الجمعة، 21 أكتوبر 2011

مقالات د علاء الاسوانى المناضل والكاتب المحترم

شارك برايك يهمنا
Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com

مقاله علاء الاسوانى : …مصر في مواجهة الفاشية …..

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 11 أكتوبر 2011 الساعة: 11:37 ص


مقاله علاء الاسوانى فى المصرى اليوم
11 اكتوبر 2011
…مصر في مواجهة الفاشية …..
ما رأيك في سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبد الناصر .؟!. أليس هؤلاء زعماؤنا العظام الذين ناضلوا طويلا من أجل استقلال مصر وحريتها ..
لماذا طالبوا جميعا بدولة مدنية ولم يفكروا في دولة دينية ..؟ هل كانوا كفارا أو معادين للاسلام ..؟! .. بالعكس كانوا مسلمين ملتزمين حتى أن مصطفى النحاس كان يضرب به المثل في التدين .
سؤال آخر : هل كان المصريون قبل عقد الثمانينيات أقل اسلاما منهم اليوم ..؟!
بالعكس كانوا مسلمين يحافظ معظمهم على الفروض ويتقون الله بقدر استطاعتهم في كل تصرفاتهم ..
المصريون اذن كانوا مسلمين قبل أن تصل الدعوة الوهابية الى مصر .. ما الفرق بين اسلام المصريين المعتدل واسلام مشايخ الوهابية ..؟! الفرق أن المصريين جميعا كانوا يرون جوهر الاسلام في القيم الانسانية العظيمة التى يدعو اليها : العدل والحرية والمساواة .. لكنهم لم يفكروا قط في استعمال الاسلام كبرنامج سياسي من أجل الوصول الحكم . يحكى أن الزعيم أحمد حسين ذهب ليعرض برنامج حزبه " مصر الفتاة " على مصطفى النحاس و ما أن قرأ النحاس كلمة الله في البرنامج حتى غضب وقال :
ــ لفظ الجلالة أكبر وأعظم من أن يكتب في برنامج سياسي .. اذا تحدثت عن الله في برنامج سياسي ستكون دجالا .
كانت رؤية زعيم الوفد واضحة في عدم خلط الدين بالسياسة .. المصريون جميعا ( باستثناء الاخوان المسلمين ) كانوا يتعاملون مع الاسلام باعتباره دينا عظيما وليس برنامجا سياسيا ..منذ نهاية السبعينيات انتشر الاسلام السياسي في مصر بدعم من أموال النفط الخليجي الذى تضاعف سعره بعد حرب 1973 . الاسلام السياسي يستهدف الوصول الى السلطة بواسطة ثلاث أفكار رئيسية :
أولا :: ان هناك مؤامرة غربية استعمارية ضد الاسلام تحتم علينا اعلان الجهاد ضد الغربيين الصليببين ..
وأنا أختلف مع هذه الفكرة فالأنظمة الغربية استعمارية لكن الشعوب الغربية ليست بالضرورة كذلك وقد رأينا كيف نظم ملايين الغربيين المظاهرات ضد الحرب على العراق ورأينا كيف ساندوا الثورات العربية .معظم الغربيين كأفراد ليسوا أعداء للاسلام كما أن النظام الغربي الرسمي لا يعادى الاسلام ذاته لكنه يعادي كل ما يعطل مصالحه . فاذا اتفقت حكومات اسلامية مع مصالح الغرب الاستعمارية فلسوف يدعمها بكل قوته مثلما فعل مع الحكومة السعودية و الجنرال ضياء الحق في باكستان وحركة طالبان قبل أن ينقلب الغرب عليها .. الاستعمار الغربي سيعاديك فقط اذا جعلك الاسلام تثور وتطالب بحقوقك التى نهبها أما اذا كنت متعاونا مع الاستعمار وتحقق مصالحه فسوف يحبك الاستعمار ويدعمك بالرغم من لحيتك وجلبابك وتشددك الديني .
الفكرة الثانية : ان شرع الله معطل وعلينا أن نقيمه والا فاننا نكون كفارا
أختلف مع هذه الفكرة لأنه أينما يتحقق العدل والحق فقد تحقق شرع الله ولا يجب أن نخلط هنا بين الشريعة والفقه . الشريعة الهية ثابتة والفقه بشري متغير . واجب الفقهاء أن يجتهدوا ليجعلوا الدين ملائما للعصر ليساعد الناس في حياتهم ولايزيدها صعوبة وتعقيدا .. مثال على ذلك اذا كانت عقوبة السرقة قطع اليد واذا وجد الحاكم أن تنفيذ هذه العقوبة سيتسبب في مشكلات كبرى ( كما حدث في السودان وأدى الى تقسيمه ) أليس من حق الحاكم أن يعتبر قطع اليد الحد الأقصى للعقوبة ويستعمل الحبس كعقوبة أقل ..؟! . ألم يبطل سيدنا عمر بن الخطاب عقوبة قطع اليد في عام المجاعة .؟!. اذا كان هناك قانون لايخالف الشرع ويحقق العدل الا يكون مطابقا للشريعة..؟! أليس كل ما يحقق الخير والعدل للناس يحقق شرع الله . ؟
الفكرة الثالثة ان الاسلام قد فرض علينا نظاما محددا للحكم ويجب علينا أن نتبعه
هنا أيضا نختلف فالاسلام قد حدد مباديء للحكم ولم يحدد نظاما للحكم .. .. لنقرأ معا الخطبة التى ألقاها أبوبكر رضي الله عنه عندما تولى الخلافة :
"" أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع اليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
هذه الخطبة تحتوي على مباديء الحكم الاسلامي : فالحاكم ليس أفضل من الرعية وهو لايحكم بالحق الالهي وانما بارادة الشعب الذى يكون من حقه محاسبة الحاكم وخلعه اذا أراد . هذه مباديء الحكم في الاسلام وهي ذاتها مباديء الديمقراطية : الحرية و المساواة وتداول السلطة وسيادة الشعب ..
هذه المباديء العظيمة لم تتحقق في التاريخ الاسلامي الا لفترة قصيرة جدا .. فترة الخلفاء الراشدين الأربعة ( منذ عام 11 وحتى عام 40 هجريا ) ثم عامين ( من 99 وحتى 101 هجريا ) حكم خلالهما الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز .. بعد ذلك تحولت الخلافة الاسلامية الى ملك عضوض .. اختفت المباديء العظيمة التى أقرها أبوبكر رضى الله عنه وبدأ صراع شرس دموي على السلطة
هذه حقيقة تاريخية لكنها لا تقلل أبدا من انجاز الدولة الاسلامية أولا لأن الحكم الاستبدادي كان السمة الغالبة على كل الدول في تلك الحقبة وثانيا لأن الدولة الاسلامية بالرغم من استبدادها المطلق قد صنعت انجازا حضاريا عظيما وكانت رائدة في العلوم والفنون جميعا بينما كانت أوروبا تتخبط في ظلام الجهل ..
لكن اعتزازنا بانجاز المسلمين القدماء لا يجب أن يدفعنا الى اعادة انتاج النظام الاستبدادي الذى كان يحكمهم . هنا يخلط أصحاب الاسلام السياسي بين التاريخ والدين ويعتبرون الخلافة الاسلامية ( وهي اختراع بشري لم يأمر به الدين ) فرضا دينيا .. وقد تكرر هذا الخلط الخطير في كل البلاد التى استولى فيها الاسلام السياسي على السلطة حيث نشأ حكم استبدادي راح يعصف بالحريات والحقوق جميعا باسم الدين . ان الديمقراطية هي التطبيق الصحيح لمباديء الاسلام.لكننا لو حاولنا أن نعيد انتاج الشكل السياسي للدولة الأموية أو العباسية فسوف نقع في الاستبداد حتما مهما حسنت نوايانا .
سؤال : حتى لو كنا مختلفين فكريا مع جماعات الاسلام السياسي أليس من حقهم أن يسعوا الى الحكم عن طريق الديمقراطية .؟!. الاجابة طبعا من حقهم لكننا هنا يجب أن نميز بين جماعات الاسلام السياسي الديمقراطية وجماعات الفاشية الدينية .. مصطلح الفاشية مشتق من كلمة ايطالية تعنى مجموعة من الصولجانات كان الامبراطور الروماني يحملها للتدليل على سلطته . الفاشية الآن تستعمل لوصف أى مذهب سياسي أو ديني يعتقد أتباعه أنهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة ويسعون لفرض معتقداتهم على الاخرين بالقوة ..
للأسف هذا المفهوم للفاشية ينطبق على كثيرين من أنصار الاسلام السياسي ، فهم يؤمنون بأنهم وحدهم الذين يمثلون الاسلام و يعتبرون كل من لايوافقهم على رأيهم معاديا للاسلام وهم على استعداد كامل لأن يفرضوا أفكارهم بالقوة على الآخرين . بل ان تاريخ بعضهم حافل بجرائم الاعتداء على الكنائس والأضرحة واحراق محلات الفيديو ونهب محلات الأقباط بل وجرائم قتل راح ضحيتها الرئيس أنور السادات و سياح أجانب و مواطنون مصريين أبرياء . يكفي أن ترى كيف يتعامل هؤلاء الفاشيون مع الأقباط ومع الوطنيين الليبراليين ، كيف يكرهونهم ويحتقرونهم ويكيلون لهم الشتائم والاتهامات ..
كيف يتحدث هؤلاء الفاشيون عما سيفعلونه بمصر اذا وصلوا الى الحكم : لن يكون هناك موسيقى ولا مسرح ولا سينما ولا أحزاب للمختلفين معهم . لن تكون هناك سياحة وسيتم تغطية الآثار المصرية العظيمة بالشمع .. لن يكون هناك أدب عظيم لأن أحد رموز الفاشية الدينية قال ان نجيب محفوظ ( أحد أهم الروائيين في العالم ) مسئول عن انحلال المصريين الأخلاقي بسبب رواياته الاباحية !! ..
الفاشية الدينية تهدد مصر بالاظلام التام وهي تستغل مشاعر المصريين الدينية للوصول الى الحكم . اذا كنت مرشحا عاديا فسوف تجتهد لاقناع ناخبيك ببرنامجك الانتخابي أما الفاشية الدينية فهى لا تقدم برنامجا وانما تقول للناس اذا كنتم مسلمين فنحن الاسلام واذا لم تنتخبونا فأنتم علمانيون كافرون . .. المشكلة هنا أن الفاشية الدينية ليست صناعة مصرية خالصة وانما تتدفق عليها أموال النفط الوفيرة ..هناك مقال مهم للسيد كورتين وينزر وهو دبلوماسي أمريكي كان مبعوثا في الشرق الأوسط ، نشره في مجلة ميدل ايست مونيتور ( عدد يونيو 2007 )..
ذكر السيد وينزر أنه في عام 2003 أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ تبين أنه " خلال عشرين عاما فقط أنفقت السعودية مبلغ 87 مليار دولار من أجل نشر الوهابية في العالم " .. علينا أن نضيف الى هذا الرقم ملايين الدولارات المتدفقة من جماعات وهابية غير حكومية تنتشر في الخليج .. ان الجماعات السلفية الوهابية تنفق الآن ببذخ خيالي من أجل الوصول الى الحكم حتى أنها توزع مئات الأطنان من الأغذية بأسعار رمزية بل ان أحد الأحزاب الوهابية افتتح أكثر من 30 مقرا في مدينة الاسكندرية وحدها خلال بضعة أشهر .. أليس من حقنا كمصريين أن نعرف من يمول هذه الأحزاب ..؟!.. الغريب أن المجلس العسكري الذى يتابع بدقة تمويل منظمات المجتمع المدني لم يفكر مرة واحدة في فحص تمويل الأحزاب السلفية .. هل يتمتع السلفيون بمنزلة خاصة لدى المجلس العسكري تجعله يتحرج من فحص مصادر تمويلهم ؟!..
ان الثورة العظيمة التى صنعها المصريون بدمائهم تواجه خطرين .. أولا مؤامرات فلول النظام السابق من أجل احداث الفوضى وعرقلة التغيير بأى ثمن حتى تتحول الثورة الى مجرد انقلاب يكتفى بتغيير رأس السلطة مع الابقاء على النظام القديم .. الخطر الثانى هو أن يصل الفاشيون الى الحكم عن طريق الانتخابات ..
فاذا كان رأى مشايخ السلفيين المعلن أن الديمقراطية حرام وكفر واذا كانوا وقفوا ضد الثورة وحرموا الخروج على الحاكم فلنا أن نتوقع أنهم يستعملون النظام الديمقراطي باعتباره مجرد سلم الى السلطة ، يصعدون عليه ثم يركلونه حتى لايستعمله أحد بعدهم
ان مباديء الاسلام العظيمة لن تتحقق الا بدولة مدنية حقيقية تتسع لكل المواطنين بغض النظر عن أفكارهم وأديانهم
الديمقراطية هي الحل

مقالة الدكتور علاء الاسوانى فى المصرى اليوم : من ينقذ مصر من رجال الشرطة..؟!

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 7 يونيو 2011 الساعة: 11:46 ص


مقالة الدكتور علاء الاسوانى فى المصرى اليوم
7 يونيو 2011
من ينقذ مصر من رجال الشرطة..؟!

هذه حادثة وقعت فى الإسكندرية مؤخرا.. ذهب شاب وخطيبته إلى مطار برج العرب من أجل استقبال سيدتين من أقاربهما كانتا قادمتين من رحلة عمرة. استقل الأربعة سيارة خاصة وفى طريق العودة إلى البيت هاجمتهم سيارتان تحملان مجموعة من البلطجية المسلحين. حاول قائد السيارة الهروب من البلطجية لكنهم ظلوا يطاردونه ويضيقون عليه حتى انقلبت سيارته فى ترعة بهيج على طريق المطار.. مات ركاب السيارة جميعا. أربعة مواطنين مصريين لا ذنب لهم فاضت أرواحهم. وعندما ذهب أقارب الضحايا إلى القسم فوجئوا بأن ضباط الشرطة يحاولون تسجيل الواقعة باعتبارها حادث تصادم عادياً، وعندما ذهبوا إلى مدير أمن الإسكندرية قال:
- «إحنا مانقدرش نعمل حاجة للبلطجية لأنهم مسلحين ولو ضربناهم هتقولوا إننا بنضرب شباب الثورة».
 هذه الواقعة التى كتبها الأستاذ حمدى رزق فى «المصرى اليوم» تلخص موقف الشرطة المصرية الآن.. البلطجية والمجرمون الذين تم إطلاقهم من السجون يهاجمون المواطنين ويعتدون عليهم بينما رجال الشرطة يتفرجون فيما يشبه الشماتة.. مدير أمن الإسكندرية يريد أن يقول للمصريين:
 - «ألم تقوموا بثورة ضد قمع الشرطة..؟! حسنا.. انسوا الشرطة ودافعوا عن أنفسكم بأنفسكم..».
 الأمثلة على تقاعس الشرطة بلا حصر. هاجم البلطجية مستشفى المطرية وروعوا المرضى والأطباء لمدة أربع ساعات كاملة ثم قتلوا مريضا أمام أهله، بينما ضباط الشرطة الموجودون يتفرجون ولا يفعلون شيئا.. وما حدث فى مستشفى المطرية حدث فى مستشفى الساحل وفى قصر العينى ومستشفى العريش وفى كل مكان.
 إن ما يفعله رجال الشرطة الآن يسمى فى الغرب «الإضراب الجالس» sitdown strike.. أى أنهم يذهبون إلى أعمالهم لكنهم فى الوقت نفسه مضربون عن العمل.. بل إن دور بعض رجال الشرطة قد تعدى ذلك إلى التآمر المباشر على أمن المصريين.. فى مجلة «روزاليوسف»، أجرت الأستاذة أسماء نصار حديثا مع أحد البلطجية الذين أحرقوا كنيسة إمبابة..
 قال فيه إن أمين شرطة فى قسم إمبابة قد دفع له مبلغ ٢٠٠٠ جنيه حتى يحرق الكنيسة، وأكد أن عضوين من الحزب الوطنى كانا مع أمين الشرطة ساعة الاتفاق على حرق الكنيسة. لقد ذكر البلطجى أسماء هؤلاء المحرضين ولو أن هذا الموضوع نشر فى أى مكان فى العالم لتم فتح تحقيق فورا، لكن الموضوع نُشر فى مصر فلم يحدث شىء ولم يتم استدعاء أى شخص للتحقيق.. إن الدور الذى تؤديه الشرطة المصرية فى منتهى الخطورة. ولكى نفهم أبعاد هذا الدور يجب أن نتذكر بضع حقائق:
 أولا: الشرطة المصرية كانت الذراع القمعية لنظام مبارك على مدى عقود، وفى أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة تم إهدار كرامة المصريين وتعذيبهم وهتك أعراضهم. وللأمانة فإن قمع المصريين بهذا الشكل البشع لم يكن مسؤولية الشرطة وحدها وإنما أيضا مسؤولية النيابة العامة التى تقاعست عن أداء دورها فى التفتيش على السجون والأقسام.
  عندما اندلعت ثورة ٢٥ يناير استكملت الشرطة جرائمها ضد الشعب المصرى فقامت بقتل ما يقرب من ألف شهيد وإصابة ٨ آلاف مواطن، منهم ١٤٠٠ مواطن فقدوا أبصارهم بالرصاص المطاطى، بالإضافة إلى ألف مفقود فى الغالب تم قتلهم ودفنهم فى أماكن مجهولة.. ولما انهزمت الشرطة أمام الثورة قامت بآخر جرائمها، حيث صدر الأمر بالانسحاب الكامل لأفراد الشرطة وتركت مصر كلها دون حماية، وهذه تهمة تصل إلى الخيانة العظمى، ثم تم فتح السجون وإخراج ما يقرب من ٣٠ ألف مسجون جنائى لترويع المصريين، وهذه خيانة عظمى أخرى.
 ثانيا: هذه الجرائم البشعة فى حق الشعب المصرى لم يحاسب مرتكبوها بجدية حتى الآن، فالقناصة الذين قتلوا المتظاهرين معروفون بالقطع لوزارة الداخلية، ولكن لم يتم الكشف عنهم ولم تتم محاكمة أحد منهم على قتله عشرات المصريين، كبار الضباط الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين مازالوا فى مناصبهم بالرغم من إحالتهم للمحاكمة، ضباط أمن الدولة الجلادون الذين صعقوا المواطنين بالكهرباء وعلقوهم كالذبائح لم يحاسبهم أحد على جرائمهم، وتم الاكتفاء بنقل بعضهم إلى إدارات أخرى، أما غالبيتهم فقد تم نقلهم إلى جهاز الأمن الوطنى.
 بل إن المقابر التى وجدها المتظاهرون أسفل مبنى أمن الدولة بمدينة نصر لم يكلف مسؤول فى الدولة خاطره ليسأل عن هؤلاء المدفونين فى المقابر من هم ومن الذى قتلهم.
  اللواء محمد البطران، المسؤول عن سجون مصر كلها، الذى رفض فتح السجون وإطلاق المجرمين كان جزاؤه القتل بناء على رواية أخته الدكتورة منال التى اتهمت ضابطين بقتل أخيها، لكن النيابة العامة لم تحقق معهما كمتهمين وإنما اعتبرتهما شاهدين..

لا يمكن أن تعود ثقة المصريين بالشرطة ما لم تتم محاسبة قتلة الشهداء والجلادين الذين أهدروا آدمية الشعب المصرى.. إن الحديث الذى يدور الآن فى بعض وسائل الإعلام يصور الأمر وكأن الشعب هو الذى أخطأ فى حق الشرطة.. تجرى محاولة خبيثة لخلط الأوراق بترديد أن الضباط الذين قتلوا المتظاهرين كانوا يدافعون عن الأقسام، ولم يسأل أحد نفسه ما الذى دفع الناس للهجوم على الأقسام أساسا ولماذا لم يهجموا عليها فى الأيام الأولى للثورة؟!..
  الحق أن الهجوم على الأقسام كان الحل الوحيد لإيقاف الرصاص القاتل المنهمر منها وقد رأيت ذلك بنفسى يوم الجمعة ٢٨ يناير.. كنت فى المظاهرة أمام الجامعة الأمريكية عندما انهال علينا رصاص القناصة وبدأ الشهداء يسقطون حولنا. عندئذ اندفعت الجماهير تحاول الصعود إلى المبانى التى يعتليها القناصة ليقبضوا عليهم.. الشعب المصرى هو الذى كان فى حالة دفاع شرعى عن النفس وليس الضباط القتلة الذين طاوعتهم ضمائرهم على قتل خيرة شباب مصر إرضاء لحسنى مبارك وحبيب العادلى. ثم إذا كان الضباط يدافعون عن الأقسام فلماذا صوّبوا رصاصات قاتلة نحو رؤوس المتظاهرين وصدورهم وليس أقدامهم كما يقضى القانون…؟
 ومن الذى يحدد حالة الدفاع عن النفس.. أليس القاضى الذى يحاكم الضابط، أم أن ضباط الشرطة يريدون أن يقتلوا من يريدون من المصريين ثم يقولون إنهم كانوا فى حالة دفاع عن النفس فنصدقهم فورا؟!
 ثالثا: إن الثقافة التى تلقاها ضباط الشرطة فى عهد مبارك، استعلائية فاسدة تعتبر أن هيبة الضابط لا تتحقق إلا بالغطرسة والعنف، وهى تعتبر أيضا أن ضابط الشرطة فوق المحاسبة وفوق القانون.. ومن عجب أن بعض ضباط الشرطة غاضبون للغاية لأن زملاءهم أحيلوا للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين، وكأن المواطنين المصريين أرانب أو دجاج من الممكن أن يتم قتلهم دون مساءلة أو حساب.. لا يمكن إذن لمن تربى على إهانة المواطنين واستباحة كرامتهم أن يتحول بين يوم وليلة إلى ضابط يراعى كرامة الناس وحقوقهم.

رابعا: لم يتم تطهير جهاز الشرطة حتى الآن.. مساعدو حبيب العادلى مازالوا موجودين فى أماكنهم، وكبار الضباط الذين يحاكمون بتهمة قتل المتظاهرين مازالوا فى مناصبهم، وهناك قيادات تحوم حولها شبهات فساد مازالت فى أماكنها.. ماذا نتوقع من لواء شرطة يحاكم أمام الجنايات بتهمة قتل المتظاهرين وهو مازال فى موقعه كمدير للأمن؟!..
 هل نتوقع منه أن يهتم بحفظ الأمن حتى يكتمل التغيير وتتم إدانته فيقضى فى السجن بقية عمره أم أنه سيعمل بكل طاقته على نشر الفوضى حتى يفلت من العقاب؟
 خامسا: بالرغم من كل جرائم الشرطة فمن الإنصاف أن نذكر أن قطاعا عريضا من ضباط الشرطة كانوا يعملون بأمانة وشرف، وأن كثيرين منهم تعرضوا لظلم بالغ من نظام مبارك.. هؤلاء الضباط الشرفاء كوّنوا «ائتلاف ضباط الشرطة» وائتلاف «ضباط لكن شرفاء» وحاولوا جاهدين إقناع الوزير منصور عيسوى بإجراء إصلاحات حقيقية لتنظيف جهاز الشرطة من القيادات الفاسدة والمتواطئة مع نظام مبارك.. لكن الوزير بدلا من أن يستجيب لهم قام بالضغط عليهم حتى أعلنوا حل الائتلاف.
سادسا: عندما تقوم أى ثورة ينقسم المجتمع تلقائيا إلى ثلاثة أقسام:
١- الكتلة الثورية: وهؤلاء المواطنون الذين صنعوا الثورة وهم مستعدون دائما للتضحية من أجل تحقيق أهدافها. ٢- الثورة المضادة: وهؤلاء استفادوا من النظام القديم ويخشون زوال امتيازاتهم أو يخافون من المحاسبة على جرائمهم وهم يقاتلون بشراسة من أجل منع التغيير وإجهاض الثورة. ٣- الكتلة الساكنة (المتفرجون): وهؤلاء مواطنون كانوا يعانون فى النظام القديم لكنهم لم يكونوا مستعدين للتضحية من أجل إزالته وهم لم يشاركوا فى الثورة لكنهم تفرجوا عليها فى التليفزيون.. هذه الكتلة من البشر تظل دائما على موقف متذبذب بين تأييد الثورة أو الهجوم عليها.
  وهذه الكتلة بالذات تستهدفها مؤامرات الثورة المضادة التى تظل تضغط على هؤلاء المتفرجين حتى يكرهوا الثورة وينقلبوا عليها بل قد يتوقون إلى عودة النظام القديم.. هذا بالضبط الدور الذى تقوم به الشرطة المصرية الآن فهى بتقاعسها عن أداء واجبها تحقق هدفين: أولا: ترويع المصريين بطريقة متزايدة حتى يقبلوا بأى حل يوفر الأمن، ثانيا: القضاء على أى إمكانية لتحسن الاقتصاد المصرى.. كيف نستعيد السياحة أو الاستثمارات بينما الأمن غائب والبلطجية يرتعون فى كل أنحاء مصر؟!
إن الخروج من هذه الأزمة يتطلب خطوات محددة:
 أولا: إقالة اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، الذى هو رجل طيب ونظيف اليد لكنه لم ينجح للأسف فى منصبه، ثم تعيين وزير جديد للداخلية من القوات المسلحة لأن تطهير الشرطة يجب أن يتم من خارجها وليس من داخلها.
  ثانيا: إجراء عملية تطهير فورية لجهاز الشرطة من كل القيادات المتورطة مع النظام القديم وإيقاف كل الذين يحاكمون بتهمة قتل المتظاهرين عن العمل.
  ثالثا: الاستعانة بالضباط الشرفاء من أجل تطهير الجهاز وإعادة فاعليته والدفع بعناصر جديدة من خريجى كلية الحقوق بعد تدريبهم عسكريا حتى تنشأ أجيال من الضباط تحترم حقوق الإنسان مع رفع رواتب العاملين فى الشرطة إلى درجة تكفل لهم حياة كريمة.
إن تقاعس الشرطة عن حماية المصريين مؤامرة مشينة نرجو أن يتدخل المجلس العسكرى فورا لإيقافها واستعادة الأمن. فالأمن أولا هو الذى سيكون نقطة انطلاق مصر إلى المستقبل بإذن الله.
الديمقراطية هى الحل.

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 3 أكتوبر 2011 الساعة: 21:16 م

"مسلم أم قبطي أم انسان"
جريدة المصرى اليوم
4 اكتوبر 2011
بقلم: علاء الأسواني

 عزيزي القاريء
هل تعتبر نفسك ــ في المقام الأول ــ مسلما أم مسيحيا أم انسانا .؟!.
 هل تعتبر انتماؤك أولا الى دينك أم أن انتماءك الى الانسانية يسبق أى انتماء آخر . ..
 ان اجابة هذا السؤال سوف تحدد رؤيتك للعالم وتعاملك مع الاخرين .
 فلو أنك تعتبر نفسك انسانا قبل أى اعتبار آخر فانك قطعا سوف تحترم حقوق الآخرين بغض النظر عن أديانهم .
 ان الفهم الصحيح للدين سيجعلك بالضرورة أكثر انتماءا للانسانية لأن الدين في جوهره دفاع عن القيم الانسانية: العدل والحرية والمساواة …
 أما لو اعتبرت أن انتماءك للدين يسبق انتماءك للانسانية فقد بدأت طريقا خطرا ستتورط آخره غالبا في التعصب والعنف ..
 الدين بطبيعته ليس وجهة نظر وانما هو اعتقاد حصري لا يفترض صحة الأديان الأخرى .
 يبدأ الأمر بأن يؤمن الانسان بأن دينه هو الوحيد الصحيح أما أتباع الأديان الأخرى فهم في نظره ضالون لأن أديانهم مزيفة أو محرفة أو لم تنزل من السماء أساسا . .
 هذا الاحتقار للأديان الأخرى سيؤدى بك بالضرورة الى التقليل من شأن أتباعها .
 فاذا كان المختلفون عنك دينيا يؤمنون بأوهام وخزعبلات بينما أنت الوحيد الذى تؤمن بالدين الصحيح فلايمكن أن يتساوى هؤلاء الضالون معك في الحقوق الانسانية . ..
 شيئا فشيئا سيؤدى بك هذا التفكير الى نزع الطابع الانساني عن المختلفين معك في الدين ..dehumanization
 سوف تفكر في أصحاب الأديان الأخرى بشكل جمعى وليس بطريقة فردية .
 اذا كنت مسلما لن ترى جارك القبطي باعتباره انسانا له وجود مستقل وسلوك شخصي وانما ستعتبره واحدا من الأقباط وسوف تعتبر أن الأقباط عموما لهم سلوك وطباع معينة تميزهم ،
 عندئذ سوف تقطع خطوة أخرى نحو الكراهية فتقول جملا من نوع:
 ــ هؤلاء الأقباط خبثاء ومتعصبون .. أنا لا أحبهم !!!
 وقد تبلغ بك كراهية أصحاب الديانات الأخرى الى درجة التقزز فهم في نظرك ،
 بالاضافة الى كونهم كفارا ، غارقون في النجاسة لأنهم لايتطهرون بنفس طريقتك من الجنابة و قد تلاحظ اذا اقتربت من أحدهم أن لهم رائحة مميزة ربما بسبب البخور الذين يستعملونه أو الطعام الذى يأكلونه . ..
 عندما تصل الى هذه الدرجة ياعزيزي القاريء فأنت للأسف شخص متعصب متطرف دينيا وأنت مرشح بقوة لارتكاب جرائم في حق الآخرين لأنك فهمت الدين بطريقة خاطئة أدت بك الى كراهية الآخرين واحتقارهم ..
 السؤال هنا :
كيف كان المصريون يمارسون تدينهم ..؟!.
 الحق أن المصريين من أكثر الشعوب تدينا لكن تراثهم الحضاري جعلهم دائما يفهمون الدين على النحو الصحيح .
لقد احترمت مصر دائما الأديان جميعا وكانت دائما مكانا آمنا متسعا للجميع فاستقبلت المهاجرين من كل الملل والأعراق ..
 أرمن وايطاليين ويونانيين ويهود وبهائيين…
 كما أن حضارة مصر أتاحت الحريات الشخصية الى أقصى مدى .. ..
 في مصر المتحضرة أنت الذى تحدد نمط حياتك . اذا أردت أن تذهب للصلاة اذهب واذا أردت أن تذهب لترتكب المعاصى اذهب.

أنت حر تماما لكنك أيضا وحدك مسئول تماما عن أفعالك أمام الله والقانون .
 ——————————————————–
 في عام 1899 قدم الامام العظيم محمد عبده القراءة المصرية للاسلام فخلص العقل المصري مرة واحدة والى الأبد من التعصب والخزعبلات وبالرغم من الاحتلال البريطاني انطلقت مصر لتكون رائدة في كل مجال تقريبا . .
 ظل هذا الفهم المصري المتسامح للاسلام مستقرا في مصر حتى اندلعت حرب أكتوبر عام 1973
 وبفضل تضحيات الشعبين المصري والسوري ارتفع سعر النفط عدة مرات مما أعطى الدول الخليجية النفطية قوة اقتصادية غير مسبوقة.
 ولأن النظام السعودى يعتمد في استقراره السياسي على تحالفه مع الشيوخ الوهابيين فقد تم انفاق ملايين الدولارات من أجل نشر الفهم الوهابي للاسلام في العالم كله .
 أضف الى ذلك أن الأزمة الاقتصادية في مصر قد أجبرت ملايين المصريين على الهجرة للعمل في السعودية فعادوا مشبعين بالأفكار الوهابية الغريبة تماما عن المجتمع المصري .
 القراءة الوهابية للاسلام ، على العكس تماما من القراءة المصرية …
 مغلقة متشددة معادية للديمقراطية ظالمة للمرأة ..
 الوهابية تحيل الدين غالبا الى طقوس واجراءات وتهتم بالشكل على حساب جوهر الدين ..
 المصري يتعلم في بلاد الوهابية أن شعر زوجته لو انكشف في الشارع فلسوف تردعه فورا جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
 (المسئولة عن فرض الأخلاق الحميدة بالقوة )
 وفي نفس الوقت يدرك المصري في السعودية أن القوانين لايمكن تطبيقها أبدا على الأمريكيين والأوروبيين والأمراء والكبراء وانما تطبق القوانين بصرامة فقط على المصريين وبقية الجنسيات المستضعفة.
 المصري هناك يتعلم أن التقاعس عن أداء الصلاة من الكبائر ولكن في نفس الوقت،
 أن يقوم الكفيل السعودى باذلال المصريين ونهب حقوقهم المالية والقائهم في السجن اذا طالبوا بحقوقهم ..
 فهذه مسألة أخرى بعيدة تماما عن الدين وفقا للمفهوم الوهابي.
 على مدى عقود انتشرت الأفكار الوهابية في مصر وكان أخطر ما زرعته في المجتمع المصري كراهية الأقباط وتحقيرهم
 ونعود الى مجلة "روزاليوسف" العدد -4327 - لنقرأ موضوعا للأستاذ عصام عبد الجواد استعرض فيه تصريحات شيوخ السلفيين الوهابيين عن الأقباط ..
فالشيخ سعيد عبد العظيم يقول:
"لا محبة ولا صداقة مع النصارى ولايجوز اتخاذ أولياء منهم أو تهنئتهم بأعيادهم لأنهم يزدادون كفرا في أعيادهم " ..
 الشيخ أبو اسلام يقول: " يجب أن يتعقل المسيحيون لأن كل ما يؤمنون به مناف للحقيقة والعقل "  الشيخ ياسر البرهامي يؤكد أنه " لا يجوز للمسلم مشاركة الأقباط في مناسباتهم الدينية لأنهم مشركون "…
 أما الشيخ أحمد فريد فيقول " لا يجوز للمسلم أن يواسي القبطي في ميت له ولا يجوز أن يعشمه بشيء في الآخرة فليس للقبطى في الآخرة الا نار جهنم "..
 هذه أمثلة لما يتردد كل يوم في الخطب التى يلقيها مشايخ الوهابية في المساجد والفضائيات السعودية، هذا الكلام اذا حدث في أية دولة محترمة يعتبر جريمة تحريض على كراهية المواطنين والاعتداء عليهم لمجرد أنهم مختلفون في الدين.
 لكن مشايخ الوهابية للأسف يسممون عقول المصريين ويملأون قلوبهم بالكراهية والتعصب بلا أدنى رادع من أخلاق أو قانون . ..
 ماذا نتوقع من هؤلاء الذين يفكرون بهذه الطريقة .؟!..
 هنا يبدو ما حدث منذ أيام في قرية الماريناب بادفو في محافظة أسوان مفهوما بل ومتوقعا ..
 في قرية الماريناب توجد كنيسة مارجرجس التى يصلى فيها أقباط القرية منذ عام 1940
 وقد تهدمت حوائطها مؤخرا بفعل القدم فقام المسئولون عنها باصدار تراخيص قانونية من أجل تجديدها ..
 الى هنا والأمر طبيعي ..
 فجأة حدثت مشكلة: ظهرت مجموعة من السلفيين الوهابيين ليرفضوا ترميم الكنيسة وبدلا من أن تقوم السلطات بتنفيذ القانون وحماية الكنيسة ..
 عقد مسئولون في الشرطة والجيش مجلسا عرفيا قام فيه السلفيون باملاء شروطهم على خادم الكنيسة حتى يقبلوا تجديدها فاشترطوا أن تظل الكنيسة بدون ميكروفونات ولا قبب ولا صلبان .
 السؤال هنا كيف تقوم كنيسة بدون الصليب الذى هو رمز العقيدة المسيحية ..؟
 الاجابة أن هذه رغبة السلفيين التى وافق عليها المسئولون في الشرطة والجيش واضطر خادم الكنيسة الى الموافقة عليها حتى يتمكن من ترميم كنيسته ….
 الغريب أن قبول خادم الكنيسة بهذه الشروط المجحفة لم ينقذ الكنيسة من السلفيين .
 ففي يوم الجمعة التالي قام خطيب الجامع الوهابي بتحريض المصلين ضد الكنيسة
 وما أن انتهت الصلاة حتى انطلق المتعصبون وحاصروا الكنيسة ثم أحرقوها وهدموها تماما . وقد ارتكبوا جريمتهم على مدى ساعات لم تتدخل خلالها قوات الجيش أو الشرطة لحماية بيت من بيوت الله.
 أما السيد محافظ أسوان وهو من فلول نظام مبارك فقد اعتمد الطريقة القديمة في انكار المسئولية فصرح بأنه لا توجد أصلا كنيسة في القرية
 ( أى أن كل ما حدث كان مجرد تهيؤات في أذهان بعض الأقباط لا أكثر ولا أقل )
 ان جرائم الاعتداء على الكنائس تكررت بطريقة غريبة ومريبة في مصر بعد الثورة فما حدث في ادفو قد حدث من قبل في الفيوم والاسماعيلية وامبابة وعين شمس واطفيح ..
 الأمر الذى يثير أكثر من سؤال :
 أولا :
ان المجلس العسكري يقوم بمهام رئيس الجمهورية والبرلمان جميعا أثناء الفترة الانتقالية وبالتالي فهو وحده المسئول عن ادارة البلاد ،
 لماذا يتعامل أفراد الشرطة العسكرية مع المتظاهرين بقسوة فيضربونهم ويعذبونهم ويهينون آدميتهم
 بينما يكتفى أفراد الشرطة العسكرية بالتفرج على السلفيين وهم يحرقون الكنائس والأضرحة ويقطعون أذن مواطن قبطي
 ويقطعون خط قطار الصعيد لمدة عشرة أيام كما حدث في قنا .؟!.
 لماذا تتحول قبضة الشرطة العسكرية القاسية الى قفاز من حرير عندما تتعامل مع السلفيين ..؟
 لماذا يجلس ممثلو الجيش والشرطة مع السلفيين للتفاوض و يخضعون لشروطهم وكأنهم يمثلون دولة أخرى أقوى من مصر ..؟!
 ما هي الصفة القانونية للاخوة السلفيين التى تمكنهم من تفتيش الكنائس والسماح ببنائها بشروطهم أو منعها وهدمها أوحتى احراقها اذا أرادوا ..؟
 هل يتمتع السلفيون بحظوة سياسية معينة عند المجلس العسكري
 أم أن حوادث الانفلات الأمنى والعنف الطائفي تحقق مصلحة سياسية معينة للمجلس العسكري لأنها تبرر بقاءه في السلطة بذريعة الحفاظ على الأمن
 وحماية الأقباط من اعتداءات المتطرفين .؟!!
  ثانيا :
منذ القرن التاسع عشر ناضل الشعب المصري على مدى عقود وقدم آلاف الشهداء من أجل هدفين:
 "الاستقلال والدستور" ..
 من أجل انهاء الاحتلال الانجليزي وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التى كانت أمل زعماء مصر جميعا بدءا من سعد زغلول وحتى جمال عبد الناصر ..
 هؤلاء الزعماء لم يكونوا علمانيين معادين للاسلام كما يردد الوهابيون لكنهم كانوا من الثقافة والرقي الحضارى بحيث يدركون أن الدولة المدنية التى تساوي بين مواطنيها بغض النظر عن أديانهم هي الطريق الوحيد للتقدم .

ان أية محاولة لتغيير التركيبة المدنية للدولة سيؤدى بمصر الى كارثة حقيقية . ..
 فاذا كان الوهابيون لا يطيقون وجود كنيسة وهم مجرد أفراد فماذا سيفعلون بنا ،
 "مسلمين وأقباطا"
 اذا تولوا السلطة في مصر ..؟! ..
  ان الاسلام ــ اذا أحسنا فهمه ــ يجعلنا أكثر انسانية وتسامحا واحتراما لعقائد الآخرين
 أما تحقير الأقباط والاعتداء عليهم فهي جرائم مشينة لاعلاقة لها بأى دين .
  الديمقراطية هي الحل

مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم : .ماذا ينقص مصر ..؟! …

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 26 سبتمبر 2011 الساعة: 19:48 م


مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم
27 سبتمبر 2011
.ماذا ينقص مصر ..؟! …

حدث ذلك قبل الثورة بعامين ..
تلقيت اتصالا من المخرج الفرنسي جون لوي مارتينيللي أخبرني خلاله أنه قرر أن يعد مسرحية مأخوذة عن روايتي شيكاجو ..
رحبت بالفكرة وزارني مارتينيللي مرارا في القاهرة ليعرض على تصوره عن المسرحية التى يعدها.
جون لوي مارتينيللي واحد من أهم مخرجي المسرح في فرنسا وقد تولي ادارة عدة مسارح فرنسية مهمة وهو الان مدير مسرح ليزاماندييه الشهير في باريس.
اشتهر مارتينيللي بثقافته الرفيعة وأفكاره المتحررة وانتمائه للقضايا الانسانية ودفاعه عن حقوق الانسان بغض النظر عن الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية.
من الناحية الفنية يتميز مارتينيللي بأفكاره المسرحية الخلاقة وتجديده الدائم في فن المسرح مع التركيز على العنصر الفنى الانساني فهو يقدم مسرحا فنيا جديدا ومتاحا للناس جميعا وقد أعد وأخرج من قبل عروضا كثيرة مأخوذة من الأدب العالمي الكلاسيكي والمعاصر.
التقيت به لأول مرة فوجدت رجلا يناهز الستين يتميز بنشاط وحيوية الشباب، شخصيته هادئة متواضعة.
شرح لي أنه يحس بأن من واجبه كفنان فرنسي أن يقدم أعمالا مسرحية تؤكد اننا جميعا مهما تكن اختلافاتنا الدينية والعرقية في النهاية بشر لنا نفس الاحاسيس والافكار وقد وقع اختياره على روايتي شيكاجو لأسباب شرحها لي بالتفصيل.
شكرته على ثقته وقلت له اننى اعتبر نفسي مسئولا فقط عن الرواية التى كتبتها واننى لا أتدخل اطلاقا في الاعداد لأننى مقتنع أن الاعداد مسئولية المعد وليست مسئولية مؤلف الرواية.
بالرغم من ذلك فقد أصر مارتينيللي على أن يطلعنى أولا بأول على تطور العمل وأرسل الى النص المسرحي لأقرأه ..
أعطى مارتينيللي المسرحية عنوان " كنت أتمنى أن أكون مصريا " .
افتتح العرض في مسرح ليزاماندييه يوم 16 سبتمبر وسوف يستمر حتى يوم 21 اكتوبر وبعد ذلك سيطوف بمارسيليا وليون ومدن فرنسية عديدة ..
سافرت الى فرنسا مدعوا من مسرح ليزامندييه من أجل مشاهدة العرض المأخوذ عن روايتي ..
كنت أعرف ذلك الشعور الذى انتابني من قبل عندما شاهدت فيلم عمارة يعقوبيان لأول مرة في نيويورك ..
شعور غريب يجمع بين السعادة والدهشة . هذه الشخصيات التى تخيلتها وعملت على كتابتها على مدى شهور ، هاهي أمامي الآن يجسدها ممثلون يتحركون ويتكلمون كما تخيلتهم ..
الى جانب هذا الشعور الجميل كنت أفكر فيما هو أهم : أن أديبا مصريا تقدم أعماله الآن على واحد من أهم المسارح الفرنسية .. هذه مكانة مصر التي تستحقها ..
مسرح ليزاماندييه يقع على بعد نصف ساعة بالسيارة من وسط باريس وهو قد اكتسب شهرة عريقة لأن الذى أسسه عام 1966 الأديب الفرنسي العظيم اندريه مالرو عندما كان وزير الثقافة في عهد الرئيس ديجول .
اتخذت مقعدى في القاعة المزدحمة بالجمهور الفرنسي الذى جاء ليرى كيف سيقدم مخرجهم المحبوب مارتينيللي لأول مرة عرضا مأخوذا من رواية مصرية .
تم اطفاء الأنوار تمهيدا لبداية العرض لكننا فوجئنا بمجموعة من الرجال والنساء يقتحمون القاعة وهم يصيحون بطريقة مزعجة مما أثار اعتراض بعض الحضور لكننا سرعان ما اكتشفنا أن هؤلاء المقتحمين هم الممثلون انفسهم . ها هو مارتينيللي العظيم يبدأ ألعابه السحرية:
لقد قرر أن يدخل الممثلون الى المسرح من الصالة وليس من الكواليس.
بل ان فكرة العرض كله مبتكرة فنحن نرى مجموعة ممثلين يجلسون على مائدة طويلة ليقرأوا أدوارهم في المسرحية وهكذا يتحكم المخرج في الخيوط الدرامية كما يريد..
ففى أية لحظة يتحرك الممثل ليؤدى دوره على المسرح ثم ينزوى في ركن أو يعود الى مائدة القراءة بينما يقوم ممثل آخر ليؤدى دوره وهكذا تمضى الخطوط الدرامية متلاحقة بينما الممثلون كلهم موجودون على المسرح بل ان مارتينيللي استعمل الممثلين في اعطاء خلفيات تساعد الأداء ..
فعندما يدور الحوار بين ممثلين يكون هناك ممثلون آخرون في الخلفية يشكلون عنصرا بصريا مكملا للمشهد الرئيسي …
أعجبت كثيرا بقدرة مارتينيللي على السيطرة الكاملة على الممثلين والاحداث والتحكم في ايقاع العرض حتى ان المسرحية التى تستغرق ثلاث ساعات كاملة لا تثير الملل لدى المشاهدين الذين ظلوا يتابعون بشغف الأحداث الدرامية المتلاحقة..
طريقة أخرى مبتكرة ومدهشة في اختيار الممثلين لجأ اليها مارتينيللي عندما قرر وهو يختار ممثليه أن يتحرر من قيود الشكل ..
في الرواية شخصية اسمها أحمد دنانة ( وهو مبعوث مصري يدرس للحصول على الدكتوراه في شيكاجو وفي نفس وقت عميل لمباحث أمن الدولة ) الذى أدى شخصية دنانة ممثل فرنسي اسمه اريك كاروزو وقد تم تركيب كرش صناعي له حتى يبدو مثل دنانة الذى وصفته في الرواية …
لماذا لم يختر مارتينيللي ممثلا عربيا لأداء شخصية دنانة .؟.
لقد أراد كما قال لي أن يؤكد على انتمائه الانساني فهو يرى أننا جميعا بشر وأن الشخصيات الأدبية تتكرر في كل مكان وزمان ،
وبالتالي فقد قرر أن يتحدى التفكير النمطي للمتفرجين فهاهو ممثل فرنسي يؤدى دور شخص مصري قادم من أعماق الريف المصري و ينجح فعلا بعد دقائق في اقناعك بأنه هو فعلا أحمد دنانة …
تنتهى المسرحية ليندفع المتفرجون في حالة من التصفيق الحماسي الذى استمر اكثر من ربع ساعة اضطر خلالها الممثلون الى الخروج من الكواليس لتحية الجمهور أربع مرات متوالية لأن التصفيق لا يريد أن يتوقف.
دعاني المخرج فصعدت الى المسرح وصافحت الممثلين جميعا ثم التقيت بهم بعد العرض وتحدثنا فلمست منهم فهما حقيقيا عميقا لقيمة ما يفعلونه ..
انهم يعتقدون أننا نحتاج الى الفن الآن أكثر من أى وقت مضى وهم جميعا ممثلون محترفون لكنهم يعتبرون أنهم أصحاب قضية في الفن والحياة وليسوا مجرد أشخاص مأجورين للتمثيل كما قال لي أحدهم . .
يجب هنا أن أذكر أن مسرح ليزاماندييه ومعظم المسارح الكبرى في فرنسا تتلقى دعما من المال العام ، هناك قاعدة مستقرة في فرنسا
أنه لايمكن للدولة أن تترك المسرح للانتاج الخاص لأنه سيبحث عن الربح بأية طريقة مما سيؤدى الى نتيجتين :
أولا التضحية بالفن الراقي من اجل التسلية وربما الاثارة الجنسية
وثانيا ارتفاع اسعار التذاكر مما يؤدي الى حصر الجمهور في الاغنياء وحرمان طبقات الشعب من المسرح الجاد الحقيقي.
التذكرة في مسرح ليزاماندييه والمسارح الفرنسية العامة لا تتجاوز ثمن وجبة غداء في مطعم رخيص ..
ان الثقافة حق اصيل للشعب .
هذه القاعدة استقرت في فرنسا ولم تستطع حكومات اليمين أن تغيرها .
أضف الى ذلك أن مارتينيللي و معظم المخرجين الكبار في فرنسا يساريون لهم مواقف واضحة ومعلنة ضد سياسات الرئيس ساركوزى لكنهم مع ذلك يتلقون الدعم من الدولة الفرنسية من أجل القيام بواجبهم كفنانين في خدمة الشعب.
والسبب في ذلك ان أحدا في فرنسا لا ينظر الى الرئيس باعتباره والد الفرنسيين أو باعتباره رمزا لفرنسا الى آخر هذه العبارات الخائبة الفارغة التى طالما استعملت من أجل تبرير الاستبداد في مصر ..
بعد ان خرجت من العرض كان لابد أن أفكر في هذا السؤال ..


"ماذا ينقص مصر" حتى تحقق هذا التقدم الفنى وتصبح مثل فرنسا ..؟
الحق أن الامكانات الفنية في مصر ليست أبدا أقل من فرنسا .
لدينا المؤلفون والمخرجون الموهوبون ولدينا تاريخنا الفنى الذى يجب أن نفخر به .
يكفى أن نسترجع تاريخ السينما في فرنسا ومصر .. لقد أقيم أول عرض سينمائي في العالم في باريس في ديسمبر عام 1895 …
بينما أقيم أول عرض سينمائي في مصر في الاسكندرية في نوفمير عام 1896
أى أن السينما دخلت مصر فقط بعد 11 شهرا من بدايتها في فرنسا
بمعنى أن المصريين عرفوا السينما قبل دول أوروبية كثيرة ..
مصر تملك كل امكانات النهضة الفنية لكنها تعطلت سنوات بسبب الاستبداد والتطرف
الاستبداد الذى يضع أشخاصا في مناصب لا يستحقونها ويجعل ولاء المسئولين للحاكم وليس للشعب مما يؤدى الى فساد الثقافة وتدهورها
كما رأينا عندما كان فاروق حسني وزير ثقافة مبارك حريصا على شراء ذمم المثقفين وتحويلهم الى أبواق للاستبداد ومهتما بارضاء مبارك وزوجته بأنشطة ثقافية استعراضية بلا مضمون
وهنا أذكر أن صديقي مارتينيللي قابلنى بعد أن حضر مهرجان الاسكندرية للسينما في عهد مبارك وعندما سألته عن انطباعه قال لي :
ــ لقد شعرت أنهم قاموا بدعوتي من أجل أخذ بعض الصور التذكارية وبعد ذلك لم يجدوا ما يفعلونه معي .
الخطر الثاني الذى يهدد الثقافة المصرية هو انتشار الفهم الوهابي للاسلام مدعوما بأموال النفط .
هذا الفهم الوهابي معاد للفنون جميعا .
الفن يستعمل الخيال في تصوير الواقع بعيوبه وأخطائه بينما الذهن المتطرف بطبيعته ليس مؤهلا لأى نوع من الخيال.
ان المتطرفين في مصر خارجون عن سياق الحضارة بمعنى الكلمة..
فهم يهاجمون نجيب محفوظ العظيم لأنه يصور رواد الحانات في رواياته وهم لا يفهمون قيمة الآثار الفرعونية العظيمة ويريدون تغطية وجوهها بالشمع خوفا من أن يعبدها المصريون باعتبارها أوثانا .
هذه العقليات تحتاج الى اعادة تأهيل حتى تدخل الى الحضارة ..
في ذلك العرض المسرحي الرائع الذى قدمه المخرج مارتينيللي وممثلوه العظام ،
في وسط المشاعر الانسانية الجياشة التى انتابت المتفرجين ربما لا يستوقف المتطرف سوى ان الممثلة ليست محجبة أو أن زميلها الممثل قد أمسك بذراعها وهو يؤدي دوره …
هناك تناقض جذري بين التطرف والفن .
المتطرف لايمكن أن يتذوق الفن ومتذوق الفن لا يمكن أن يكون متطرفا .
على أننى متفاءل بمستقبل الفن في مصر أكثر من أى وقت مضى …
لقد قامت ثورة مصر العظيمة وخلعت حسني مبارك وهو الآن يحاكم على جرائمه لكثيرة الرهيبة في حق المصريين لكن المعركة لم تنته.
"انها بالكاد تبدأ"
هناك محاولة لاعادة انتاج نظام مبارك كما أن مؤامرات الثورة المضادة لا تنقطع من اجل منع التغيير والضغط على المصريين حتى يتخلوا عن أهداف ثورتهم ..
لكن الثورة لازالت قائمة ومتقدة وسوف تنتصر باذن الله.
كل من يتصور أنه يستطيع أن يمنع التغيير أو أن بمقدوره أن يخدع المصريين أو يقمعهم
أنصحه بتأمل حسني مبارك وولديه وهم واقفون كمتهمين في محكمة الجنايات
ليأخذ العبرة . مصر بدأت المستقبل ولن تعود الى الوراء أبدا .
الديمقراطية هي الحل .

حداث المظاهرات فوق كوبرى الجامعة تزامنت مع إصدار كتابه عن الثورة بإيطاليا

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 23 سبتمبر 2011 الساعة: 21:25 م


أحداث المظاهرات فوق كوبرى الجامعة تزامنت مع إصدار كتابه عن الثورة بإيطاليا
بالفيديو.. الأسوانى: اليمين المتطرف روَّج بعد أحداث السفارة الإسرائيلية أن مصر تحولت لصومال
كتب منى أبوالنصر- يوم الجمعة 23 سبتمبر 2011
موقع جريدة الشروق


علاء الأسواني كانت مشاهد الاعتداء على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تذاع تباعا عبر وسائل الإعلام الغربية بتواتر مريب، بما فى ذلك وسائل الإعلام التابعة لليمين الإيطالى مثيرة لدى شعبهم كثيرا من التوجس من ثورة مصرية انتصر وهتف من أجلها من الجانب الآخر من المتوسط.
«استغل اليمين الإيطالى المتطرف حادثة السفارة الإسرائيلية وروج لصورة تعكس أن مصر تحولت إلى صومال جديد» ــ هكذا قال علاء الأسوانى الذى تزامنت زيارته الأخيرة إلى إيطاليا مع هذه الأحداث الأخيرة، وكان فى هذا الوقت يشهد الاحتفال بصدور الطبعة الإيطالية من كتابه «On the state of Egypt» «عن الحالة المصرية» الذى صدر عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية مطلع هذا العام ، وهو الكتاب الذى قامت بنشره فى إيطاليا دار Feltrinelli الشهيرة تحت اسم «الثورة المصرية».
التقيت  الدكتور علاء الأسوانى قبل عدة أيام فى عيادته بجاردن سيتى وروى صاحب «عمارة يعقوبيان» أبرز ملامح جولته الإيطالية التى كانت مصحوبة بكثير من الأحاديث عن الثورة المصرية التى لمس شغف الجمهور الذى حرص على حضور ندواته الاستماع لتفاصيلها، فى خمس مدن إيطالية مختلفة، «هذه هى المرة الثالثة التى أسافر فيها خارج مصر بعد الثورة، ولمست تعاطفا شديدا من جانب الإيطاليين مع ثورتنا  خاصة مع تطلعاتهم للإصلاح الديمقراطى وسط الحديث عن فضائح بيرلسكونى، فإيطاليا ليست بعيدة عن الثورة»، وقال إن كتابه «الثورة المصرية» يقدم مجموعة من مقالاته التى سبق ونشرت فى جريدة «الشروق» قبل الثورة وأخرى نُشرت له بعد الثورة تشرح للقارئ الغربى لماذا قامت الثورة وما المشكلات التى صادفتها، وأضاف «أحاول أن أقدم مواد تهم القارئ الغربى لذلك عندما عرضت الجامعة الأمريكية منذ البداية ترجمة ونشر مقالاتى فى هذا الصدد، طلبت أن يكون المترجم «خواجة» يعرف العربية وليس عربيا يجيد الإنجليزية»، وهو نفس ما شجعه لأن تقوم بترجمة الكتاب للإيطالية الصحفية والمترجمة الإيطالية باولا كاريدى التى عملت كصحفية فى إسرائيل وعندما جاءت إلى مصر اكتشفت أن كثيرا من المعلومات التى كانت تردد عن العرب مغلوطة، وقررت أن تكتب عن هذه التجربة فى كتاب، كتب علاء الأسوانى لها مقدمته بعنوان Invisible Arabs «العرب غير المرئيين»، وعبرت فيه عن الهواجس التى يكنها الغرب تجاه العرب، «كانت هذه تجربة رائدة لأنها حاربت الصور النمطية عن العرب بشجاعة.. هى سيدة محبة للحق» ــ يصفها الأسوانى.
أحداث السفارة مدبرة
«وسط هذا النقاش الأدبى والسياسى وجدت نفسى فجأة أدافع عن السياحة فى مصر» هكذا يصف الأسوانى تحول مسار الحديث مع الجمهور الإيطالى بعد أحداث السفارة الإسرائيلية الأخيرة «أخذت أؤكد أن ما حدث كان مدبرا ولا علاقة له بثورة مصر السلمية» وأضاف أن اليمين الغربى الداعم لإسرائيل قلق من الديمقراطية فى مصر، «ووجد نفسه أمام هدية بسبب هذه الأحداث وقرر استغلالها والترويج إلى أن مصر أصبحت بلا رابط، وهى فرصة لتشويه مصر ما بعد الثورة»، ظللت أؤكد أن سلوك المصريين هو الذى ظهر خلال اعتصامهم داخل الميدان طيلة 18 يوما وهم يرددون سلمية.. سلمية، حتى أسقط نظام  مبارك دون اللجوء إلى قوى خارجية كحلف الناتو مثلا «وأبدى الأسوانى كثيرا من الدهشة» هذا اليمين يجيد استخدام الإعلام، وليس مرحبا بالثورة المصرية فى الأساس، ولا يريد مصر ديمقراطية، لقد أذيعت لقطات الهجوم ومحاولات اقتحام السفارة الإسرائيلية كثيرا جدا بشكل لافت رغم أن هذا اليوم كان يتزامن مع إحياء العالم لذكرى هجمات 11 سبتمبر ومع ذلك همشها تقريبا فى تغطياته مقابل الأحداث فى مصر.
السفير المصرى فى روما



تساءلت فى هذه الأثناء عما إذا كانت السفارة المصرية فى روما قد قامت بأى دور فى هذه الأثناء لاسيما مع خلو الجبهة أمام تشويه صورة مصر ما بعد الثورة بهذه الطريقة المتعمدة من اليمين الإيطالى، فجاءت إجابة الأسوانى صادمة «للأسف لم أعثر على السفير المصرى، لم أجده فى هذه الأحداث، كنت خلال الندوات أعبر عن موقفى كمواطن مصرى أولا وكنت أتمنى أن يكون له دور» وأعقب تعليقه هذا بحديثه عن منشور فوجئ بأنه يوزع فى إيطاليا لجماعة تطلق على نفسها «جماعة 25 يناير فى إيطاليا»، ويحمل المنشور هجوما ضاريا على السفير المصرى هناك بوصفه كان من المقربين من وزير الخارجية السابق أحمد أبوالغيط الذى عينه فى منصبه قبل رحيله عن الوزارة، «قال المنشور إن هذا السفير متورط فى مخالفات مالية، يبدو أن نظام مبارك لا يزال يحكم الخارجية المصرية» ــ حسب تعبير الأسوانى.
مسرحية «شيكاغو»
يذكر أن كتاب «الثورة المصرية» الصادر فى إيطاليا حديثا للأسوانى ــ مختار من بين مقالاته التى نشرت فى كتبه الثلاثة «هل نستحق الديمقراطية؟» و «لماذا لا يثور المصريون؟» و«مصر على دكة الاحتياطى» التى صدرت نهاية العام الماضى عن دار «الشروق»، بالإضافة إلى مقالات أخرى منتقاة نشرت له بعد الثورة، ومن المنتظر أن تصدر الطبعة الفرنسية للكتاب منتصف نوفمبر المقبل وستحمل اسم «مذكرات ثورة»، ولن يكون احتفال الأسوانى بهذه الطبعة هو الحادث الأقرب له فى بلاد النور إذ سافر بالفعل إلى باريس أمس لحضور عرض مسرحى مأخوذ عن روايته «شيكاغو» من إخراج  الفرنسى الكبير جون مارتينيللى، ويبدو الاحتفاء الكبير بهذه المسرحية، التى بدأ عرضها بالفعل منتصف أكتوبر الجارى، من خلال إعلانات المسرحية التى وضعت فى مترو باريس وهو أحد أبرز الأماكن التى يحرص كبار المعلنين الفرنسيين على وضع إعلاناتهم به.
«بدأ مارتينيللى الإعداد للمسرحية قبل سنة ونصف تقريبا، ولم أتدخل فى المعالجة المسرحية التى طرح على تقديمها لروايتى»، يقول الأسوانى «المعالجة المسرحية لرواية عربية أمام جمهور فرنسى أمر صعب ولكنه أبدى لى تطلعه لإبراز الأبعاد الإنسانية والسياسية فى الرواية».

استبعاد شخصية «المحجبة))
سألته عن سبب استبعاد مارتينيللى لشخصية «شيماء» التى ظهرت فى رواية «شيكاغو» وهى ترتدى الحجاب، وقال لى إنه أرجع ذلك «لأنه لا يريد أن يحول الموضوع الفنى للمسرحية إلى حلبة للصراع الصحفى»، وأضاف أن المخرج الفرنسى انحاز للعمل الأدبى مقابل انحيازه للـ«البروباجندا» التى من الممكن أن يفجرها ظهور شخصية محجبة على المسرح فى مجتمع لا تزال قضية الحجاب تثير جدلا واسعا به واستطرد قائلا «ليس هذا نقص شجاعة من مارتينيللى فقد قدم فى النص المسرحى حوارا جريئا بين شخصية الفتاة اليهودية والرجل المصرى ضد إسرائيل».
اختار المخرج الفرنسى اسم «كنت أتمنى أن أكون مصريا» ليكون عنوانا للمسرحية بدلا من الاحتفاظ باسم الرواية المأخوذة عن «شيكاغو» وذلك حسبة حديث الأسوانى لأنه وجد أن هذا العنوان سيكون أقرب للروح المصرية التى تعكسها المسرحية، وجدير بالذكر أن هذا العنوان الذى اختير للعرض المسرحى الفرنسى هو عنوان الترجمة الفرنسية لمجموعة علاء الأسوانى القصصية «نيران صديقة».

الأسواني في الجزء الثاني من لقاءه في صالون الشروق: الفرنسيون تحمسوا جدا لانتاج مسرحية (تمنيت أن أكون مصريا)

كتبهاعلاء الأسوانى ، في 24 سبتمبر 2011 الساعة: 12:00 م


.. الأسواني في الجزء الثاني من لقاءه في صالون الشروق: الفرنسيون تحمسوا جدا لانتاج مسرحية (تمنيت أن أكون مصريا)
السبت 24 سبتمبر 2011
الكاتب علاء الاسواني-تصوير كريم عبد الكريم
موقع جريدة الشروق
"أنا ككاتب مصري معروف جدا في فرنسا، حيث صدرت لي 3 أعمال بالفرنسية وسيصدر الرابع قريبا"، هكذا بدأ الكاتب الكبير علاء الأسواني حديثه عن مسرحية "تمنيت أن أكون مصريا"، االمأخوذة من أحد أكثر رواياته شهرة "شيكاغو"، والتي تعرض حاليا في أحد أهم مسارح باريس، وقال إن الناس هناك كانوا متحمسين لإنتاج الرواية.
   وأكد الأسواني أنه لم يتدخل في إعداد المسرحية، حيث وضع جون مارتينيللى، المخرج الفرنسي للعمل، التصور ثم أرسل لي النص الذي نال اعجابه.
  ووصف الأسواني مارتينيللي بالفنان والمخرج الكبير، الذي شعر بالرسالة الإنسانية التي تنقلها "شيكاغو"، وهي أننا قد نكون مختلفين لككنا في النهاية بشر نشعر بنفس الطريقة، وهو الهدف الإنساني للأدب الذي يعلمنا ألا نحاول الحكم على الآخرين بل نحاول أن نفهمهم.
  وقال الأديب المصري الكبير إن مارتينيللي اختار للمسرحية اسم مجموعة صدرت لي في فرنسا "كنت أتمنى أن أكون مصريا"، لأنه رأي أنه سيكون معبرا عن مضمون المسرحية أكثر من اسم شيكاغو، مؤكدا أن اعلانات المسرحية عرضت في مترو باريس، وهو دليل كبير جدا على أهمية المسرحية وشهرته هناك.
  وحول تعامل المخرج الفرنسي مع شخصيات الرواية، قال الأسواني: "هو يعمل على المسرحية منذ أكثر من سنة ونصف، ولم يختار شخصية شيماء للظهور في المسرحية لأن ظهور هذه الشخصية المحجبة بمشكلاتها على المسرح كان كفيلا بتحويل المسرحية إلى معركة سياسية ثقافية بعيدا عن الفن، حيث ستتحول إلى معركة حول دعم الحجاب أو رفضه بما يغطي على المضمون الإنساني للمسرحية"، لكنه أكد أن مشكلات المسلمين في الغرب وعلاقتهم باليهود مطروحة في المسرحية.
 وقال إنه قدر هذا الاختيار، لأنه أدرك أن المعد انحاز للفن باستبعاده شخصية شيماء، المحجبة التي حملت سفاحا في الرواية، رغم أن ظهورها كان سيخلق نوعا من الإثارة التي كانت ستؤدي لبروباجاندا كبيرة حوله، إلا أنه آثر قيمة العمل الفنية.




ليست هناك تعليقات:

قران كريم