي هتسكت الأصوات اللي هتنشز عن اللحن الوطني.
• يانهار اسود، بس البلد هتضيع تاني كده، ولا أظن هتقولي طول ما في أحرار مصر بخير؟.
ــ طبعا، وبرضه طول ما في أغبياء وطماعين مصر هتبقى بخير، ارجع للتاريخ وشوف في كام حاكم في تاريخها الشعب اداله ثقته وضيعها بسبب الطمع والغباء السياسي والإستهانة بالأعداد الصغيرة المعترضة، وترجع للتاريخ ليه، شوف مرسي والإخوان والفرصة العظيمة اللي ضيعوها لمجرد إنهم استهانوا بغضب اللي كانوا باينين في التلفزيون أقلية، ده هيحصل لأي حد ييجي بعديهم إن عاجلا أو آجلا طالما فكر بنفس طريقة مبارك ومرسي، ومشي ورا الأغبياء اللي هينافقوه ويشيلوا صوره ويغنوا له ويلحسوا له الأعتاب فيصدق إنه بطل جاب الديب من ديله. من غير العدل والمساواة والحرية للكل هتفضل البلد دي تعاني من العنف غير المشبع، اللي يبان محدود التأثير لكنه هيفضل معكّر الواقع وممرّره، وأي بلد لا يمكن تتقدم طول ما في عكارة ومرار في حلق شعبها، مافيش حاكم هيقدر يسيطر على البلد بالقمع حتى لو كانت ملايين بتصرخ فيه «افرم.. اغضب»، ما قداموش لو عايز ينجح غير إنه يفرّغ العنف غير المشبع بذكاء، يضرب الإرهابي المسلح بيد من حديد بس يلعب سياسة مع المدني حتى لو كان شايل أفكار متطرفة، يورطه معاه في الواقع بدل ما يديله فرصة إنه يكسب بُنط الضحية، وحتى بعد ما العنف يهدا مافيش حاكم هيتقدم بالبلد من غير ما يبني على نضيف، ويريّح أرواح الشهداء إن ماكانش بالقصاص العاجل، فعلى الأقل بإنه على ما يحقق القصاص، يخلي أهالي الشهداء يحسوا إن أرواح ولادهم ما راحتش هدر، وإنما بدأت تبني وطن فيه حرية وكرامة وعدالة اجتماعية، ساعتها بس يمكن لعنة الدم تفارقنا وتنصلح أحوالنا.
ــ ولو ده ما حصلش.
ــ ساعتها زي ما قال عمك نجيب محفوظ «إن خرجنا منها سالمين فهي الرحمة، وإن خرجنا هالكين فهو العدل».
ــ يا نهار إسود، كل ده وتقولي مش قلقان.
ــ انت تقلق لو الطريق مش باين قدامك، إنما الطريق أهوه باين زى الشمس، لو مشيت في طريق ضلمة سد، ساعتها تستاهل مصيرك.
• طب نعمل إيه لغاية ما الشعب يختار الطريق الصح؟
ــ الإخوان عايزين دولتهم الفاشلة ترجع، واللواءات عايزين دولتهم الغبية تفضل، وانت لا مع دول ولا مع دول، عشان كده خليك مع مبادئك وأحلامك وبس، مش ربك بيقول «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى»، اسعى وربنا معاك، وهو اللى قادر يدى الكل على قد نيتهم، شوف نيتك إيه بقى واستلقّى وعدك.

ليست هناك تعليقات:

قران كريم