السبت، 24 سبتمبر 2011

شهادة الزور رسالة الى من يهمه الامر

شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com
maboeleneen@yahoo.com
امام كل من يشهد لحظة تاريخية بشهادة والقاء كلمة الحق حتى لا يقع ويتلقى عذاب ربه فى الاخرة وكمان الدنيا هما شايفين مصير المخلوع كل يوم فى مذلة امام المحكمة وهو متهم بأبشع التهم لا يمكن لشخص واحد أن يتهم بها كأنسان عنده مشاعر ويخاف الله  حتى لو طلعوه برائة فهو فى مزبلة التاريخ ومقبرته اينما كانت ستكون رمز لعصر فاسد والاطفال والكبار سيقضوا حاجتهم بجانبه اللهم انتقم انت العزيز الجبار وتذكرو أن :-
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد:
فشهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب ، لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم و طمس معالم العدل و الإنصاف ، و من شأنها أن تعين الظالم على ظلمه و تعطي الحق لغير مستحقه ، و تقوض أركان الأمن ، و تعصف بالمجتمع و تدمره .
النهي عن شهادة الزور في الكتاب والسنة
نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها في كتاب الله و في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72(.
و يقول: ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30). ويقول : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2).
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ". رواه البخاري و مسلم ، قال ابن حجر في قوله: " و جلس و كان متكئاً " يشعر بأنه اهتم بذلك حتى جلس بعد أن كان متكئاً ، و يفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه ، و سبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس ، و التهاون بها أكثر ، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم ، و العقوق يصرف عنه الطبع ، و أما الزور فالحوامل عليه كثيرة ، كالعداوة و الحسد وغيرها ، فاحتيج للاهتمام بتعظيمه و ليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها من الإشراك قطعاً ، بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف الشرك فإن مفسدته قاصرة غالباً.
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". رواه البخاري.
على أبواب المحاكم


لقد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء قروش معدودة بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل و مضللة للقضاء ، و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان ، و في الحديث: " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ". رواه البخاري ، و قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : تعدل شهادة الزور بالشرك وقرأ: ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور). و عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : قدم رجل من العراق على عمر بن الخطابرضي الله عنه فقال : جئتك لأمر ماله رأس ولا ذنب ( ذيل ) فقال عمر : و ما ذاك ؟ قال : شهادة الزور ظهرت بأرضنا ، قال : و قد كان ذلك ؟ قال : نعم ، فقال عمر بن الخطاب : و الله لا يؤسر ( لا يحبس ) رجل في الإسلام بغير العدول .
فشهادة الزور نوع خطير من الكذب ، شديد القبح سيئ الأثر ، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال ، و قد حكى البعض الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر. ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جداً ، ولا يحل قبولها و بناء الأحكام عليها و لذلك قالوا : فتوى المفتي و حكم الحاكم و قضاء القاضي لا تجعل الحرام حلالاً ولا الحلال حراماً ، و القاضي إنما يحكم على نحو ما يسمع ، فمن قضي له بحق أخيه فلا يأخذه ، إنما قضي له بقطعة من النار يترتب عليها سخط الجبار ، و الأمور كلها على ما عند الله، وعند الله يجتمع الخصوم: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47).
من معاني الزور
على الرغم من خطورة اقتطاع حقوق الناس بشهادة الزور إلا أن لها معاني أخر لا تقل في خطورتها ، فالزور هو الشرك على قول الضحاك و ابن زيد ، و قال مجاهد هو الغناء ، و قال ابن جريج : هو الكذب ، أو هو أعياد المشركين ، و قال قتادة : هو مجالس الباطل ، قال ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله تعالى: ( و اجتنبوا قول الزور ) يعني : الافتراء على الله و التكذيب ، و قال الطبري : و اتقوا قول الكذب و الفرية على الله بقولكم في الآلهة: ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) " سورة الزمر : 3 " و قولكم للملائكة هي بنات الله و نحو ذلك من القول فإن ذلك كذب و زور و شرك. و قال ابن كثير : أي اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان ، و قرن الشرك بالله بقول الزور كقوله: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) " سورة الأعراف : 33 " ومنه شهادة الزور . و عن عائشة – رضي الله عنها – أن امرأة قالت : يا رسول الله أقول : إن زوجي أعطاني ما لم يعطني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " رواه البخاري و مسلم ، و هكذا فالزور عبارة عن وصف الشئ على خلاف ما هو عليه فعلا ، و هو من جملة الكذب الذي قد سوي و حسن في الظاهر ليحسب أنه صدق .
من ضيع أوامر الله فليس عدلا
لقد رد الشرع المطهر شهادة الفاسق و شهادة الخائن و الخائنة والزاني و الزانية ومن على شاكلتهم ؛ لأن من عرف بتضييع أوامر الله أو ركوب ما نهى الله عنه فلا يكون عدلاً .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد شهادة الخائن والخائنة، وذي الغمر على أخيه، ورد شهادة القانع ( السائل المستطعم أو الخادم ) لأهل البيت، وأجازها لغيرهم".( رواه أبو داود وحسنه الألباني). فمن خان في الدين والمال و الأمانات لا يصح قبول شهادته ، و في الحديث :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته " .قال إبراهيم : و كانوا يضربوننا على الشهادة و العهد ".( رواه البخاري ومسلم(.
و إذا كانت الشهادة بالزور مذمومة ينأى عنها كل من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد فشهادة الحق محمودة ، و لذلك قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:135). وقال عز من قائل: ( إلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (الزخرف: من الآية86).
فنسأله سبحانه أن يجعلنا من الشهداء بالحق القائمين بالقسط إنه سبحانه ولي ذلك و القادر عليه .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقوووووول للحذر من الوقوع بها
التحذير من شهادة الزور وبيان أنها من الكبائر، وأثرها.للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأقيموا الشهادة لله أقيموها لله وحده لا

تقيموها لقريب من أجل قرابته ولا لصديق من أجل صداقته ولا لغني من

أجل غناه ولا لفقير من أجل فقره ولا تقيموها على بعيد من أجل بعده

ولا على عدو من أجل عداوته أقيموا الشهادة لله وحده أقيموها كما

أمركم بذلك ربكم وخالقكم ومدبر أموركم والحاكم بينكم والعالم بسركم

وعلانيتكم أقيموها كما قال الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا

قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن

يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو

تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا .

أيها المسلمون: إن الشهادة أمرها عظيم وخطرها جسيم في تحملها

وأدائها فلا يحل كتمانها ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون

عليم ولا يحل أن يشهد إلا أن يكون عالما بما يشهد به علما يقينا وأنه

مطابق للواقع تماما فلا يحل أن يشهد بما لا يعلم ولا بما يعلم أن الأمر

بخلافه بل لا يحل أن يشهد ولا بما يغلب على ظنه حتى يعلمه يقينا

كما يعلم الشمس فعلى مثلها فليشهد أو ليترك.

أيها المسلمون: إن من الناس اليوم من يتهاون بالشهادة فيشهد بالظن

المجرد أو بما يعلم أن الواقع بخلافه يتجرأ على الأمر المنكر العظيم

مراعاة لقريب أو توددا لصديق أو محاباة لغني أو عطفا على فقير يقول

إنه يريد الإصلاح بذلك زين له سوء عمله فرآه حسنا كما زين لغيره من

أهل الشر والفساد سوء عمله فرآه حسنا فالمنافقون زين في قلوبهم

النفاق وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

فقال الله فيهم: ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون وعباد

الأصنام زين في قلوبهم عبادتها وقالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونها إلى الله

زلفى وهي في الواقع لا تزيدهم من الله إلا بعدا.

أيها الناس: إن كل مفسد ربما يدعي أنه مصلح أو ربما يظن أنه مصلح

بسبب شبهة عرضت له فالتبس عليه الإفساد بالإصلاح أو بسبب إرادة

سيئة زينت له فاتبع هواه ولكن الصلاح كل الصلاح باتباع شريعة الله

وتنفيذ أحكامه والعمل بما يرضيه.

أيها المسلمون: إن من الناس من يشهد لشخص بما لا يعلم أنه

يستحقه بل بما يعلم أنه لا يستحقه يدعي أنه عاطف عليه وراحم له

بذلك والحق أن هذا الشاهد لم يرحم المشهود له ولم يرحم نفسه بل

أكسبها إثما به وأكسب المشهود له إثما فأدخل عليه مالا يستحقه

وظلم المشهود عليه فاستخرج منه مالا يجب عليه.

إن من الناس من يشهد للموظف المهمل لوظيفته بمبررات لإهماله لا

حقيقة لها فيشهد له بالمرض وهو غير مريض أو يشهد له بشغل قاهر

وهو غير مشغول أو يشهد له بنقل أهله إلى مقر عمله الجديد وهو لم

ينقلهم أو باستئجار سيارة وهو لم يستأجرها أو يشهد بأجره أكثر مما

استأجرها به وكل هذ من الشهادة بالباطل. وإن من الناس من يشهد

لشخص بأنه قام بالوظيفة منذ وقت كذا وهو لم يقم بها ولم يباشرها

يزعم الشاهد بذلك أنه يريد الإصلاح بنفع المشهود له ولم يدر أنه بهذه

الشهادة ضر نفسه وضر المشهود له وأفسد على نفسه وعلى

المشهود له ما أفسد من دينه.

لقد قال الله تعالى بعد أن أمر بإقامة الشهادة بالقسط قال: إن يكن

غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تشهد لغني من أجل غناه ولا لفقير

من أجل فقره فإن الله أولى بهما بل أقم الشهادة لله وحده.

أيها المسلمون: إن شهادة الإنسان بما لا يعلمه علما يقينا مثل الشمس أو بما يعلم أن الواقع بخلافه سواء شهد للشخص أو عليه هي من شهادة الزور التي حذر منها رسول الله وجعلها من أكبر الكبائر فقال : ((ثلاثا ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قالوا: لا يسكت أو قالوا: ليته سكت))، وقال أنس بن مالك : ذكر النبي الكبائر فقال: ((الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور أو قال: شهادة الزور)).

أيها المسلمون: إن هذين الحديثين الصحيحين الثابتين عن رسول الله

ليتبين بهما تعظيم النبي لشهادة الزور والتحذير منها لقد عظم النبي

التحذير منها بقوله وفعله عظمه بفعله حيث كان يتحدث عن الشرك

والعقوق متكئاً فما ذكر شهادة الزور جلس ليبين فداحتها وعظمها.

وعظمه بقوله حين جعل يكرر القول بها حتى قال الصحابة : لا يسكت أو

تمنوا أن يسكت وعظمه أيضاً حين صدر القول عنها بأداة التنبيه (ألا)

وحين فصلها في حديث أنس عما قبلها من الكبائر وقال ألا أنبئكم بأكبر

الكبائر.

أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله أيها الراجعون لرحمة الله أيها

الخائفون من عذابه أيها المؤمنون بيوم الحساب يوم تقفون بين يدي الله

عز وجل لا مال ولا بنون تنظرون أيمن منكم لا ترون إلا ما قدمتم وتنظرون

أشأم منكم فلا ترون إلا ما قدمتم وتنظرون أمامكم فلا ترون إلا النار تلقاء

وجوهكم . إنكم ستسألون عما شهدتم به وعمن شهدتم عليه أو

شهدتم له فاتقوا واحذروا.

أيها المؤمنون: تصوروا رسول الله وهو المبلغ عن الله القائم بأمر الله

الناصح لعباده تصوروه وهو يعرض على أمته بنفسه أن ينبئهم بأكبر

الكبائر ليحذروها ويبتعدوا عنها وتصوروه كأنه أمامكم كان متكئا ثم

يجلس عند ذكر شهادة الزور وتصوروه يكرر ويؤكد أن شهادة الزور من

أكبر الكبائر لو تصورتم ذلك لعرفتم حقيقة شهادة الزور. لقد تحدث النبي

عن الشرك والعقوق وهو متكئ لم يجلس لأن الداعي إلى الشرك

والعقوق ضعيف في النفوس لأنه مخالف للفطرة لكنه جلس حينما تحدث

عن شهادة الزور لأن الداعي إليها قوي وكثير فالقرابة والصداقة والغنى

والفقر كلها قد تحمل ضعيف العقل والدين على أن يشهد بالزور لكن

المؤمن العاقل حينما يعلم أن النبي يحذر من شهادة الزور هذا التحذير

البليغ لا يمكنه أن يقدم على شهادة الزور مهما كانت الأسباب

والدواعي.

أيها المسلمون: إن شهادة الزور مفسدة للدين والدنيا وللفرد والمجتمع

إنها معصية لله ورسوله إنها كذب وبهتان وأكل للمال بالباطل فالمشهود

له يأكل ما لا يستحق والشاهد يقدم له ما لا حق له فيه. إن شهادة

الزور سبب لانتهاك الأعراض وإزهاق النفوس فإن الشاهد بالزور إذا

شهد مرة هانت عليه الشهادة ثانية وإذا شهد بالصغير هانت عليه

بالكبير لأن النفوس بمقتضى الفطرة تنفر من المعصية وتهابها فإذا وقعت

فيها هانت عليها وتدرجت من الأصغر إلى ما فوقه.

أيها المسلمون: إن شهادة الزور ضياع للحقوق وإسقاط للعدالة وزعزعة

للثقة والأمانة وإرباك للأحكام وتشويش على المسؤولين والحكام فهي

فساد الدين والدنيا والآخرة وفي الحديث عن النبي أنه قال: ((لن تزول

قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار )) (رواه الحاكم وقال صحيح

الإسناد).

فالحذر الحذر أيها المسلمون من شهادة الزور وإن زينها الشيطان في

قلوبكم ولا تأخذكم في الله لومة لائم ولا تصرفكم عن الحق ظنون كاذبة

أو إرادات آثمة فتشاقوا الله ورسوله وتتبعوا غير سبيل المؤمنين.

وفقني الله وإياكم لإقامة الحق والعدل والبيان وجنبنا الباطل والجور

والبهتان وحمانا عما يضرنا في ديننا إنه جواد كريم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب

فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

كتبهامحمود شمردن ، في 11 سبتمبر 2008 الساعة: 11:58 ص
بقلم الشيخ/ محمود شمردن         
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله تعالى للعالمين سيدنا محمد e ومن سار على هديه إلى يوم الدين أما بعد:
فالمسلم الصادق مستقيم في حياته يسير على منهاج لله تعالى لا يزيغ ولا يحيد فلا يعرف الكذب ولا الخداع أوالنفاق أو كل شيء يبعده عن رحمة مولاه ومغفرة ربه تبارك وتعالى وجاء الإسلام ليقيم الحياة كلها على الصدق لينسجم الكون مع سنن الله تعالى التي لاتتبدل ولا تتغير: يقول تعالى (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) سورة الأحزاب 62.
وحذرت الشريعة الإسلامية من أفعال لو انتشرت في مجتمع لأفسدت الحياة فيه ولانهارت العلاقات بين الناس وترتب على ذلك الشر والفساد، ومن هنا جاء تحذير الإسلام من شهادة الزور التي تجلب على صاحبها الإثم والبوار في الدنيا والآخرة.
التحذير من شهادة الزور : فشاهد الزور قد ارتكب عظائم، أحدهما: الكذب والإفتراء، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) غافر28ثانيهما: أنه ظلم الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته: ماله وعرضه وروحه. ثالثهما: أنه ظلم الذي شهد له بأنه ساق إليه المال الحرام فأخذه بشهادته فوجبت له النار،وقال : «من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار» أخرجه البخاري.
رابعهما: أنه أباح ما حرمه الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض.
انظر : الكبائر للإمام الذهبي ص 95.
فشاهد الزور يفسد المجتمع بفعله ويجلب له اللعنة من الله لو انتشر هذا الداء الخبيث والمرض العضال.
أمثلة لشهادة الزور: مثل أن يشهد شخص أن فلاناً فقير يستحق الزكاة وهو يعلم أنه غني، ومثل ما يفعله بعض الناس عند الحكومة بأن فلاناً له عائلة عدد أفرادها كذا وكذا وهو يعلم أنه كاذب. وقد يظن شاهد الزور أنه نافع لأخيه وبارٌ به والواقع أنه ظالم لنفسه وظالم لأخيه، أما كونه ظالماً لأخيه فلأنه أعطاه ما لا يستحق وجعله يأخذه المال بالباطل. انظر: شرح رياض الصالحين جـ4، ص90 محمد بن صالح العثيمين.
تعريف شهادة الزور: تعددت تعريفات العلماء بالنسبة لتعريف شهادة الزور، قال القرطبي: شهادة الزور هي الشهادة بالكذب ليُتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال فلا شيء من الكبائر أعظم ضرراً منها ولا أكثر فساداً بعد الشرك بالله. انظر فتح الباري جـ 10 ، ص 497.
وقيل هي أن يشهد الإنسان أمام حاكم أو نحوه بغير ما علم، ويتحرى الباطل ويكذب. انظر صحيح وصايا الرسول: سعد يوسف أبو عزيز جـ 3، ص122 .
وقيل شهادة الزور هنا، ليست فقط هي تغيير الشهادة عندما يدلي بها أمام القاضي أو بين حكمين أوخصمين؛ فهذا هو المشهور من أمرها. ولكن شهادة الزور تعني (رؤية الزور)، (شهد يشهد شهوداً أو شهادة) فشهادة الزور هنا تكون بمعنى رؤية الزور والسكوت عنه أو الرضا به أو الغفلة أو التناسي أو الترك، وهذا مقام لا يليق بعباد الرحمن، أو تكون شهادة الزور بمعنى رؤية الأمر ثم الإدلاء به على غير وجهه تضليلاً للقاضي أو ظلماً لأحد المتخاصمين. انظر: روضة الدعاة الربانية: تأليف مجموعة من علماء الأزهر الشريف ص360.
وبالتالي فشاهد الزور كاذب فيما يقول ويخبر وهو متعمد لذلك وينطق بخلاف الحقيقة والواقع.
دوافع وأسباب شهادة الزور: توجد مجموعة من أسباب ربما تدفع الشخص للإقدام على هذا العمل الخطير ومن هذه الدوافع:
1-    الحسد والحقد للمشهود عليه.
2-    كذلك ضعف الإيمان فشاهد الزور لايقدم على هذا الذنب العظيم إلا لأنه يشعر بضعف شديد  في إيمانه.
3-    القرابة أو الجوار.
4-    الجري وراء مصلحة ومنفقة قد تعود عليه عند شهادته بالزور مثل الحصول على مبلغ كبير من المال أو الحصول على وظيفة أو قضاء مصالح له.
5-    الهوى والعصبية أو بُغض الناس فكل ذلك قد يدفع الإنسان إلى كتمان الحق بل إلى شهادة الزور.     فالإنسان مكلف بشهادة الحق ولو كان ذلك ضد مصلحته أو مصلحة أقرب الناس إليه، فيقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياًّ أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) النساء 135.
     فلا يعدل الإنسان عن الحق بسبب غني أو فقير فلا ترعه لغناه ولا تشفق عليه لفقره، فالله يتولاهما، بل هو أولى بهما منك، والله أعلم بما فيه صلاحهما. انظر تفسير ابن كثير جـ1، صـ 686.
    وهذا يوجد خطأ قد يقع فيه الكثير من الناس إذ قد تحملهم العاطفة على مجاملة الفقير أو المسكين بسبب حالته المادية المتردية أو وضعه الشيىء، ولكن الصحيح أن يشهد المسلم بالحق على الجميع سواء كانوا فقراء أو أغنياء.
قول الزور من علامات الساعة: وفي الحديث المرفوع الذي أخرجه أحمد وابن ماجة عن ابن مسعود: (( إن بين الساعة ذكر أشياء ثم قال – وظهور شهادة الزو، وكتمان شهادة الحق )) انظر فتح الباري جـ5 ، صـ 295  .
التعامل مع شاهد الزور: وينبغي للحاكم إذا عثر على الشاهد بالزور أن يعزره وينادي عليه ليعرف لئلا يغتر بشهادته أحد. وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يجلد شاهد الزور أربعين جلدة، ويسخم وجه، ويحلق رأسه، ويطوف به في السوق. وقال أكثر أهل العلم: ولا تقبل له شهادة أبداً وإن تاب وحسنت حاله فأمره إلى الله. انظر الجامع لأحكام القرآن جـ3، صـ76.
ويمكن للناس مقاطعة شاهد الزور فلا يجالسوه ولا يؤأكلوه ليعلم مدى الذنب الكبير الذي فعله . ويمكن نصحه ووعظه وإرشاده ليتوب إلى الله تعالى ويقلع عن هذا الجرم العظيم، ويمكن أيضاً أن يغلظ الناس له القول وينهروه ويزجروه بسبب ما ارتكبت يداه من فعل شنيع .
عباد الرحمن لا يشهدون الزور : فعباد الرحمن لا يشهدون الزور، قال تعالى (وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) الفرقان 72. لأنهم يعلمون خطورة هذا الذنب ويتذكرون الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي بكرة واسمه نقيع بن الحارث – رضي الله عنه – قال: كنا جلوساً عند رسول الله e فقال: «هل أنبئكم بأكبرالكبائر – ثلاثاً – الإشراك بالله،وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا قول الزور وشهادة الزور. فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت» ويتذكرون قوله تعالى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) الحج 20
ويقول ابن دقيق العيد: اهتمامه e بشهادة الزور يحتمل أن يكون لأنها أسهل وقوعاً على الناس، والتهاون بها أكثر، ومفسدتها أيسر وقوعاً، لأن الشرك ينبو عنه المسلم، والعقوق ينبو عنه الطبع، وأما قول الزور فالحوامل عليه كثيرة فحسن الاهتمام بها، وليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها. انظر فتح الباري جـ10،صـ496.
أضرار شهادة الزور:
1-   ضياع الحقوق: فشاهد الزور يقتطع مال أخيه لغيره بيمين كاذبة فاجرة يضلل بها الحاكم وهذه خيانة.
2-   الكذب والتدليس.
3-   إعانة الظالم على ظلمه وهذا يعرض لسخط الله تعالى. عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله e يقول: «من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل، فقد ضاد الله عز وجل،ومن خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله عز وجل رَدْغة الخبال حتى يخرج مما قال» رواه أبو داود.
4-   طمس معالم الحق: فشاهد الزور يقف ضد الله تعالى، ويحارب عدالته في الأرض فهو يعلن الحرب على الحق والعدل.
5-   أكل الحرام: فشاهد الزورغالباً – يبيع شهادته ويمينه بثمن بخس، والله تعالى يقول: (وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ) البقرة188 انظر صحيح وصايا الرسول: سعد أبو عزيز جـ3، صـ126.وفي كل ما سبق تحذير شديد للذين باعوا ضمائرهم واشتروا العاجلة وآثروا الدنيا ونذكر هؤلاء جميعاً بهذا الحديث الذي أخرجه ابن ماجة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار». وفي هذا وعيد شديد لشاهد الزور حيث أوجب الله له النار قبل أن ينتقل من مكانه ولعل ذلك مع عدم التوبة. أما لو تاب وأكذب نفسه قبل العمل بشهادته فالله يقبل التوبة عن عباده. انظر: نيل الأوطار: للشوكاني جـ8، صـ203. يا شاهد الزور راجع نفسك وعد إلى ربك وإعلم أن الدنيا مهما طالت فهي إلى فناء وزوال وأن ماعند الله خير وأبقى لك في الدنيا والآخرة.

شهادة الزور
26/05/2005
د/ سعيد عبد العظيم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد: فشهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب ، لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم..
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد:
فشهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب ، لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم و طمس معالم العدل و الإنصاف ، و من شأنها أن تعين الظالم على ظلمه و تعطي الحق لغير مستحقه ، و تقوض أركان الأمن ، و تعصف بالمجتمع و تدمره .
النهي عن شهادة الزور في الكتاب والسنة
نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها في كتاب الله و في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72).
 و يقول: ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30). ويقول : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2).
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ". رواه البخاري و مسلم ، قال ابن حجر في قوله: " و جلس و كان متكئاً " يشعر بأنه اهتم بذلك حتى جلس بعد أن كان متكئاً ، و يفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه ، و سبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس ، و التهاون بها أكثر ، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم ، و العقوق يصرف عنه الطبع ، و أما الزور فالحوامل عليه كثيرة ، كالعداوة و الحسد وغيرها ، فاحتيج للاهتمام بتعظيمه و ليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها من الإشراك قطعاً ، بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف الشرك فإن مفسدته قاصرة غالباً.
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". رواه البخاري.
على أبواب المحاكم
لقد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء قروش معدودة بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل و مضللة للقضاء ، و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان ، و في الحديث: " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ". رواه البخاري ، و قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : تعدل شهادة الزور بالشرك وقرأ: ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور). و عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : قدم رجل من العراق على عمر بن الخطاب – رضي الله عنه فقال : جئتك لأمر ماله رأس ولا ذنب ( ذيل ) فقال عمر : و ما ذاك ؟ قال : شهادة الزور ظهرت بأرضنا ، قال : و قد كان ذلك ؟ قال : نعم ، فقال عمر بن الخطاب : و الله لا يؤسر ( لا يحبس ) رجل في الإسلام بغير العدول .
 فشهادة الزور نوع خطير من الكذب ، شديد القبح سيئ الأثر ، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال ، و قد حكى البعض الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة  من الكبائر. ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جداً ، ولا يحل قبولها و بناء الأحكام عليها و لذلك قالوا : فتوى المفتي و حكم الحاكم و قضاء القاضي لا تجعل الحرام حلالاً ولا الحلال حراماً ، و القاضي إنما يحكم على نحو ما يسمع ، فمن قضي له بحق أخيه فلا يأخذه ، إنما قضي له بقطعة من النار يترتب عليها سخط الجبار ، و الأمور كلها على ما عند الله،  وعند الله يجتمع الخصوم:  (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47).
من معاني الزور
   على الرغم من خطورة اقتطاع حقوق الناس بشهادة الزور إلا أن لها معاني أخر لا تقل في خطورتها ، فالزور هو الشرك على قول الضحاك و ابن زيد ، و قال مجاهد هو الغناء ، و قال ابن جريج : هو الكذب ، أو هو أعياد المشركين ، و قال قتادة : هو مجالس الباطل ، قال ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله تعالى: ( و اجتنبوا قول الزور ) يعني : الافتراء على الله و التكذيب ، و قال الطبري : و اتقوا قول الكذب و الفرية على الله بقولكم في الآلهة: ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) " سورة الزمر : 3 " و قولكم للملائكة هي بنات الله و نحو ذلك من القول فإن ذلك كذب و زور و شرك. و قال ابن كثير : أي اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان ، و قرن الشرك بالله بقول الزور كقوله: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) " سورة الأعراف : 33 " ومنه شهادة الزور . و عن عائشة – رضي الله عنها – أن امرأة قالت : يا رسول الله أقول : إن زوجي أعطاني ما لم يعطني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " رواه البخاري و مسلم ، و هكذا فالزور عبارة عن وصف الشئ على خلاف ما هو عليه فعلا ، و هو من جملة الكذب الذي قد سوي و حسن في الظاهر ليحسب أنه صدق .
من ضيع أوامر الله فليس عدلا
 لقد رد الشرع المطهر شهادة الفاسق و شهادة الخائن و الخائنة والزاني و الزانية ومن على شاكلتهم ؛ لأن من  عرف بتضييع أوامر الله أو ركوب ما نهى الله عنه فلا يكون عدلاً .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد شهادة الخائن والخائنة، وذي الغمر على أخيه، ورد شهادة القانع ( السائل المستطعم أو الخادم ) لأهل البيت، وأجازها لغيرهم".( رواه أبو داود وحسنه الألباني). فمن خان في الدين والمال و الأمانات لا يصح قبول شهادته ، و في الحديث :" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته " .قال إبراهيم : و كانوا يضربوننا على الشهادة و العهد ".( رواه البخاري ومسلم) .
 و إذا كانت الشهادة بالزور مذمومة ينأى عنها كل من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد فشهادة الحق محمودة ، و لذلك قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:135). وقال عز من قائل: ( إلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (الزخرف: من الآية86).
فنسأله سبحانه أن يجعلنا من الشهداء بالحق القائمين بالقسط إنه سبحانه ولي ذلك و القادر عليه .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

قران كريم