هو ليه سيدنا الخضر مرة قال (فأردتُ) ، ومرة (فأردنا) ، ومرة (فأراد ربك) ؟
الفرق الجميل ذو البُعد العميق بين الثلاث ضمائر هو إن قصة السفينة كان الفعل "إحداث عيب"، يعني مش من الأدب نقول أراد ربك أن يعيبها، كده نسبنا فعل إحداث العيب لربنا وده سوء أدب إننا ننسب لربنا ألفاظ لا تليق به
فمن أدب الخضر مع ربنا إنه نسب إرادة "العيب" إلى نفسه ، ولم ينسبه إلى الله جل في عُلاه، (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) رغم إنه كان بأمر ربنا..
في حين إن قصة بناء الجدار كانت خير محض في ظاهره وباطنه، والفعل "بلوغ الطفلين أشدهمها واستخراج كنزهما" يمكن نسبة إرادته لله سبحانه بدون أي سوء أدب مع الله.. بالعكس فيها نسبة الخير له سبحانه وهو مايتناسب مع جلاله.. فأنسبه لله وحده! (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)
أما قصة الغلام فالفعل فيها "التبديل" عبارة عن معنيين اندمجوا مع بعض، ماينفعش يحصل الاستبدال غير من خلال أخذ الاول ثم إبداله بغيره
فجاء بالضمير مثنى ليتحمّل سيدنا الخضر فعل القتل ويُنسب فعل التعويض والإبدال لله سبحانه! (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا)
زي سيدنا إبراهيم لما قال وإذا مرضتُ فهو يشفين
مع إن الفعلين من ربنا والاتنين ظاهرين لكن أنسب الشفاء لله ولم يُنسب إليه المرض
القصة قصة أدب مع ربنا في جميع الألفاظ وأدق المعاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق