شارك برايك يهمنا Feedback Feedback mhassanabo@gmail.com
maboeleneen@yahoo.com
معلقة عنترة بن شداد العبسي
| هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ | |
| أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ | |
| يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي | |
| وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي | |
| فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا | |
| فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ | |
| وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا | |
| بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ | |
| حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ | |
| أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ | |
| حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ | |
| عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ | |
| عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا | |
| زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ | |
| ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ | |
| مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ | |
| كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا | |
| بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ | |
| إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا | |
| زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ | |
| مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا | |
| وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ | |
| فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً | |
| سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ | |
| إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ | |
| عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ | |
| وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ | |
| سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ | |
| أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا | |
| غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ | |
| جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ | |
| فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ | |
| سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ | |
| يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ | |
| وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ | |
| غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ | |
| هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ | |
| قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ | |
| تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ | |
| وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ | |
| وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى | |
| نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ | |
| هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ | |
| لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ | |
| خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ | |
| تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ | |
| وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً | |
| بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ | |
| تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ | |
| حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ | |
| يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ | |
| حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ | |
| صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ | |
| كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ | |
| شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ | |
| زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ | |
| وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ | |
| وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ | |
| هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ | |
| غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ | |
| بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما | |
| بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ | |
| وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً | |
| حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ | |
| يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ | |
| زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ | |
| إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي | |
| طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ | |
| أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي | |
| سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ | |
| وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ | |
| مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ | |
| ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا | |
| رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ | |
| بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ | |
| قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ | |
| فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ | |
| مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ | |
| وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً | |
| وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي | |
| وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً | |
| تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ | |
| سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ | |
| ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ | |
| هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ | |
| إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي | |
| إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ | |
| نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ | |
| طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً | |
| يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ | |
| يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي | |
| أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ | |
| ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ | |
| لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ | |
| جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ | |
| بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ | |
| فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ | |
| ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ | |
| فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ | |
| يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ | |
| ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا | |
| بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ | |
| رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا | |
| هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ | |
| لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ | |
| أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ | |
| عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا | |
| خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ | |
| فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ | |
| بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ | |
| بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ | |
| يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ | |
| ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ | |
| حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ | |
| فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي | |
| فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي | |
| قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً | |
| والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي | |
| وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ | |
| رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ | |
| نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي | |
| والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ | |
| ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى | |
| إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ | |
| في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي | |
| غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ | |
| إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ | |
| عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي | |
| لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ | |
| يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ | |
| يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا | |
| أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ | |
| مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ | |
| ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ | |
| فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ | |
| وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ | |
| لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى | |
| وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي | |
| ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا | |
| قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ | |
| والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً | |
| مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ | |
| ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي | |
| لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ | |
| ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ | |
| للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ | |
| الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا | |
| والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي | |
| إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا | |
| جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق